عندما تصبح القبيلة سندا◌ٍ‮ ‬للدولة ودعامة للأمن والاستقرار‮



مبادرة أحد مشائخ مارب تنجح في‮ ‬إنهاء شبح التقطعات بين خمس محافظات
قبائل‮ (‬لحج‮ – ‬الضالع‮ – ‬إب‮ – ‬البيضاء‮ – ‬ذمار‮) ‬يوقعون وثيقة القردعي‮ ‬ويلتزمون بتسليم العصابات لأجهزة العدالة
المشائخ‮ ‬يؤكدون رفضهم القاطع لكل الأعمال التي‮ ‬تشوه محافظاتهم وسمعة وطنهم
رفع الغطاء عن أي‮ ‬خاطف أو متقطع‮ .. ‬وكل شيخ ملتزم بتسليم من‮ ‬ينتمي‮ ‬لقبيلته للسلطات المختصة‮
‮- ‬تعالت الأصوات الرافضة للأوضاع الأمنية‮ ‬غير المستقرة التي‮ ‬تمر بها عموم محافظات الجمهورية جراء انتشار ظاهرة قطع الطرقات وحجز المركبات ونهب الممتلكات بل وقتل النفس وغيرها من الأعمال التي‮ ‬حرمها الله سبحانه وتعالى وحرمتها القوانين وكذلك الأعراف والعادات القبلية لأنها ليست من شيم وعادات وأخلاق المجتمع اليمني‮.‬
‮-‬ففي‮ ‬المحافظات الخمس‮ (‬لحج-الضالع‮- ‬إب‮ – ‬البيضاء‮ -‬ذمار‮) ‬تفاقمت مخاطر قطع الطرقات وتشعبت هذه الظاهرة التي‮ ‬أرهقت كاهل أهالي‮ ‬هذه المناطق بعد أن أصبحت‮ ‬سيارات المواطنين وقاطراتهم معرضة للنهب والحجز بغير ذنب سوى أنه‮ ‬ينتسب إلى إحدى تلك المحافظات‮ ‬وعجزت الدولة والمشائخ والوجهاء في‮ ‬التوصل إلى حل لهذه القضية واجتثاثها كونها أصبحت قضية شائكة ومعقدة إلى أن بادر شخص‮ ‬يحمل صفات المروءة والإنسانية ليس من تلك المحافظات الخمس ولا مكلفاٍ‮ ‬لا من دولة‮ ‬بل دفعه انتماؤه لهذا الوطن وحبه له إلى التدخل لحل هذه القضية عند تلقيه اتصالاٍ‮ ‬هاتفياٍ‮ ‬من أحد مشائخ‮ ‬يافع ليخبره بهذه المعاناة التي‮ ‬استمرت عاماٍ‮ ‬وأكثر‮.‬
وقدم مبالغ‮ ‬مالية كبيرة وبذل رجاله وسياراته رهناٍ‮ ‬لحل هذه القضايا الشائكة‮ .. ‬ذلك الرجل هو الشيخ ناصر محمد مسعد القردعي‮ – ‬أحد كبار مشائخ محافظة مأرب‮ – ‬والذي‮ ‬تدخل في‮ ‬حل هذه القضايا وأخرج القاطرات والسيارات وتوفق في‮ ‬جمع مشائخ هذه المحافظات الخمس لما له من ثقل ووجاهة لدى هذه القبل‮ ..‬وأعد لهم وثيقة عهد قبلي‮ ‬لتوقيعها ولالتزامهم بعدم العودة إلى مثل هذه الظاهرة‮.‬
‮- «‬الثورة‮» ‬كانت حاضرة أثناء حل هذه القضية الشائكة وأثناء توقيع وثيقة العهد وأجرت استطلاعاٍ‮ ‬صحفياٍ‮ ‬والتقت بالمحرك الأساسي‮ ‬والمتبني‮ ‬والراعي‮ ‬لحل هذه القضية الشيخ ناصر محمد مسعد القردعي‮ ‬وكذا بالمشائخ المساهمين والمتعاونين في‮ ‬حل هذه القضية‮.‬

استطلاع‮ /‬ معين محمد حنش
❊ ‬في‮ ‬البداية تحدثنا مع الشيخ ناصر محمد القردعي‮ ‬وسألناه عن بداية قصة التقطع على القاطرات والسيارات في‮ ‬تلك المحافظات الخمس¿
