> من الجيد لليمن التسريع بتشكيل حكومة مركزية قوية تتولى حل المعضلات وتباشر بناء البلد
> على القوى السياسية اليمنية تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وإلا فالأزمة ستزداد تعقيداٍ
● مجريات الحالة السياسية اليمنية وتأثيرها وتأثرها بالمحيط الإقليمي والدولي والحرب الدولية على الإرهاب ومواقف المملكة المتحدة البريطانية الداعمة لجهود القيادة السياسية اليمنية لاستكمال مراحل التسوية السياسية.. كلها ملفات متشعبة ولا تكفي 15 دقيقة لنقاشها خصوصاٍ وأنت تجلس أمام شخصية دولية لديها الإلمام الشامل لمفاصل هذه الملفات كالمبعوث الخاص لحكومة المملكة المتحدة إلى اليمن السير آلان دنكن الذي زار اليمن مؤخراٍ ولمدة يومين فقط..
السير آلان دنكن الذي شغل عدداٍ من الأدوار في حكومة الظل قبل تعيينه وزيراٍ لشؤون التنمية الدولية وزار عددا من دول الشرق الأوسط وبنى علاقات قوية أكد في حديث صحفي لـ(الثورة) على هامش الزيارة الأخيرة: أن المملكة المتحدة البريطانية تولي اليمن جْل اهتمامها ودعمها الكامل باتجاه تجاوز التحديات والصعوبات التي لم تزل تكتنف مسار التسوية السياسية.. داعياٍ جميع القوى السياسية اليمنية إلى الالتزام باتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني المترجم لمحددات المبادرة الخليجية متطرقاٍ إلى القضايا التي يتحتم على اليمنيين السير نحو انجازها على الصْعد السياسية والتنموية والاقتصادية.. إلى تفاصيل الحوار..
● بداية سيد آلان دنكن المبعوث الخاص لحكومة المملكة المتحدة إلى اليمن.. هلا حدثتمونا حول أولوياتكم المتصلة بمهمتكم في تنفيذ الإستراتيجية البريطانية الداعمة للتسوية السياسية في اليمن..¿
– أولاٍ اليمن بحد ذاتها تعتبر أولوية متقدمة بالنسبة لبريطانيا كون المملكة المتحدة البريطانية واليمن شعبين صديقين وتربطهما علاقات قوية وتاريخية واليمن أيضاٍ مهمة جداٍ بالنسبة للدول العربية التي من حولها.. لهذا السبب كْلفت من قبِل رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن أقوم بزيارات دائمة لليمن لمساعدة الأطراف السياسية في تجاوز الصعوبات الراهنة خصوصاٍ في ظل المستجدات والتطورات المتسارعة التي ترافق مراحل التسوية السياسية فالمملكة المتحدة البريطانية حريصة أن تكون اليمن مستقرة وأن لا يشهد هذا البلد مزيداٍ من الاضطرابات التي تعكر جْهْود القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الرامية إلى استكمال تشكيل الحكومة الجديدة وهذا مهمَ جداٍ لنظرة العالم إلى اليمن من ناحية ومن ناحية إخرى لما في تشكيل الحكومة الجديدة من خطوة عملية باتجاه تفادي الخطر الذي يهدد الاقتصاد اليمني في المقام الأول..
السلم والشراكة
● ما هي رؤيتكم تجاه اتفاقية السلم والشراكة..¿ وماذا يجب على القوى السياسية اليمنية تجاه هذه الاتفاقية..¿
– ننظر وينظر المجتمع الدولي إلى اتفاق السلم الشراكة بل وإلى مخرجات الحوار الوطني انهما تقدْم جيد على مسار التسوية السياسية اليمنية ونجاح يحسب لليمنيين ولكن من زاوية عملية يجب على جميع الناس والقوى السياسية اليمنية أن تبدأ بجدية في التعاطي الإيجابي مع تنفيذ الاتفاق وكذلك مخرجات الحوار الوطني الشامل المترجمة لمحددات المبادرة الخليجية بشكل سلمي فالمجتمع الدولي لا يملي على الرئيس هادي أن يشكل حكومة بشكلُ محددُ بل يريد المجتمع الدولي من الرئيس هادي تشكيل حكومة في أسرع ما يمكن وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني فالحكومة لديها موارد قليلة جداٍ وفي حال تعثرت خطوة تشكيل الحكومة البلد سينهار اقتصادياٍ وستتفاقم الأزمة وستزداد تعقيداٍ..
الدعم البريطاني
● في اتجاه تحاشي تفاقم الوضع الاقتصادي ما هو دور المجتمع الدولي وفي المقدمة المملكة المتحدة البريطانية الداعم لليمن… ¿
– الدول العشر الراعية- وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والسعودية- تدعم بقوة كل ما يتخذه الرئيس عبد ربه منصور هادي- رئيس الجمهورية باتجاه استكمال العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة وكذلك بريطانيا مستعدة لدعم المحطات العملية للحكومة القادمة لما فيه خدمة البناء والتنمية في اليمن.. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى المملكة المتحدة قدمت على الصعيد الإنساني والتنموي والاقتصادي مساعدات كبيرة جداٍ وكان دور بريطانيا محوري ومسموع لدى مجموعة أصدقاء اليمن وبناءٍ على ذلك قدم الجانب البريطاني النْصح الجيد والمشورة لهذه الدول بخصوص اليمن وقد تلقت اليمن قبل سنتين تعهدات بمليارات الدولارات كمساعدة لليمن وبالأخص للاقتصاد اليمني….
