اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن قيام تنظيم “داعش” بإعدام العشرات من أبناء عشيرة البونمر في محافظة الأنبار تغطية لهزائمه فيما توعد بالرد بكل قوة وحزم على هذه الجريمة.
وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار العراقية: إن تنظيم “داعش” أعدم 46 شخصا على الأقل من أبناء عشيرة “البونمر” السنية وهو ما أكده مصدر طبي في مستشفى هيت.
يشار إلى أن “البونمر” كانت قد تصدت لـتنظيم “داعش” منذ أوائل أكتوبر الماضي لكنها فقدت منطقة “الزاوية” في محافظة الأنبار الخميس الماضي.
وبعد أسابيع من القتال والمقاومة تمكن مقاتلو التنظيم بحسب مصادر أمنية عراقية من دخول مناطق البونمر في ناحية الفرات وإعدام العشرات من الشباب كانوا منتسبين لأجهزة الأمن والصحوات كما أجبر التنظيم المتشدد السكان على ترك منازلهم والتوجه إلى قضاء الحديثة سيرا على الأقدام.
ويرى مراقبون ان تصريحات العبادي اتت اثر فشل الحكومة في حماية السنة من بطش المقاتلين المتشددين.
وافادت مصادر محلية في العراق بالعثورعلى مقبرة جماعية في منطقة صحراوية قرب منطقة بوعلي الجاسم شمال الرمادي تضم قرابة 200 جثة من عشائر البونمر أعدموا من قبل عناصر داعش الذين اقتادوا المئات منهم قبل أيام قليلة إلى صحراء الأنبار.
وقال العبادي في بيان له: “إن جريمة إعدام عدد من أبناء عشيرة البونمر في محافظة الأنبار على يد تنظيم داعش تكشف أن هؤلاء الإرهابيين لا يميزون بين عراقي وآخر في إراقة الدماء وانتهاك الحرمات معتبرا أن هذه الجريمة ما هي إلا تغطية على هزائم التنظيم”.
وتعتبر عشيرة البونمر غرب الأنبار في العراق ضحية جديدة وقعت في مخالب تنظيم “داعش” على غرار ما حدث بعشيرة الشعيطات في دير الزور السورية.
ودعا العبادي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى بذل أقصى جهودها لمطاردة المجرمين وإنزال القصاص العادل بهم متوعدا الرد بكل قوة وحزم على هذه الجريمة البشعة بحق ابناء عشيرة البونمر.
وحذر عضو كتلة الحل البرلمانية النائب محمد الكربولي الحكومة العراقية من التزام الصمت وعدم التحرك الجدي والسريع لإنقاذ أبناء عشائر “البونمر” من بطش العصابات الإرهابية.
وقال الكربولي في بيان له: إن “واجب إسناد ودعم العشائر التي قاتلت وتقاتل الإرهاب يلزم الحكومة وقواتها المسلحة بتوفير الدعم المطلوب لإدامة زخم قتالها ورفع معنوياتها”.
وبحسب البيان فإن الكربولي أبدى استغرابه وتعجبه من التجاهل الحكومي والإعلامي لقتال عشائر البونمر في منطقة الزاوية غرب الأنبار وهم يصدون ويقاومون الإرهاب منفردين في حين استنفر الإعلام المرئي والمسموع عندما سيطرت تنظيم “داعش” على مدينة تلعفر وأخرجت الإيزيديين منها وبكى لها السياسيون قبل العامة.
وحمل الكربولي الحكومة العراقية مسؤولية دماء أبناء السنة في المناطق المحتلة من قبل عصابات التنظيم المتشدد والمليشيات بشكل عام و”دماء أهلنا وإخواننا من ‘عشيرة البونمر’ خاصة بعد ترك الحكومة لهذه العشيرة المجاهدة الصامدة لتواجه مصيرها منفردة بعد نفاذ ذخيرة مقاتليها على يد عصابات ‘داعش’ الحاقدة”.
واختتم قائلا: “نحن اليوم أمام عملية إبادة جماعية لعشائر البونمر ومن يحالفه الحظ بالهروب من هذه المجزرة ? يحمل شيئا سوى القهر والهموم وخيبة الظن بحكومته التي تركته لهذا المصير المشؤوم”.
Prev Post
Next Post