‮-‬فأجاب قائلاٍ‮: ‬بداية تلقيت اتصالاٍ‮ ‬هاتفياٍ‮ ‬من قبل الشاعر المشهور ثابت عوض اليهري‮ ‬يفيد أنه تم احتجاز قاطرة لأحد أصحابه وهو من مديرية‮ ‬يهر بيافع من قبل عوالق رداع‮ ..‬وبحجة أن سيارة العوالق عند أهل‮ ‬يافع‮ .. ‬واستعان بي‮ ‬للتدخل في‮ ‬القضية وحلها كونهم لا‮ ‬يريدون رد الفعل لنهب شخص بريء مثلما فعل هؤلاء‮.‬
فرديت على أهل‮ ‬يافع وقلت لهم إذا لم‮ ‬يكن عندكم شيء للعوالق فإني‮ ‬أعدكم بأطلاق قاطرتكم‮ .. ‬وتواعدنا بالتلاقي‮ ‬جميعاٍ‮ ‬إلى محافظة رداع‮ .. ‬والتقينا بأهل‮ ‬يافع واستدعيت العوالق واستفسرنا منهم عن تفاصيل القضية واتضح لنا أن القاطرة لم تكن الاولى محجوزة لديهم وأنه قد سبق وتم حجز عدد كبير من القاطرات والسيارات تخص مواطنين من محافظتي‮ ‬لحج والبيضاء وشملت مديريات إب وذمار والضالع‮.‬
وبعد معرفتي‮ ‬بتشعب هذه القضية التي‮ ‬للأسف تفرعت منها قضايا كثيرة من قضايا التقطعات بين تلك المحافظات الخمس قررت أن أسعى بكل جهدي‮ ‬لحل هذه القضية المعقدة والتي‮ ‬أصبحت تشكل خطراٍ‮ ‬وتسيء لليمن وتسيء لأصحاب هذه المحافظات جراء إخافة للسبيل‮.‬
فبدأت مشواري‮ ‬في‮ ‬البداية بحل قضية نهب قاطرة اليهري‮ ‬وسيارة العوالق‮ .. ‬بعد أن اتضح لي‮ ‬أن سيارة العوالق ليست في‮ ‬يافع وإنما محجوزة في‮ ‬الحبيلين ضمن سيارات وقاطرات كثيرة هناك‮.. ‬فطرحت سيارة من سياراتي‮ ‬للعوالق رهناٍ‮ ‬في‮ ‬سيارتهم‮ .. ‬بالإضافة إلى إحضار ضمانة تجارية‮ ‬بعدها سلموا لي‮ ‬قاطرة أبناء‮ ‬يافع‮ .. ‬ثم أخذتها وسلمتها لصاحبها في‮ ‬يافع واستضافوني‮ ‬لمدة‮ ‬يومين‮.‬
‮-‬بعد ذلك طلبنا من مشائخ‮ ‬يافع التوجه معنا إلى ردفان لحل القضية وأرجعنا لكل ذي‮ ‬حق حقه واتجهنا إلى الحبيلين والتقينا بمشائخ ردفان الذين استقبلونا بحفاوة وأبدوا استعدادهم‮ ‬للتعاون معنا في‮ ‬إيجاد حلول‮ ..‬تم بعدها التواصل مع الأستاذ أحمد المجيدي‮ ‬محافظ لحج الذي‮ ‬استضافنا هو الآخر جميعنا واجتمعنا‮ ‬في‮ ‬منزله الكائن في‮ ‬عدن وكان متفاعلاٍ‮ ‬معنا ومتجاوباٍ‮ .. ‬وبذل جهوداٍ‮ ‬كبيرة‮ ‬يشكر عليها‮.‬
فقد تواصل المحافظ المجيدي‮ ‬بالأخ اللواء الركن محمد ناصر أحمد‮ -‬وزير الدفاع‮ – ‬وأخبره بالقضية فتفاعل معنا وتبرع وزير الدفاع بمبلغ‮ ‬سبعة ملايين ريال من قيمة السيارات التي‮ ‬تم نهبها وابتاعت وقتل ناهبيها وهي‮ ‬سيارة شاص‮ ‬2009م تابعة لعلي‮ ‬الملياح من رداع وهيلوكس‮ ‬غمارتين‮ ‬2004م تابعة لسيف العبسي‮ ‬من رداع‮.‬
أيضاٍ‮ ‬تبرع رجل الأعمال الشيخ ناجي‮ ‬الفقيه بمبلغ‮ ‬ثلاثة ملايين ومائة وخمسة وثمانين ألف ريال‮ .. ‬وتم تحديد قيمة سيارة العبسي‮.‬
