أطفال حضرموت يستقبلون العام الهجري الجديد بروائح اللبان (البدوي )والبخور الزكية


لحظات جميلة وطقوس فرائحية متوارثة للتعبير عن عادات وتقاليد الموروث الشعبي للأطفال في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت في استقبال العام الهجري كضيف جديد يحل في دورهم وعليهم استقباله بحفاوة وترحاب.
ففي الأيام الأولى من شهر محرم من كل عام تستقبل مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حدثا فرائحيا بالعام الهجري الجديد ويعتبر يوم فرح وبهجة في حياة الصغار والكبار ولهذه الاحتفالية طقوس وعادات وتقاليد متوارثة جيلا بعد جيل يقوم بها أبناء حضرموت حيث تشهد العديد من مساجد المدينة المحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير أن يجعله عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء وأمن واستقرار لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة وما يميز مدينة سيئون كغيرها عن مدن وقرى وادي وصحراء حضرموت وفقا للمعلومات الصادرة من المواقع الالكترونية في حضرموت ذلك الموروث الشعبي لأطفال المدينة وهم يستقبلون هذا الضيف الجديد بالبخور والأهازيج ومرسومة على وجوههم الفرحة والبسمة في مرحلة من مراحل البراءة من عمرهم وهم يستعدون لهذا اليوم لما سمعوا من أسرهم وإخوانهم وأخواتهم الذين تجاوزا مرحلة الطفولة عن كيفية الاحتفال وتحفيظهم الأهازيج حيث ينتشر الأطفال من صباح اليوم الباكر في شوارع المدينة وحاراتها وأزقتها ووسط السوق العام للمدينة حاملين في أيديهم المباخر بمختلف الأنواع بالعامية ( مقاطر وبوابير ) يتطاير منها روائح اللبان ( البدوي ) الزكية على شكل جماعات منفردة مرددين الأهازيج ( مدخل السنة بركة والسيل فوق التكة ) ( يا لبان ياكوكبان ابعد إبليس والشيطان ) ومنهم من يقول ( يا الله يا رحمن ابعد ابليس والشيطان ) في موروث شعبي تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل وخلال جولتهم يقوم أصحاب البيوت وأرباب المحلات التجارية بتكريمهم بمبلغ يسير من المال أو شيء من الحلوى أو الشيكولاته أو يزودهم بالبخور بعد أن يقوم الأطفال بتبخير المحل أو مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) ويقدمون الأهازيج بدون خجل أو خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والذي يعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم والتي لازال يحتفظ بها هؤلاء الأطفال حيث تجد الأولاد مع بعض والفتيات مع بعض وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتداها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان ) . حتى وقت الظهيرة وخلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم وجوهم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذين تجدهم يستقبلونهم بعد أن يسمعوا منهم ما يرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد أن يتصور بدون خجل أو استحياء وقد عبر العديد من المواطنين عن هذه المناسبة مجمعين على التراث الذي بقي بمدينة سيئون ويتذكرون أيام الطفولة التي كانوا يمارسون هذا الابتهاج والفرح بفارق تغير الزمن وظروفه والحياة المعيشية له.
بينما أوضح أصحاب المحلات التجارية أن الاستعداد لهذا اليوم يكون من ليلة أمس وخاصة بتجهيز المبالغ المالية للأطفال دون تردد كونها فرحة تشعر بها من خلالهم داعيين الله أن يتقبل ما يردده الأطفال وبركتهم وبراءتهم من أهازيج أن يكون عام خير وصحة وعافية وسعادة وأمن واستقرار .
وبهذه الاحتفالية ومع زحمة الزمن بانشغالات الناس نشعر اليوم بأن العام الهجري الجديد قد دلف إلينا من خلال هؤلاء الصغار حسب تعبير الكثير من المواطنين بأن هذا الموروث والعادات لأطفال مدينة سيئون تجعلك تحس بالروحانية ودفء دخول العام الهجري الجديد حيث جعلوا شوارع وأزقة المدينة والبيوت والمساجد تفوح بالروائح الزكية ببخور اللبان وغيرها من بخور جعله الله عام الخير والبركة والصحة والسعادة والأمن والاستقرار والحياة الكريمة لجميع المسلمين.

قد يعجبك ايضا