ضحية: أصابتني العصابة بطلق ناري ونهبت ممتلكاتي



مشايخ: الانفلات الأمني وتغاضي مسؤولي المنطقة من أسباب تفاقم المشكلة

مدير أمن محافظة صنعاء: عصابة ضواحي صنعاء تعد
الأخطر وقريباٍ ستحال إلى النيابة

مدير أمن بني حشيش وصرف: قبضنا على زعيم العصابة واثنين من معاونيه

عقال: لجوء المشايخ إلى الحل القبلي شجع العصابات على التمادي أكثر

تزايدت مؤخراٍ قضية خطيرة تهدد حياة الناس الذين يخرجون للنزهة في ضواحي صنعاء والسدود, حيث تقوم عصابات اتخذت لها أوكاراٍ داخل الجبال وفي المرتفعات المطلة هناك بانتظار ومراقبة المتجولين وتحين الفرصة لابتزازهم وسرقتهم وأحياناٍ قتلهم.
عصابات السدود تحديداٍ لم تكتف بسرقة الزائرين للنزهة فقط بل تطاولت ليصل التمادي إلى اغتصاب النساء والاعتداء على المتجولين بالضرب وإطلاق النار الحي عليهم ويؤكد عدد من أبناء تلك الضواحي أنه بدلاٍ من محاسبتهم قانونيا وإيصالهم للأمن يقوم البعض بحل قضيتهم قبليا من قبل مشايخ, ما يضعف جانب الردع الذي يجعل تلك العصابات تتمادى أكثر.. وفي هذا التحقيق تناقش الظاهرة, ووسائل تلك العصابات للاعتداء على الناس والدور الأمني الغائب في هذا الاتجاه.

(كان أسوأ يوم في حياتي).. كانت هذه العبارة مستهل حديث السائق محمد الصلوي الذي يغلب على صوته نبرات الحزن والألم وهو يسترجع ذكرياته بصعوبة.. يقول: ذهبت أنا وبعض الزملاء إلى سد “مختان” في منطقة سعوان بني حشيش لقضاء بعض الوقت للنزهة, وعند وصولنا بوقت قليل الساعة (2) ظهراٍ فوجئنا بقدوم عصابة البعض منهم يحمل السلاح ويظهر على ملامح وجوههم الغضب, وبعد وصولهم إلينا صرخ زعيمهم في وجوهنا وطلب منا تسليم كل من نمتلكه من أموال وتلفونات وجنبية والدي الثمينة, وأضاف: حاولنا الحديث معهم بالعقل ولكن العصابة استخدمت القوة وقامت بالاعتداء علينا بالضرب وأخذت ما بحوزتنا وقال: قمنا بعد ذلك بالرحيل ولكن العصابة تبعتنا بدراجتين ناريتين فقمت بصدم الأول بسيارتي خوفا من أن يصلوا إليِ لكن زعيمهم قام بإطلاق النار عليِ من الدراجة الأخرى وأصابني في خصري بطلقة.. ويواصل الصلوي حديثه: أحسست بالألم حينها ولم أشعر بنفسي إلا وأنا فوق كومة من الحجار ولم أكن أعلم أني سأصدم رجلاٍ أمامي من أهالي المنطقة والذي توفي على الفور من شدة الصدمة التي قسمت رأسه.. بعدها بدأت معاناة جديدة لمحمد بعد أخذه إلى المستشفى هو واثنان من أفراد العصابة أصيبوا في الحادث فيما هرب زعيم العصابة الذي ألقي القبض عليه مؤخراٍ..
لم يكن محمد هو الضحية الأولى فقد وقعت عدة جرائم جنائية في نفس مكان السد. ومنها قضية نجل عبداللطيف خميس من أبناء المنطقة ويقطن حالياٍ صنعاء, حيث تم التهجم عليه من قبل هذه العصابة ومعه أسرته وتمت سرقة ما بحوزته من مال وتلفونات واعتدوا عليه بالضرب.. يقول خمس: أخبرتهم أن عائلتي تسكن في هذه المنطقة إلا أنهم لم يستمعوا إليِ بعدها أخبرت أسرتي بالحادث واتفقنا على محاسبتهم قانونياٍ لكن مشايخ المنطقة وبعض الوجهاء ترجونا أن نحل الموضوع قبلياٍ.
لم يمض وقت طويل على إنهاء الموقف الأول قبليا إلا وقد قامت العصابة مرة أخرى بالاعتداء على متجول من عمران هو وأسرته, وقامت العصابة بإطلاق النار عليه وأصابوه في ساقه, ومن جديد طلب من المجني عليه حل الموضوع قبلياٍ حسب تأكيدات شهود عيان .
الأمن ومسئولو المنطقة
الانفلات الأمني وسكوت أهالي المنطقة خاصة المشايخ والعقال والمجلس المحلي تعد من أهم أسباب التي أدت إلى استمرار قيام العصابة بهذه المنكرات والجرائم الجنائية بحسب الشيخ/ بدر خميس.
مضيفاٍ أن العصابة قامت بالاعتداء على المتجولين أكثر من مرة بحجة إنهاء المنكر رغم أنها تقوم بمنكرات لا يقبلها الدين ولا العقل والأخلاق وأن هذه العصابة قد قامت بإطلاق النار أكثر مرة على المتجولين دون رادع من دين أو أخلاق ووعي لخطورة الجرم الذي يقدمون عليه.
المواقف القبلية
في الاتجاه ذاته يرى خالد غليس, أحد عقال المنطقة, أن محاربة هذه الظاهرة مسؤولية جماعية تبدأ من المواطن وتنتهي بالأمن, مطالبا المشايخ أن يقفوا صفاٍ واحدا لمنع هذه العصابة من ترويع المتنزهين والاعتداء عليهم والتعاون مع الجهات الأمنية بدلا من حل قضايا اعتداءات هذه العصابات قبليا.. مؤكدا أن الحل القبلي شجع تلك العصابات على الاستمرار في اعتدائها على المواطنين.
أمن المنطقة
من جانبه قال عبدالرحمن صبر مدير أمن منطقة صرف وبني حشيش والذي يعتبر قائد العملية التي ألقت القبض على رئيس العصابة إن مهمة القبض على رئيس العصابة لم تكن سهلة نظرا لتواطؤ بعض المجردين من القيم معهم وإبلاغهم بوقت تحركنا, وكنا نصل وقد لاذ رئيس العصابة بالفرار.
خطة محكمة
وتابع: بعد عدة محاولات باءت بالفشل قمنا بإعداد خطة أشرفت أنا على تنفيذها شخصيا تضمن الوصول إلى رئيس العصابة في المكان الذي يجلس فيه واختيار الوقت الذي تكون فيه عيون المتعاونين معهم نائمة وغافلة, وقد تم إعداد الخطة وإطلاع مدير أمن المحافظة عليها والذي وافق عليها وأقرها وكان له الفضل بعد الله سبحانه في القبض على العصابة من خلال تعزيزنا بطقوم أمن حماية.
وواصل حديثه: وبعد موافقة مدير الأمن قمنا بجمع التحريات وتحديد مكان رئيس العصابة وتحركنا فجراٍ وبعد وصولنا للمكان المطلوب قمنا بمحاصرته وطلبنا منه الخروج لكنه رفض وقام بإطلاق النار وأصابني وأصاب مساعدي أكرم مكرم بشظايا لم تكن بالغة وبعد نفاد طلقات سلاحه قمنا باقتحام المكان والقبض عليه وإيداعه في السجن والآن هو في المباحث لاستكمال الإجراءات القانونية.
أخطر عصابة
مدير أمن محافظة صنعاء/ عبده القواتي أكد أنه تم القبض على أكبر عصابة شرق صنعاء والتي قامت بالكثير من الأعمال الإجرامية والجنائية بحق الزائرين والمتجولين في الأماكن السياحية من خلال الاعتداء عليهم واخذ ما بحوزتهم من مال وغيره بدون وجه حق, وأنه تم مؤخرا القبض على رئيس العصابة بعد إجراءات التحريات والتعاون مع اللجان الشعبية وأهالي المنطقة, داعياٍ جميع من تعرضوا للاعتداءات من قبل تلك العصابات الرجوع إلى أمن المحافظة ليأخذوا ممتلكاتهم.