‮- ‬تواصلنا مع الملياح صاحب الشاص والذي‮ ‬أصر أن نشتري‮ ‬له سيارة بدل سيارته‮ .. ‬وقد استلمنا من مشائخ ردفان سيارة العوالق التي‮ ‬التزمت أنا فيها عن طريق الشيخ عبدالله القطيبي‮ ‬والشيخ فضل عركل‮ .. ‬بعدها تحركت إلى صنعاء واشتريت السيارة الشاص ووفيت مبلغ‮ ‬تسعة آلاف ريال سعودي‮ ‬من مالي‮ ‬الخاص فوق المبلغ‮ ‬الذي‮ ‬تبرع به وزير الدفاع وبلغت خسارتي‮ ‬ستة ملايين ريال من بداية المشكلة وحتى نهايتها وأنا لا أريد عوضاٍ‮ ‬لا من دولة ولا قبيلة‮ ‬فالعوض والجزاء من عند الله فهو سميع عليم‮..‬
بعدها تحركنا إلى رداع وسلمنا الشاص واستلمنا منهم إحدى القاطرات التي‮ ‬في‮ ‬رداع محجوزة‮ .. ‬ثم تسلمنا هيلوكس العوالق التي‮ ‬التزمت فيها‮ .. ‬من ثم استدعينا سيف العبسي‮ ‬وسلمنا له قيمة سيارته وسلم لنا قاطرة محجوزة لديه لأهل ردفان‮.‬
وقبل التسليم الأخير تواصلنا أيضاٍ‮ ‬مع الأخ علي‮ ‬حسين الماوري‮ ‬الذي‮ ‬له قاطرة محجوزة بالحبيلين ولديه قاطرتان محجوزة لأهل ردفان وسلمنا القاطرتين والتزمنا له في‮ ‬قاطرته‮ .. ‬وطرحت سيارة أخرى لأهل رداع من سياراتي‮ ‬لحتى أحضر لهم قاطرتهم‮.‬
أما بالنسبة للموعد والتسليم فكان الموعد لتسليم كل واحد سيارته أو قاطرته في‮ ‬مديرية دمت على أساس أن مشائخ ردفان‮ ‬يحضرنا ما هو محجوز لديهم إلى دمت ونحن نستلم ما هو محجوز لدى أهل رداع ونحضرها إلى دمت‮ .. ‬واستلمنا أيضاٍ‮ ‬قاطرة من رداع‮ ‬تابعة لمحضار السعدي‮ ‬من‮ ‬يافع والتقينا في‮ ‬مديرية دمت وسلمنا لكل ذي‮ ‬حق حقه‮.‬

عدم العودة لمثل هذه الظاهرة
‮❊ ‬الأستاذ أحمد علي‮ ‬كلز‮ – ‬سفير اليمن في‮ ‬الخارج سابقاٍ‮ ‬وهو من محافظة البيضاء من رداع تحدث قائلاٍ‮ : ‬إن هذه القضية كانت تورق جميع أبناء المحافظات الخمس وبرجاحة المشائخ والوجهاء من أبناء هذه المحافظات وإيمانهم لنبذ هذه الظاهرة التي‮ ‬تسيء لأبناء هذه المحافظات وتسيء لليمن خارجياٍ‮ ‬سعى الجميع كلاٍ‮ ‬بحسب قدرته لتقديم الحلول والأموال وإخراج القاطرات والسيارات وعمل الجميع كالفريق الواحد الذي‮ ‬شعر بالمسئولية تجاه هذه الظاهرة ووقعوا وثيقة عهد هي‮ ‬ميثاق شرف لنبذ هذه الظاهرة واجتثاثها وعدم العودة إليها‮ ‬فهي‮ ‬تخيف المسافرين وتخيفنا جميعاٍ‮ ‬كوننا من أبناء هذه المحافظات ونحن‮ ‬يمنيون‮ ‬يجب علينا أن لا نشوه سمعتنا أمام الداخل والخارج‮.‬
وعلى جميع العقلاء السعي‮ ‬لتنفيذ بنود هذه الوثيقة‮ ‬ونشكر كل من تعاون وقدم وسعى لتقديم الحلول وعلى رأس هؤلاء الشيخ ناصر محمد القردعي‮ ‬الذي‮ ‬قدم ما بوسعه لحل هذه القضية وهو من محافظة أخرى لكننا جميعنا من بلد واحد اسمه اليمن ويجب أن نحافظ عليه جميعنا وأن نحافظ على طرقه في‮ ‬أي‮ ‬محافظة كانت وأن لا نخل بأمنه واستقراره‮.‬

الثمرة الطيبة فيما بعد التوقيع
