شبوة تحوي مواقع ومعالم تاريخية عديدة طالها النسيان


قصر ذيبان الأثري يعاني التشققات والمطلوب سرعة انقاذه

تعد محافظة شبوة واحدة من المحافظات اليمنية ذات التاريخ الحضاري العريق.. واشتهرت هذه المحافظة في نمطها المعماري الطيني وتعدد منتجها السياحي من مدن تاريخية وواحات سياحية ومنتجعات طبيعية ومعالم أثرية عديدة ورغم هذه المميزات إلا أن تراث هذه المحافظة ظل طي النسيان.
(الثورة) سياحة وتراث التقى الأخ محمد السدلة مدير فرع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية فإلى اللقاء:

* بداية حدثنا عن شبوة الحضارة والتراث¿
– محافظة شبوة تمتلك الكثير من المواقع والمعالم الحضارية والتاريخية ولعل أبرز وأهم تلك المواقع مدينة حبان التاريخية تلك المدينة العريقة التي يعود تاريخ إنشائها بحسب المصادر التاريخية إلى فترة ما قبل الميلاد حيث أشارت بعض تلك المصادر إلى أنها تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد, كذلك مدينة الحوطة هذه المدينة التي تعود تاريخها إلى القرن التاسع الهجري وكانت مركزا تجاريا يقصده الكثير من الناس من مختلف المناطق اليمنية ومعالم أخرى منها مساجد قديمة وقصور وقلاع أبرزها قصر ذيبان التاريخي الذي يعد أبرز معلم تاريخي في مدينة شبوة ويعد من أفضل نماذج المعمار الطيني الفريد في شبوة, فضلا عن قلعة حبان التاريخية وقصر الهبيلي وغيرها الكثير.
وأشار السدلة إلى أن شبوة لديها الكثير من الحرف والصناعات الحرفية اندثر منها الكثير لكن لازالت أخرى تقاوم السنين وحاضرة لكن لا يعلم إلى متى¿
وتعد الحوطة من أبرز المناطق التي اشتهرت بالصناعات والحرف اليدوية وكانت سوق تجارية يأتون إليها الناس من مارب ونجران وأبين والضالع ومن مختلف المناطق اليمنية.
* بماذا تتميز هذه المحافظة¿
– تمتاز الكثير من المناطق والمعالم التاريخية النمط معماري مميز يختلف من منطقة إلى أخرى فإن مواقع ومعالم محافظة شبوة التاريخية تمتاز كذلك بنمط معماري فريد ومتنوع بعضها قائم على المعمار الحجري وأخرى على المعمار الطيني وثالث تشترك في معمارها بين الطين والحجر, وبحسب المصادر التاريخية فإن المعمار الحجري ينقسم إلى قسمين السوطي وينسب إلى مناطق السوط والواقعة في الهضاب الشرقية من المحافظة مثل سيطان وسوط نعمان وصعيد جردان, والقسم الثاني البناء الحجري الكوري وهو منتشر في جبال الكور إلا أن الغالب والأوسع انتشاراٍ في الكثير من مناطق محافظة شبوة هو البناء الطيني الخالص والذي كان الأوسع انتشاراٍ والأكثر استخداما إلى ما قبل عشرين عاما قبل أن يطغى عليه البناء الأسمنتي الخرساني الحديث وزاحمه المكان والانتشار حتى فاق عليه وبات الأخير الأوسع انتشارا على الإطلاق, ومن أبرز ما يميز المعمار الطيني الشبواني الكثير من الأسماء منها (النوب) وهي أماكن مراقبة عسكرية وأيضا (المرادي) وهي عبارة عن شرفة في أعلى طابق من المنزل تستخدم لرمي الأحجار على أي معتد أو إنسان غير مرغوب فيه كذلك (العكر) وهي فتحات صغيرة تستخدم للرماية (البواشير) وهي ما يوضع في اسطح المنازل وتوضع لتدل على المنعة والإباء لأصحاب المنازل.
* ماذا عن المعوقات التي تعانيها هيئة الحفاظ على المعالم بشبوة¿