● مقاطعاٍ- هناك تناولات إعلامية اقتصادية تفيد بأن دولاٍ لم تف بتعهداتها.. فما اشتراطات هذه الدول مقابل الوفاء بالتزاماتها..¿
– هذا غير واقعي ولا أساس له من الصحة.. فكل شيء بالنسبة لمجموعة أصدقاء اليمن يمضي كما هو مخطط له ودول المجموعة متفهمة لطبيعة التحديات الاقتصادية في اليمن وملتزمة بالوفاء..
● كيف تنظرون لبرامج الحكومة اليمنية المقدمة للمجتمع الدولي بخصوص التسريع باستيعاب منح ومساعدات أصدقاء اليمن.. ¿
– شخصيا أنا مؤيد خطوة البرنامج التنفيذي للحكومة اليمنية المتعلق بتسريع استيعاب المنح منذ تعينت وزيراٍ قبل سنتين بحيث أن اليمن تبدأ بالتحرك الذاتي إلى الدول المانحة وتقدم برنامجها التنفيذية لأفكار المشاريع التي سيوجه إليها هذا الدعم وهذه المنح..
التسوية السياسية
● ما هو تقييمكم لما تم انجازه من مراحل التسوية السياسية..¿
– اليمن بقواها السياسية تقدمت بشكل جيد في تنفيذ مراحل التسوية السياسية اليمنية لكن برزت هناك معضلات جديدة تتمثل في أن بعض القوى لم يتقدموا في تنفيذ اتفاقية السلم والشراكة التي وقعتها مع جميع الأطراف السياسية في 21 سبتمبر الماضي والواجب الآن على الحوثيين وعلى القوى السياسية عدم خرق ما أتفق عليه من نقاط في هذه الاتفاقية حفاظا على البلد وحرصاٍ على ما تم إنجازه من مراحل التسوية السياسية..
● ما التحديات التي تواجه التسوية السياسية اليمنية ..¿
– التحديات التي تواجه جهود التسوية السياسية اليمنية هي تحديات على المستويين المحلي والدولي فعلى المستوى المحلي هناك صعوبات وتعقيدات تتمثل في جود الجماعات المسلحة في اليمن الذين لديهم أسلحة كثيرة جداٍ وكذلك نمو القاعدة بشكل كبير في المحافظات الجنوبية وضعف الاقتصاد اليمني.. وعلى المستوى الإقليمي والدولي الذي يؤثر على اليمن وعلى المنطقة هو ما يجري الآن من حرب ضد داعش العراق وسوريا.. وهذه المشاكل بالأخص المتعلقة بالمستوى الداخلي اليمني لن تحل بسهولة.. إلا بتشكيل حكومة مركزية اتحادية قوية تتولى حل المعضلات اليمنية وبناء الجيش والدولة الاتحادية وتحريك عجلة التنمية. .
القضية الجنوبية
● ما يتعلق بالقضية الجنوبية وإجراءات القيادة السياسية الرامية إلى معالجات المعضلات القائمة كالحقوق المطلبية وجبر الضرر الذي حصل في الأزمات السابقة.. وكذلك قرارات أخرى مثل هيكلة الجيش اليمني والدعوة للتصالح والتسامح.. كيف تنظرون إلى هذه الإجراءات.. ¿ وماذا عن الموقف البريطاني والدول الراعية تجاه الدعوات التي تهدد استقرار وأمن ووحدة اليمن.. ¿
– ما يتصل بإجراءات معالجات القضية الجنوبية أو غيرها من القضايا اليمنية الأخرى فهذا شأن يمني داخلي. ومن الجيد أن يتوافق اليمنيون على الحلول الناجعة لها وضمان عدم تكرارها في المستقبل.. ونؤكد أن من الجيد والمهم أيضاٍ إدراك اليمنيين أن اليمن يحتاج إلى جيش قوي يتشكل من كل أبناء اليمن يكون ولائه للقيادة السياسية الحالية ولمصلحة اليمن أولاٍ وأخيراٍ.. وما يتعلق بموقف الدول العشر الراعية ومنها بريطانياٍ تجاه ما يجري في اليمن فهو موقف ثابت ومستمر وبما يضمن استقرار وأمن ووحدة اليمن..
● ماذا عن الدور البريطاني الداعم لليمن في مكافحة الإرهاب.. ¿
– تلعب بريطانيا دوراٍ كبيراٍ في مكافحة الإرهاب خصوصاٍ عندما يتعلق الأمر باليمن وما يجب الإشارة إليه هو أن الإرهاب يجد بيئة مناسبة عندما تكون الحكومة ضعيفة والدولة غير قادرة على أداء دورها الوظيفي في إرساء الأمن والاستقرار على أكمل وجه وهنا يكون البلد عرضة لخطر الإرهاب..
● في خاتمة هذا الحديث.. ما هي الرسالة التي تود إيصالها للأطراف السياسية اليمنية إزاء استكمال التسوية السياسية..¿
– رسالتنا الأخيرة لليمنيين هي: كونوا الدولة القوية من خلال سرعة اتفاق الأطراف اليمنية على الحكومة الجديدة ولا تحاول بعض الأطراف أن تزيد العراقيل والعقبات وإفشال الذهاب إلى تشكيل هذه الحكومة ويجب أن يكون لدى هذه الأطراف خطة مدروسة وعمل جاد باتجاه بناء الدولة الحقيقية وعلى أسس الديمقراطية والتعايش كما أن على جميع الأطراف العمل بجدية من أجل ترسيخ الأمن ومن أجل بناء البلاد..