الشيخ ثابت عوض اليهري‮ ‬الشاعر المشهور والمعروف والذي‮ ‬تحدث قائلاٍ‮ : ‬إن هذا الحضور حقيقتاٍ‮ ‬جعلنا نشعر بأن الجميع مهتمون بالحفاظ على سمعتهم وسمعة محافظاتهم وطريقهم وأنهم‮ ‬ينبذون ويجرمون شرعاٍ‮ ‬وعرفاٍ‮ ‬كل من‮ ‬يحاول أن‮ ‬يقطع الطريق ويخيف السبيل مهما كانت قضيته‮.‬
فهذا الجمع‮ ‬يعكس مدى سعي‮ ‬الجميع إلى توقيع وثيقة العهد لتكون ميثاق شرف بعدم العودة لمثل هذه الأعمال السيئة والسلبية من إخافة السبيل ونهب المارة وأن على الجميع أن‮ ‬يدرك أن مثل هذا اللقاء نريده أن‮ ‬يكون ثمرة طيبة لما بعد توقيع الوثيقة والتزام جميع المشائخ والأعيان في‮ ‬المحافظات الخمس بالحفاظ وتقديم المسيئين لهذه المحافظات للعدالة مهما كانت حجتهم‮.‬
وتابع قائلاٍ‮: ‬في‮ ‬بداية الأمر كانت تعتبر الانطلاقة الأولى من قبل الشيخ ناصر القردعي‮ ‬ومن رافقه‮ ‬وهذه كانت اللبنة الأولى وهكذا احتلت جميع القضايا الشائكة وذلك لتأمين الآمنين من المسافرين وغيرهم‮ ‬ويشكر على ما قدمه وبذله من أجل إنهاء هذه القضايا وبذل الملايين فهو لم‮ ‬يعمل ذلك لأجل المفاخرة والتعويض من أي‮ ‬جهة وإنما حباٍ‮ ‬لفعل الخير وجزاؤه عند رب العالمين‮.‬

قتل ثلاثة متقطعين ونبذهم قبلياٍ
‮❊ ‬من جانبه تحدث الشيخ عبدالله أحمد القطيبي‮ ‬عن مجريات هذه القضية فقال‮:‬
‮- ‬للأسف كأن من بين هؤلاء الذين‮ ‬يتقطعون ثلاثة من ردفان تم نبذهم وسفك دمائهم كونهم أصبحوا منبوذين في‮ ‬المجتمع وفي‮ ‬ردفان وتم الاجتماع من قبل مشائخ ردفان وقد قتل هؤلاء الذين‮ ‬يقطعون الطريق وينهبون العابرين للسبيل بحجة أو بغيرها‮.. ‬وبصراحة نحن عانينا الكثير من هذه الظاهرة ولكن تم التصدي‮ ‬لها من قبل الشرفاء من أبناء هذه المحافظة‮ ..‬
وشكلت لجان من مشائخ وأعيان تلك المحافظات وحصلت هناك تقطعات فعلاٍ‮ ‬كانت متشعبة في‮ ‬الخمس المحافظات بنفس الأسلوب لهذا لا ننسى أن نذكر ونشكر الشيخ ناصر القردعي‮ ‬الذي‮ ‬رعى وبادر لحل هذه القضية من بدايتها وقدم الكثير لإنهاء هذه الظاهرة السيئة وحتى نهايتها فجزاه الله منا خير الجزاء وكل الخيرين المحبين لهذا الوطن‮.‬
أيضاٍ‮ ‬نقدر تعاون وتفاعل الشرفاء من أبناء محافظة ردفان الذين نبذوا هذه الظاهرة السيئة التي‮ ‬أساءت إلى محافظتهم وكذا الشكر لوزير الدفاع ومحافظ لحج ومحافظ الضالع اللذين كانا معنا من أول وهلة‮.. ‬إضافة إلى مشائخ وأعيان ردفان عامة فهم سعوا جاهدين لاجتثاث هذه الظاهرة‮.‬

جميعنا ضد هذه الظاهرة السيئة
‮❊ ‬كما تحدث من جانبه الشيخ فضل عركل عن هذا الجمع لحل هذه القضية واصفاٍ‮ ‬ذلك بالتوفيق الكبير لجمع شمل خمس محافظات فقال‮: ‬