– أبرز ما تعانيه المدن والمعالم التاريخية في محافظة شبوة أورد الأخ محمد السدلة الكثير من المشاكل والصعوبات التي تواجهها وتعيقها حيث قال: إن المدن والمعالم التاريخية في المحافظة سيء جدا الكثير من المباني في مدينة حبان في وضع إنشائي سيء جدا ومترد للغاية وتحتاج إلى سرعة ترميم ومعالجة حيث يوجد في المدينة حوالي (150) منزلاٍ تاريخياٍ اثنان منها على وشك الاندثار ويحتاجان إلى ترميم سريع وعاجل ما لم فقد يسقطان في أية لحظة وهذان المنزلان وحدهما اللذان يحتاجان إلى ترميم ولكنهما الأسوأ حالا على الإطلاق وإلا فنهاك منازل أخرى كثيرة وضعها سيء جدا وبحاجة إلى ترميم ما لم فإن حالتها الإنشائية تزداد سوءاٍ يوما بعد آخر, أما مدينة الحوطة وللأسف الشديد لا نعلم حال مبانيها التاريخية بصورة دقيقة حيث لم يتم إعداد دراسة أو حصر لها نظراٍ لشحة الإمكانيات التي نعانيها في المكتب وافتقاره للكوادر ولكن وبكل تأكيد فمن خلال التجول في المدينة يمكن التأكيد أن الكثير من المباني بحالة معمارية سيئة وتحتاج إلى صيانة وترميم ونحن الآن بصدد وضع خطة لحصر المباني المتضررة ولولا شحة الإمكانيات لقمنا بهذا الحصر منذ وقت طويل بل كنا قمنا بعمل مشاريع ترميم وصيانة للمنازل التي تحتاج إلى ترميم ولكن ومنذ ثلاث سنوات ونحن نرفع موازنة تشغيلية ودراسات وخطط إلى ديوان الهيئة بصنعاء ولكن يضعونها في الأدراج ولا يكلفون أنفسهم حتى قرأتها صحيح أن وضع الهيئة سيء ولكن ينبغي أن يساعدنا في البحث عن تمويلات والخروج من هذه العثرة وحالة الشلل الذي تعاني منه الهيئة وفروعها في المحافظات فمثلا كنا قد تقدمنا بمقترح نحن من فرع شبوة قد يضمن لنا دعما يعيننا على القيام بمشاريع حفاضية وترميمية بالمحافظة حيث نسعى إلى إنشاء صندوق لدعم تراث شبوة يكون تمويله على الشركات النفطية والغاز المسال الموجودة في المحافظة فقط نحتاج إلى مساعدة قيادة الهيئة في الضغط على تلك الشركات لتوفير الدعم حيث وقد سبق وأن وضعنا هذا المقترح على قيادة السلطة المحلية بالمحافظة إلا أننا لم نلمس جدية أو تفاعلا منهم إزاء هذا الموضوع بل وإزاء التراث بشكل عام فهم يفكرون بتوفير احتياجات المواطن الضرورية ولا يهتمون بالتراث.
* ماذا عن قصر ذيبان التاريخي¿
– قصر ذيبان المعلم التاريخي الأشهر بالمحافظة وضعه الإنشائي متدهور للغاية والتشققات تتزايد باستمرار وكان الصندوق الاجتماعي للتنمية قد أبدى استعداده لترميمه ولكن لم ينفذ شيء على أرض الواقع رغم نزول فريق هندسي متخصص من الصندوق إلى القصر, كذلك لا يزال القصر تسكنه إحدى العائلات وهذه المسألة بحاجة إلى حل وكذلك الترميم بحاجة إلى سرعة لأن القصر يتدهور مع مرور الوقت.
* ما تودون قوله في ختام هذا اللقاء¿
– ندعو إلى إدخال مدينة حبان ضمن قائمة التراث العالمي على الأقل في القائمة المؤقتة كونها تستحق جدا أن تكون على رأس القائمة العالمية فهي مدينة تمتلك كل مقومات الحضارة وهي من أقدم المدن التاريخية اليمنية على الإطلاق.
لافتا بأن فرع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية يفتقر إلى أبسط الاحتياجات من التأثيث ولا يوجد فيه كادر وظيفي فقد أنشئ الفرع في ظروف ربما تكون غير مواتية حيث أنشئ في العام 2011م إبان الأزمة التي عصفت بالبلد ولازال البلد يعيش حالة من عدم الاستقرار والاضطرابات الأمر الذي جعل كافة أجهزة الدولة تركز على الأشياء الضرورية ومع هذا عمل فرع شبوة على إقامة بعض الفعاليات التوعوية خلال السنوات الثلاث الماضية لعل أبرز تلك الفعاليات معرض فنون العمارة الطينية في شبوة, فالتوعية بأهمية المعالم والمواقع التاريخية بين المواطنين أمر مهم حتى يتم ضمان تعاونهم وبدون تعاون المواطنين لا يمكن أن تنجح خطط الحفاظ ووسائل حماية المدن التاريخية.

قد يعجبك ايضا