السيد القائد يبارك لإيران انتصارها العظيم ويهنئ الأمة بالعام الهجري الجديد

الثورة نت /..

توّجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأطيب التهاني والتبريك للأمة الإسلامية كافة بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد 1447هـ.

وبارك السيد القائد في كلمته اليوم، بذكرى الهجرة النبوية الشريفة وآخر التطورات والمستجدات، للجمهورية الإسلامية في إيران قيادة ونظامًا وحرسًا وجيشًا وشعبًا بالانتصار الكبير الذي منّ الله به عليهم على العدو الإسرائيلي المعتدي الغاشم المجرم الظالم.

كما بارك للأمة الإسلامية كافة بالانتصار العظيم لإيران الذي هو بحق انتصار لمصلحة الأمة الإسلامية بكلها.. مؤكدًا أن الهزيمة التي مني بها العدو الإسرائيلي وشركاؤه المجرمون وفي مقدمتهم الأمريكي والبريطاني والألماني والفرنسي تمثل انتصارًا للأمة الإسلامية جميعًا.

وقال “قدوم عام جديد يُذكّرنا بحقيقة وجودنا في هذه الحياة وأهمية الاستثمار الصحيح للوقت والعمر في العمل الصالح، يضيع الناس فيها أعمارهم عامًا بعد عام، ولا يملك الإنسان تمليكًا ولا تعويضًا من خلال تجاهله للأعمال الصالحة التي فيها الفوز العظيم في الآخرة”.

وأضاف “ينبغي أن تكون نهاية عام وبداية عام جديد مما يُذكّرنا ويلّفت نظرنا تجاه إدراك أهمية الوقت وقيمة الوجود والحياة ومسؤولياتنا وكيف تتجه اهتماماتنا العملية في إطار مسؤولياتنا نفسها بعيدًا عن اللهو والضياع والعبث والسعي للاهتمام الواعي”.

واستعرض قائد الثورة، الدروس والعبر من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. لافتًا إلى أن هذه المرحلة تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات فيما يتعلق بالمسلمين في مسيرة عمل المجتمع البشري بشكل عام.

وعبر عن الحالة المؤسفة لواقع المسلمين في أن تغيب عنهم الكثير من الاهتمامات والأهداف والكثير من القضايا ذات التأثير المهم.. مضيفًا “هناك مساع كبيرة للأعداء فيما يتعلق بتتويهنا كأمة وفي تشتيت انتباهنا وإلهائنا وصرف اهتماماتنا عن الأمور المهمة”.

وتابع “واقع أمتنا في مستوى الاهتمامات وطبيعتها يغرق في اهتمامات جزئية على حساب الاهتمامات الكلية والكبيرة التي تحل الكثير من المشاكل، وواقع الآخرين من الأمم يختلف عنا، فهي تُدرّك أهمية الزمن وقيمة الوقت، وتجعل من الوقت من أهم المقاييس لمستوى الإنجاز العملي”.

وأشار إلى أن البلدان الناهضة لديها اهتمام وإدراك لأهمية الوقت واستثماره إلى أقصى حد ممكن لتحقيق إنجازات مهمة.. مؤكدًا أن “الأمم من حولنا كمسلمين تحدد أولوياتها بوعي وتضبط على أساس ذلك أهدافها واهتماماتها العملية وتسعى عملياً إلى تحقيق أهدافها”.

وأردف قائلًا “في واقعنا نحن كمسلمين تمر عشرات الأعوام وبعض الشعوب غارقة في أزمات معينة هندس لها الأعداء، وللأسف الشديد المسلمون هم من أكثر الشعوب إضاعة للوقت مع أن القرآن الكريم يعلمنا القيمة العالية جدا للوقت”.

وقدّم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، نبذة موجزة عن الدروس والعبر من ذكرى الهجرة النبوية المتصلة بمسألة الوقت والزمن وماذا يعني نهاية عام ودخول عام جديد والحرص على التقييم الواقعي كأشخاص أو مجتمعات أو فئات أو كأمة تُدّرك أهمية وقيمة الزمن.

وقال “يُفترّض بنا كمسلمين أن نكون أكثر الأمم على وجه الأرض استيعابًا لمدى أهمية الوقت والزمن والعمر وللأسف أن المسلمين هم أكثر الشعوب إضاعة للوقت وهدرًا للجهود ومؤسف جدًا أن يستثمر البعض وقته في الذنوب والمعاصي، وهذا خدمة للباطل وشر على الإنسان”.

وأعرب عن الأسف الشديد في أن الكثير من المسلمين لا يعتمدون التاريخ الهجري مع أنه يُعبر عن هوية الأمة.. مستعرضًا وضع الإسلام والمسلمين قبل الهجرة النبوية الشريفة.

وأضاف “من دروس الهجرة النبوية، اليقين بأن كلمة الله هي العليا، وبأن التمسك بها يرفع الأمة مهما كانت التحديات والمخاطر، ومن دروس الهجرة أن من يتحرك بالإسلام، وإن كان يعيش غربة وظروف عصيبة، فهو مشروع انتصار لأنه متصل برعاية الله وتأييده ومعونته”.