‮- ‬هذا الجمع الغفير الذي‮ ‬جمع كما نشاهد مشائخ وأعيان ووجهاء تلك المحافظات الخمس ما هو إلا‮ ‬تعبير عن مكارم الأخلاق والصفات والعادات الطيبة التي‮ ‬ورثناها عن أجدادنا نحن اليمنيين‮.. ‬والتي‮ ‬جعلتنا‮ ‬في‮ ‬مكانة عالية نتباهى بها بين الأمم‮ .. ‬خصوصاٍ‮ ‬عندما نكون على كلمة سواء ضد هذه الظواهر السلبية التي‮ ‬كانت ترهق وتقلق وتسلب ممتلكات عابري‮ ‬السبيل من قاطرات وسيارات في‮ ‬الطرقات بدون أي‮ ‬ذنب‮.‬
فعلينا أولاٍ‮ ‬أن نتذكر أن‮ ‬تاريخ اليمن ناصع‮ ‬والمؤرخون‮ ‬يؤكدون على أن أهل اليمن هم أهل خير كما وصفهم النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ .. ‬وبهذه الخطوة الرائعة وهذا الجمع المبارك سعى كلَ‮ ‬بما‮ ‬يستطيع لحل هذه القضية التي‮ ‬كانت ستؤثر على أبناء المحافظات الخمس وتصبح مناطقية‮.‬
وهذا بفضل الله وبفضل الشيخ الراجح الذي‮ ‬سعى للمبادرة وعمل على تقريب الأطراف وسعى وقدم وبذل لحل هذه القضايا وهو الشيخ ناصر محمد القردعي‮ ‬الذي‮ ‬أتى من محافظة مأرب البعيدة ليتلمس معاناتنا ويقدم الحلول والمبادرات من أجل إنهاء هذه الظاهرة الدخيلة على أبناء المجتمع والذي‮ ‬مهما تحدثنا عنه أو وصفناه فلن نعطيه حقه لما‮ ‬يحمله من مكارم الأخلاق والنبل والشهامة والوجاهة واستطاع نيل الثقة من قبل مشائخ وأعيان تلك المحافظات الخمس وعمل جاهداٍ‮ ‬على إقناع الأطراف لإخراج القاطرات التي‮ ‬كانت مدفونة لسنوات وأرجعها إلى أصحابها‮ ‬وحث ودعا لتوقيع وثيقة عهد لعدم العودة لمثل هذه الظاهرة وقطع الطريق مهما كانت الأسباب‮ ‬فجزاه الله خيراٍ‮ ‬وكل من عمل معه لاجتثاث هذه الظاهرة وإلى الأبد‮.‬
تأمين المسافرين من التقطعات
‮❊ ‬كما قال الشيخ خالد أحمد ديان أحد مشائخ‮ ‬يافع إن هذه الخطوة جسدت الروابط بين أبناء تلك المحافظات وعززت روح الأمل من أجل عيش وحياة كريمة وآمنة بعيداٍ‮ ‬عن الخوف من نهب الممتلكات في‮ ‬الطرقات‮ .. ‬وذلك لتأمين طرق المسافرين وتأمين مصالحهم والحفاظ على مصادر أرزاقهم‮.‬
وبهذه الوثيقة التي‮ ‬أعدها الشيخ ناصر القردعي‮ ‬وسعى للجمع بين جميع المحافظات ومشائخها وأعيانها حتى تم التوقيع ولم‮ ‬يبق علينا وعلى الجميع إلا السعي‮ ‬للالتزام بتنفيذ بنود الوثيقة ورص الصفوف ونبذ هذه الظاهرة المسيئة لأبناء هذه المحافظات‮.‬
وفي‮ ‬حقيقة الامر‮ ‬يجب أن نشكر رجل هذا الموقف من بدايته الذي‮ ‬سعى برجاله وسياراته وماله وقدم وخسر ما‮ ‬يقارب الستة ملايين ريال من توفية لشراء إحدى السيارات المنهوبة وغرامته من بداية هذه القضية وحتى نهايتها وهو الشيخ ناصر القردعي‮.. ‬فهو لم‮ ‬يطلب تعويضاٍ‮ ‬لا من دولة ولا من قبيلة ولكنه‮ ‬يرجو من الله العوض كما‮ ‬يحب ويرضى‮ ‬لأن هذا فعل خير وإصلاح ذات البين‮ ‬فالشكر الجزيل له ولمواقفه المشرفة ونعم الرجل كما‮ ‬يشهد الله‮.‬

نص الوثيقة