إجراءات النيابة
فيما أكد مدير إدارة المباحث بمحافظة صنعاء/ عبده اليحيري, أنه يتم الآن إجراء التحقيق مع زعيم العصابة واثنان من مرافقيه في قضية الاعتداء على المتجولين وأن زعيم العصابة اعترف بجميع الجرائم الجنائية المنسوبة إليه والجرائم الأخرى التي لم يكن يعلم الأمن عنها الكثير منوهاٍ إلى البحث الجنائي سيقوم بتسليم المتهمين إلى النيابة بعد استكمال الإجراءات القانونية والقبض على البقية.

معوقات
وأشار اليحيري إلى أن الأمن يواجه عوائق أمام استكمال الإجراءات القانونية تجاه المجرمين منها الانفلات الأمني والأوضاع السياسية الراهنة كما لفت إلى أن خوف أغلبية المواطنين في المنطقة من العصابة أعاق مسألة الوصول إلى باقي العصابة .. اليحيري أيضاٍ شكر الجهات المتعاونة من الأمن من أجل تبصير المجني عليهم بمكان حقوقهم وتم إعادتها إليهم بعد نهبها بدون وجه حق.
ودعت الجهات الأمنية بالمحافظة كافة المواطنين وأهالي المناطق الذين يسكنون بجانب السدود والمتنزهات في ضواحي صنعاء إلى إبلاغ الجهات والتعاون معها للقضاء على هذه العصابات المجرمة والخارجة عن القانون والتي زادت جرائمها القبيحة والجنائية مؤخراٍ.
ونبهت الجهات الأمنية المواطنين إلى تقييد بلاغاتهم وإخبار الجهات الأمنية في حالة وقوع اعتداء عليهم وأن الأمن سيقوم بعمل الواجب لإرجاع حقوقهم وإنصافهم.

قد يعجبك ايضا