وتابع “كما سيطر الإسلام وانتصر في المرحلة الأولى، كذلك سينتصر مع عودته في ظروف الغربة وتعلو رايته، وكل الخيارات والبدائل البعيدة عن كلمة الله هي خسارة وضياع وتساعد الأعداء على المزيد من السيطرة على أمتنا”.. مشددًا على ضرورة أن تحظى مناسبة الهجرة النبوية وغيرها بالاهتمام كمحطة للهداية واستلهام الدروس.

وتحدث السيد القائد عن حجم تحضيرات العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران في إطار الدعم الأمريكي.. مؤكدًا أن التحضيرات كانت كبيرة امتدت لعام وأكثر، وقد حضّر العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران بسقف عال.

ولفت إلى أن الأخطر في العدوان على إيران هو مساعي العدو الإسرائيلي لإزاحة الجمهورية الإسلامية من طريقه بهدف السيطرة على المنطقة.. مشيرًا إلى الموقف الباكستاني من العدوان الإسرائيلي على إيران، مقارنةً ببقية الأنظمة والدول والذي كان موقفًا متقدمًا وواعيًا.

وبين أن الموقف التركي كان موقفًا يمتاز بالوضوح والصراحة والوعي بما يسعى له الأعداء ويخططون له وعن حقيقة أطماعهم.. مؤكدًا أن هزيمة العدو الإسرائيلي هي هزيمة له وللأمريكي معه ولداعميه الغربيين.

وقال “ما عبر عنه الكافر ترامب هو الذي يبين السقف الأعلى في أهداف الأعداء عندما تحدث عن استسلام غير مشروط، كما كان سقف العدوان هو الاستسلام الكامل بغير شروط ثم في نهاية المطاف أوقفوا عدوانهم إيقافاً غير مشروط بدون أي شروط”.

وأفاد قائد الثورة بأن الهزيمة على المستوى العسكري للعدو الإسرائيلي واضحة في أنه فشل في تحقيق أهدافه في تدمير ما يريد أن يدمره في إيران.. موضحًا أن العدو الإسرائيلي عجز عن حماية نفسه من الصواريخ الإيرانية، وتكبد خسائر كبيرة جداً.

وأضاف “الموجات الصاروخية الإيرانية كانت كابوساً كبيرا جدا للعدو الإسرائيلي وجعلت واقعه في حالة غير مسبوقة، والصهاينة اليهود كانوا خلال مدة العدوان على إيران في وضع غير مسبوق من الخوف والرعب والاختباء في الملاجئ”.

وأشار إلى أن الصهاينة اليهود عاشوا الأجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فيما يتعلق بالقصف والدمار.. مؤكدًا أن هزيمة العدو الإسرائيلي كبيرة، وإيران انتصرت بقيادتها والحرس الثوري والنظام الإسلامي والشعب الإيراني.

واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران، نصرًا للمسلمين جميعاً وللعرب وللقضية الفلسطينية.. مشيرًا إلى أن إسقاط النظام الإسلامي في إيران أو استسلامه وإخضاعه هو الشيء المستحيل في الواقع والبعيد عن التنفيذ.

وتابع “لو تحققت أهداف العدوان على إيران لانعكس ذلك على واقع المنطقة بشكل كبير، والعنوان الأساس للعدوان على إيران هو تغيير الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أنهم سيتجهون إلى بقية الأنظمة والبلدان”.

وذكر “أن منظمة التعاون الإسلامي لم تصدّر سوى بيان إدانة للعدوان على إيران، وما ينقص المنظمة هو التعاون على خلاف اسمها، كما أن ما ينقص أمتنا هو التعاون، سواء مع الشعب الفلسطيني أو في القضايا الجامعة”

ومضى بالقول “من النعمة الكبيرة والنصر الإلهي أن ينهزم العدو الإسرائيلي بالرغم من جبروته وعدوانيته وحقده وما بحوزته من إمكانات ووقوف ودعم أمريكي وغربي”.. مؤكدًا أن الإسلام سينهض من مرحلة الغُربة كما بدأ من مرحلة الغربة.

وعرّج السيد القائد على استمرار العدوان الصهيوني، المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا على قطاع غزة.. مؤكدًا أن الأسبوع الحالي شهد عددًا كبيرًا من الجرائم البشعة والوحشية كسابقاته من الأسابيع المأساوية المصبوغة بالظلم والوحشية والإجرام من قبل كيان العدو الإسرائيلي.

وأوضح أن حصيلة كبيرة ممن استشهدوا هذا الأسبوع في مصائد الموت الأمريكية التي هندس لها الأمريكي بأكثر من 600 شهيد في بعض الإحصائيات وعدد كبير من الجرحى، وهم يذهبون بجوعهم للبحث عمّا يسد رمق جوعهم، وإذا بالعدو يجهز عليهم ويقتلهم.