‮-‬وفي‮ ‬نهاية الاجتماع ونهاية الاستطلاع الصحفي‮ ‬تلا الشيخ ناصر محمد القردعي‮ ‬الوثيقة التي‮ ‬أعدها وقرأها على المستمعين والحضور وما تضمنته هذه الوثيقة من إلزام لمشائخ ووجهاء تلك المحافظات الخمس وهي‮ ‬كالآتي‮:‬
‮- ‬تنص الوثيقة وبإجماع ممثلي‮ ‬محافظات‮ (‬الضالع‮- ‬لحج‮- ‬إب‮- ‬البيضاء‮- ‬ذمار‮) ‬على تحريم ظاهرة التقطع والاختطاف باعتبارها ظاهرة دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا ويحرمها الشرع ويجرمها الدستور والقانون‮.‬
‮-‬يجب على ممثلي‮ ‬المحافظات الخمس المذكورين في‮ ‬الوثيقة أن‮ ‬يكونوا بمثابة فريق واحد ضد أي‮ ‬ظاهرة تقطع أو اختطاف من خلال التواصل والتعاون واتخاذ الموقف المناسب لحل أي‮ ‬مشكلة طارئة‮.‬
‮- ‬إن كل من‮ ‬يقوم بأي‮ ‬عمل من أعمال التقطع أو السلب أو النهب أو حجز للمركبات‮ ‬يعتبر مجرماٍ‮ ‬تطبق عليه عقوبة الحرابة ويتحمل وحدة المسئولية الكاملة نتيجة لأعماله‮ ‬ويجب على شيخ القبيلة التي‮ ‬ينتمي‮ ‬إليها ضبطه وتسليمه إلى الجهات المختصة‮.‬
‮- ‬يجب على ممثلي‮ ‬المحافظات الخمس العمل على محاربة ظاهرة التقطع بكل الوسائل والإجراءات القانونية والشعبية والقبلية‮.‬
‮- ‬يجب على ممثلي‮ ‬المحافظات الخمس العمل على منع ظاهرة التقطع والاختطاف لأي‮ ‬أسباب كانت سواءٍ‮ ‬خلافات بين الأشخاص أو الشركات أو المؤسسات أو على مصالح تجارية أو مالية وغيرها ولا تحل جميع القضايا عن طريق اللجوء إلى قطع الطريق مهما كانت المبررات والأسباب‮ ‬وعلى شيخ القبيلة متابعة أي‮ ‬مشكلة في‮ ‬نطاقه الجغرافي‮ ‬أمام القضاء أو من خلال التفاهم على حلها مع أطراف المشكلة‮.‬
‮- ‬يجب أن تتحمل كل محافظة المسئولية عن الشخص أو الجماعة التي‮ ‬تقوم بالتقطع والخطف في‮ ‬نطاقها الجغرافي‮.‬
‮-‬تعتبر هذه الوثيقة وثيقة وميثاق شرف بين أبناء المحافظات الخمس وتعتبر مكملة لدور الدولة ومساعدة لها في‮ ‬حفظ الأمن والاستقرار‮.‬
‮- ‬تمنح نسخة من هذه الوثيقة لكل محافظة ونسخة للجهات الأمنية والسلطات المحلية‮.‬

دعوة لمشائخ المحافظات‮ ‬
‮- ‬كما وجه الشيخ ناصر محمد مسعد القردعي‮ ‬دعوة جميع المشائخ والأعيان والقبائل في‮ ‬محافظات الجمهورية اليمنية على الاهتمام الكامل بأمن واستقرار اليمن‮ ‬حيث أن اليمن أصبحت على شفا هاوية بسبب التدهور الأمني‮ ‬وعلى جميع المشائخ في‮ ‬المحافظات الأخرى الاقتداء بمشائخ وأعيان ووجهاء هذه المحافظات الخمس وذلك لتوقيع وثيقة في‮ ‬ما بينهم تكون كعهد بعدم قطع الطريق ونهب السبيل‮.. ‬أو توقيع فوق هذه الوثيقة لأن هذه الوثيقة ستشمل كافة المحافظات الأخرى وقد بلغ‮ ‬الموقعون عليها ومن حضر التوقيع بدمت‮ ‬500‮ ‬من مشائخ وأعيان المحافظات الخمس‮.‬

قد يعجبك ايضا