تساؤلات براقش الأثرية تبحث عن “الجناة” منذ أربع سنوات


الحديث عن ضياع وسرقة الآثار اليمنية ووضع معالم وتراث اليمن في هذا الوضع الصعب قد يكون غير مستساغ من قبل البعض ولكن نقول إن كل شيء يعوض المال والذهب والتجارة وغيرها إلا شيء واحد أيها اليمنيين في حال تم تهريبه وسرقته والتفريط فيه لا يعوض أبدا إنه تراث وهوية اليمن الحضارية من تراث وآثار ومخطوطات ومدن تاريخية ومعالم أثرية.. ولهذا نقولها بمرارة: كيف هو حال مدينة براقش التاريخية بعد الصراعات¿!
أين هي آثارها التي كانت في المخازن¿! أين دور المواطنين للحفاظ على هوية اليمن¿! تساؤلات عن براقش تبحث عن إجابة منذ أربع سنوات وبالتحديد في السابع من أبريل من العام 2010م تعرضت مدينة براقش الأثرية ومخازنها التي تحتوي على أهم القطع الأثرية للسرقة والنهب لبعض قطعها الهامة التي عثر عليها من قبل بعثة التنقيب الإيطالية التي بدأت أعمالها ما بين الأعوام (1990و1992م) بعمل حفريات أثرية برئاسة البروفيسور (الساندر دي مغرية) للكشف عن معبد (نكرح) حامي حمى هذه المدينة وكذلك أعمال البعثة الإيطالية المشاركة في أعمال التنقيب لمدينة براقش للأعوام (2003-2004م) وأعمال الصيانة والترميم لمعبد (نكرح) براقش مجزر مأرب .. وبعد طول هذه المدة نتساءل اليوم من هم جناة براقش¿! ومن هي الجهات التي تقف وراءهم¿! وأين وصلت قضية سرقة مخازن القطع الأثرية لمدينة براقش ¿! وماذا أسفرت نتائج التحقيق عن سرقة حضارة هذه المدينة العريقة أم أن براقش جنت على نفسها حيث خلدت لنا تاريخاٍ نفاخر به العالم¿! ويقول الأخ جمال مكرد كبير الاختصاصيين في عملية ترميم وتوثيق الآثار وأحد المشاركين في البعثة الأثرية الإيطالية لترميم القطع الأثرية في مدينة براقش خلال الأعوام (2003-2004م) في تقريره السابق آنذاك لنتائج أعمال البعثة اليمنية الإيطالية في مجال التنقيب وأعمال الترميم والصيانة لمعبد (نكرح) براقش مجزر مأرب للموسم (2003-2004م) إن البعثة اليمنية الإيطالية أكملت مهامها التي قامت بها وتضمنت ثلاثة محاور هي : أولا أعمال التشييد وبناء مسكن ومكتب لأعضاء الفريق وثانياٍ استكمال أعمال التنقيب والتنظيف في المعبد وثالثا أعمال الصيانة والترميم لمعبد (نكرح) وقد أدت نتائج التنقيب إلى اكتشاف خارج أساس السور نقوش أثرية ثابتة وغير مكتملة وذلك على أسوار مدينة براقش من الخارج وكذلك الكشف عن أساس لبناء سور قديم بعيد عن السور الأول حوالي خمسة أمتار وكذلك العثور على كميات من كسار الأواني الفخارية بالإضافة إلى المنطقة الثانية الواقعة داخل أسوار المدينة الأثرية أمام المدخل والساحة الرئيسية لمعبد (نكرح) وفي ما يتعلق بالمرحلة الثانية فتم اكتشاف أجزاء لمداميك وغرف صغيرة ربما تعود إلى فترات إسلامية بالإضافة إلى المحور الثالث الخاص بأعمال الصيانة والترميم لمعبد (نكرح) والذي يعد من أجمل فنون العمارة اليمنية القديمة ولا يزال يحتفظ بأغلب تفاصيل مكوناته المعمارية والزخرفية.

موقف هيئة الآثار
ويبدو أن هيئة الآثار اكتفت باللجنة التي تم تشكيلها في حينه وصدر عن الهيئة أنه بعد نزول اللجنة تم جرد مخازن براقش وتم رفع تقرير مفصل عن المخزن ورفعه لمحافظ محافظة مأرب في حينها وأوضح المصدر أنه إلى الآن لم تتضح معالم قضية السرقة إلى أين وصلت وقد تمت سرقة قطع أثرية هامة ومتنوعة مثل عينات لأجزاء من نقوش أثرية ورفعت القضية للبحث الجنائي بمحافظة مأرب. وتقول المصادر التاريخية والنقوش الأثرية إن مدينة براقش هي العاصمة الأولى لمعين والتي قامت على أرض الجوف وورد ذكرها في بعض كتابات الرحالة (اليونانيين) والرومان أمثال (بلليني واسترايون) متحدثين عن مهارة سكانها في ميادين التجارة وما كانوا يتمتعون به من ثراء في حين ذكرها ابن الحسن الهمداني في الجزء الثامن من كتابه الإكليل إلى موقع مدينة براقش الحصين الذي يسهل لها مهمة الدفاع عن نفسها ضد أي غاز وأن المدينة شهدت فترة كبيرة من الاستمرار والازدهار وفي ظل دولة معين القوية وخصوصاٍ في القرون الثلاث الأولى الميلادية ثم أخذ دورها يتقلص رويداٍ رويداٍ بعد ظهور ممالك أخرى قوية على مسرح الأحداث وسجلت حضارة براقش إنجازات أخرى في مجالات الزراعة والتجارة اليمنية القديمة وخصوصاٍ عمارة المعابد وزخارف أبوابها المنحوتة من حجر الجرانيت وتتكون من (65) برجاٍ للمراقبة والحماية ومحاطة بسور منيع كانت قديماٍ محطة لتجار البخور والطيب والتوابل نظراٍ لوقوعها على طريق القوافل التجارية الآتية من الهند إلى بلاد الشام وفلسطين. وتقول المصادر التاريخية إن فترة ازدهارها تعود إلى القرن السابع ونهاية القرن السادس قبل الميلاد ولا تزال بقايا السور واضحة المعالم في حين تقول مصادر تاريخية أخرى أن مدينة براقش تعرضت للتدمير في القرن الأول الميلادي قبل أن يعاد بناؤها مرة أخرى وكانت براقش عاصمة لدولة معين واستمرت حتى في عهد العصور الإسلامية. ويظل التساؤل قائماٍ.. براقش المدينة التاريخية لا تزال تبحث عن الجناة وناهبي الآثار اليمنية¿

قد يعجبك ايضا