يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي

تحية لإيران

 

قال السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة أنه عاش أسوأ ليلة في حياته، واضطر في نفس الليلة إلى نزول الملاجئ خمس مرات، بهذه العبارات القصيرة لخص الرجل عظمة الفعل التي أحدثته إيران في ردها على الكيان الصهيوني، البعض يقول لماذا إيران لم تستهدف المفاعل النووي؟ ولماذا إيران لم ولم ولم ؟! لم يُدرك هذا المأفون أن إيران هي البلد الوحيد التي استهدفت هذا الكيان منذ عام 1948م، منذ تلك اللحظة لم يتجرأ أي عربي أو مسلم من إنزال الصهاينة إلى الملاجئ، قبل ما حدث في العراق لمرة واحدة، ومن لبنان من خلال الشهيد العظيم حسن نصر الله، وهذا الرجل يستحق التعظيم والتقدير، لأنه باستشهاده سقطت ثلاث دول عربية في أيدي الصهاينة، كما قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو، أي أنه كان محور ارتكاز المقاومة ومصدر الحماية للقرار العربي المستقل .
المهم أن إيران أقدمت على شيء لم تقدم عليه أي دولة إسلامية، إلا من خلال الإدانات والشجب والاستنكار أو تلك المسرحية الهزلية التي قام بها أردوغان عبر السفينة المسماة بمرمرة، والتي كانت للآسف عبارة عن مسرحية انتهت بتوطيد العلاقة بين الصهاينة والأتراك، وهذا هو سر الامتعاض من أولئك الذين لا يزالون يتشدقون بالعروبة والإسلام وهم أبعد ما يكونوا منهما، كل منهم يبحث عن محتوى يستظل بظله وإن كان ذلك المحتوى هم الصهاينة والكيان الصهيوني، وفي نهاية المطاف نراهم يلوذون بترامب، وترامب هو مصدر الشر ومحور ارتكاز العداوات والأحقاد المتوغلة في النفوس ضد العرب والمسلمين، وهو الذي يبحث عن شرق أوسط جديد كما يقول، وفي المرة الأولى تصدى له القائد العربي الفذ حسن نصر الله «طيب الله ثراه» وأسقط المشروع تماماً، واليوم أتسع محور المقاومة ليشمل اليمن والعراق ولبنان إلى جانب المجاهدين الأبطال في غزة هاشم، فهم وفي المقدمة الشهيد السنوار «رحمة الله عليه» من اختطوا هذا الانتصار العظيم ووضعوا أول مسمار في نعش الكيان الصهيوني المؤقت، مما جعل الأمريكان والأوروبيون يتقاطرون إلى الأرض المحتلة وهم يتباكون على هذا الكيان وما حل به، ثم جاءت المرحلة التالية التي اليوم تتصدى لها إيران، وكم أستغرب من وسائل الإعلام التي تدعي أنها عربية وهي تقول الحرب الإيرانية الاسرائيلية، ما الذي دفع هذا الكيان الغاصب أن يعتدي على إيران؟ أليست فلسطين وموقف إيران الواضح من نصرة الشعب الفلسطيني، في حين تخلى عن هذا الشعب أبناء جلدته من العرب وأصبحوا أعداء لكل ما هو فلسطيني، ويتهافتون على نصرة المعتدي والتطبيع مع هذا الكيان المؤقت.
المعادلة صعبة، وإيران اليوم في حرب شاملة مع ما يسمى بالعالم الحر أمريكا وأوروبا، كل هذه الدول تقف مجتمعة ضد إيران، وإن لم تشارك مباشرة في الحرب من خلال الدعم المادي والعسكري، فهي ضالعة في التخطيط والتوجيه والدعم اللوجيستي، إيران بالنسبة لهم العدو الوحيد الذي ظهر في المنطقة ليسقط كل الخطط البغيضة التي وضعها الأعداء منذ زمن، وأصبحوا يتفاخرون بقرب الوصول إليها وتحقيقها، لكن إيران وقفت لهم بصلابة وهي اليوم تقف وحيدة، وإن شاء الله ستقهر هذا العدوان، وبالتالي تقهر المطبلين والمرجفين وأصحاب الإرادات المهزومة، ممن يتهافتون على دعم الصهاينة، وفي المقدمة دول الخليج ومصر والأردن.
تخيلوا أن الأردن الذي دخل في ثلاثة حروب مع هذا الكيان، اليوم يبادر إلى إسقاط الطائرات الإيرانية بدعوى الحياد وعدم الدخول في هذه المعركة، متجاهلاً أنها كانت في يوم ما معركته، وكانت محور اهتمام كل عربي ومسلم، وهذا يجعلنا نتحسر كثيراً على الحال التي وصلت إليه الأمة العربية والإسلامية، وكيف أصبحت تتباكى على الصهاينة وتتسابق لمعاداة أبناء جلدتهم من العرب والمسلمين .
صحيح أننا نؤمن بتلك القاعدة التي أرساها إمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» عندما قال ( إنما الخلق صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) أي أن الأمة كلها تنحدر إلى أصل واحد وهو آدم عليه السلام، لكن ما صنعه اليهود منذ أن توغلوا في هذا العالم لا يمكن أن يتجاهله أحد، فهم دائماً مصدر الشر، واليوم اتسعت العداوة وأصبحت بقرون أمريكية أوروبية، واليهود مجرد فاعل ومنفذ، وهذا يجعلنا نمد أيدي الضراعة إلى الله بأن ينصر إيران ويعلي رايتها كي تُعلم الآخرين دروساً في البطولة والاستبسال، ولهم في ذلك حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال ( سينصر الله هذا الدين برجل من فارس ) أو كما قال، والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا