حرب الاستيطان

هل هذا مجرد ترديد إعلاني¿ أم مؤشر مواجهة¿ هذا ما أثاره رد الفعل الفلسطيني على إعلان مصادقة رئيس وزراء الكيان الصهيوني البدء بتنفيذ مشروع بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية.
ومرد التساؤل على هذا النحو أن ردود الفعل الفلسطينية لسنوات عديدة اقتصرت على مجرد التنديد بهذه السياسة الاستيطانية الصهيونية واستمرت تتردد بذات الصيغة التي لا تستوعب الانسجام بينها وبين التسوية الأميركية القائمة على تطويع الموقف لواقع الاحتلال ومطامعه.
لكن هذه الاكليشة تغيرت في رد الفعل الفلسطينية على القرار الاستيطاني الأخير في القدس الشرقية وفي إطاره ومضمونه استوعب هذه السياسة الصهيونية الاستيطانية لا من جهة عدم مشروعية هكذا سياسة للاحتلال في الأراضي المحتلة فقط بل واعتبار الاستيطان حربا على الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم وحقوقهم وفي الأبرز استعادة بناء دولتهم الحرة والمستقلة.
بالطبع لم يكن القرار المذكور غريبا لأن وجود هذا الكيان مرتبط بالاستيطان وهو ثمرة العدوان والاحتلال وهو التاريخ الحقيقي لهذا الكيان وفي السجل لم يكن القرار الأخير للمشروع الاستيطاني في القدس الشرقية الأول ومؤكد أنه لن يكون الأخير لغياب الردع وتوفر الدعم والحماية وبخاصة الأميركية لهكذا سياسة ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية بيد أن هذا لا يمنع من تناول هذا الموضوع لأنه يبقى على الدوام شاهدا على الأحداث والتطورات ومن هنا كانت الإشارة إلى رد الفعل الفلسطيني بما انطوى من متغيرات إذا قدر لها الاستمرارية والتواصل من غير المستبعد أن تقلب مطامع وأد الحلم الفلسطيني إلى وهم صهيوني استعماري أمام إرادة الحق والعدل التي انتصرت بها الشعوب ضد المستعمرين والمستعبدين عبر التاريخ.
ما الذي يمكن أن يقال في شأن هذا القرار وبخاصة توقيته¿

قد يعجبك ايضا