واعتبر قائد الثورة، مراكز المساعدات في قطاع غزة مصائدًا للموت بهندسة أمريكية لقتل وإبادة الفلسطينيين، وهذا فظيع ومأساوي جدًا.. مشيرًا إلى استمرار الاقتحامات والانتهاكات لباحات المسجد الأقصى من قبل العصابات الصهيونية.

ولفت إلى أن اعتداءات العدو الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية مستمرة بكل أشكالها وأنواعها، وكذا الاعتداءات على لبنان وسوريا أيضًا مستمرة.. مؤكدًا أن عمليات المجاهدين في قطاع غزة مستمرة ومتنوعة في كل محاور التوغل.

وذكر أن المقاومة الفلسطينية كبدّت العدو الصهيوني خسائر مباشرة هذا الأسبوع، بتفجير العبوات في آليات ومعدات العدو واستهدافه بقذائف الهاون وعمليات القنص والاشتباك من المسافة صفر، وحدوث خسائر في صفوفه من القتلى والجرحى وتدمير آلياته.

وأكد السيد القائد أن من أبرز العمليات ومن أشدها فتكاً بالعدو، الكمين النوعي المركب الذي نصبه مجاهدو القسام الثلاثاء الماضي في خان يونس، وقتل وجرح فيه أكثر من 20 من جنود العدو بالرغم من محاولات التكتم والتعتيم الإعلامي على حجم خسائره.

وبين أن العملية النوعية في خان يونس تجلّت فيها مستوى استبسال وإقدام مجاهدي كتائب القسام، بوصولهم إلى آليات العدو المدرعة وإلقاء العبوات المتفجرة إلى داخلها واشتباكهم مع جنود العدو بشكل مباشر.

وفيما يتعلق بجبهة الإسناد من يمن الإيمان والحكمة والجهاد خلال شهر ذي الحجة، أشار السيد القائد إلى أن العمليات العسكرية اليمنية النوعية نُفذّت بـ25 صاروخاً بالستياً وفرط صوتي ومسيرة، ليصل إجمالي ما تم إطلاقه منذ بداية الجولة الثانية منذ 15 رمضان المبارك إلى 309 صواريخ بالستية وفرط صوتية وطائرات مسيرات.

وقال “كنا سعيدين جداً بما نشاهده من موجات الصواريخ الإيرانية التي انهمرت بشكل كبير على العدو الإسرائيلي وألحقت به الدمار الهائل وهو ثمرة إعداد لسنوات طويلة”.. مبينًا أن الروحية والنهج الجهادي والبناء المتحرر والمستقل انطلاقًا من قوله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، وصل بالجمهورية الإسلامية إلى ما وصلت إليه من إمكانات وقدرات.

وأضاف “لم يتمكن العدو الإسرائيلي أن يستمر حتى لأسبوعين في العدوان على إيران رغم أنه أعلن في البداية عن أسبوعين، لكنه لم يستطيع إكمالها”.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، مستمر وبشكل تام وميناء أم الرشراش متعطل كذلك.

وبخصوص الأنشطة الشعبية في اليمن، أكد قائد الثورة، أن الأنشطة الشعبية مستمرة بزخم عظيم على مستوى المسيرات والمظاهرات والوقفات القبلية والطلابية وغيرها.. مبينًا أن المظاهرات والمسيرات في الأسبوع الماضي بلغت 1108 مسيرات وكذلك الوقفات ومعها الأنشطة المستمرة للتعبئة العامة كذلك.

وأفاد بأن الأسبوع الماضي خرجت مظاهرات في أربع دول مسلمة، وخرجت مظاهرات في 17 بلداً من بلدان أوروبا وأمريكا وأستراليا.

وخاطب السيد القائد أبناء الشعب اليمني بالقول “في بداية العام الهجري الجديد أقول لشعبنا العزيز يا يمن الإيمان، ويا أحفاد الأنصار، دوركم ومشروعكم مرتبط بالإسلام، في تجسيد قيمه وحمل رايته والجهاد في سبيل الله، صِلوا الحاضر بالماضي العظيم والمشرف ولا تبتغوا عنه بدلاً”.

ولفت إلى أن الخروج المليوني غدا ينبغي أن يكون مميزاً وفاتحة للعام الهجري الجديد، وأن يكون بالزخم اليماني والحضور الشعبي الواسع.. مؤكدًا أن نصرة الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم والمقدسات الإسلامية هي من الوفاء لرسول الله ومن الجهاد في سبيل الله.

ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أبناء الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني العظيم الواسع الكبير يوم غد في افتتاح العام الهجري الجديد بميدان السبعين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

وعبر عن الأمل في أن يكون الخروج المليوني عظيمًا نصرة للشعب الفلسطيني ومباركة للشعب الإيراني في الانتصار العظيم، والثبات في الجهاد وتجديدًا للعهد لرسول الله بالثبات على نهج الإيمان.

 

قد يعجبك ايضا