ألم الحرö ووجع الشريف

تمضي الليالي والأيام والشهور والأعوام سريعاٍ وتنقضي سريعاٍ وفي محط الآجال ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها : مواسم للخيرات وأزمنة للطاعات تزداد فيها الحسان وتكفر فيها السيئات وفي تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة حيث تضافرت النصوص في الكتاب والسنة على فضله فهو أحد أيام الأشهر الحرام قال الله تبارك وتعالى “9إنِ عدِةِ الشْهْور عندِ الله اثúنِا عِشِرِ شِهúرٍا في كتِاب الله يِوúمِ خِلِقِ السِمِاوِات وِالأِرúضِ منúهِا أِرúبِعِةَ حْرْمَ ذِلكِ الدينْ الúقِيمْ فِلاِ تِظúلمْواú فيهنِ أِنفْسِكْمú” سورة التوبة آية 39.
والأشهر الحرام الأربعة ثلاثة سرد أي سردوا وجاءوا خلف بعضهم في ترتيب الشهور وهم : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرد وهو رجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة ويوم عرفة أحد أيام أشهر الحج حيث يقول المولى عز وجل ” الúحِجْ أِشúهْرَ مِعúلْومِاتَ” سورة البقرة 197.
وأشهر الحج هي شوال ذو القعدة ذو الحجة الذي فيه يوم عرفة ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه الكريم يقول جل وعلا ” ليِشúهِدْوا مِنِافعِ لِهْمú وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ ” سورة الحج 29.
قال أبن عباس – رضي الله عنهما “الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة ويوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها في القرآن الكريم منبها على عظيم فضلها وعلو قدرها. قال الله سبحانه “وِالúفِجúر(1)وِلِيِالُ عِشúرُ” قال ابن عباس (رضي الله عنه): إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير: وهو الصحيح ويوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة كلها يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجراٍ من خير يعمله في عشر الأضحى قيل : ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل قال: ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل – إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” ومعنى هذا أن العمل الصالح أيا كان حتى الجهاد أفضل عند الله وأحب في العشر الأوائل في شهر ذي الحجة عن غيرها في الأيام إلا الذي جاء بماله ونفسه في سبيل الله في غير تلك الأيام ويوم عرفة أكمل الله فيه الملة وأتم به النعمة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :” إن رجلاٍ من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو نزلت علينا معشر اليهود لا تخذنا ذلك اليوم عيداٍ . قال : أي آية¿ قال” الúيِوúمِ أِكúمِلúتْ لِكْمú دينِكْمú وِأِتúمِمúتْ عِلِيúكْمú نعúمِتي وِرِضيتْ لِكْمْ الإسúلاِمِ دينٍا ” المائدة .
قال عمر رضي الله عنه : قد عرفنا ذلك اليوم نزلت فيه على النبي – صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
وقد جاء الفضل في صيام يوم عرفة على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي (ص) على صيامها فعن هنيدة بن خالد – رضي الله عنه – عن امرأته عن بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم – يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام في كل شهر: أول اثنين من الشهر وخميسين.
كما جاء فضل خاص عن صيام يوم عرفة قال رسول عندما سئل عن صيام يوم عرفة أنه يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة وفي الحديث أيضاٍ يقول المصطفى (ص) “صوم يوم عرفة أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
ويوم عرفة يوم عيد لأهل الموقف يقول (ص): يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى أعياد لأهل الإسلام” والدعاء عظيم وخير يوم عرفة يقول (ص) خير الدعاء دعاء يوم عرفة والله عز وجل – يكثر العتق من النار في يوم عرفة يقول (ص) ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداٍ من النار من يوم عرفة” والله عز وعلا – يباهي بأهل عرفة أهل السماء يقول (ص) إن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء” والتكبير يبدأ من صبح أو فجر يوم عرفة بعد الصلوات المفروضة المكتوبة ويوم عرفة فيه ركن الحج العظيم يقول نبينا المصطفى – صلوات الله وتسليما عليه ” الحج عرفة” حيث يجتمع المسلمون من كل فج ومن كل مكان في العالم يقفون على صعيد واحد – صعيد جبل عرفات – والمسلمون جميعاٍ تتجه أبصارهم إلى الواقفين على عرفات لكي يجمعهم الله على قلب رجل واحد ويؤلف بين قلوبهم ويوحد صفوفهم – فإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح وكأن الله أراد لهذه الأمة من خلال يوم عرفة أن تجمع كلمتهم وتوحد صفوفهم ويلم شملهم وتتلاشى خلافاتهم فيعودون وقد طهروا ووحدوا ليتقدموا وينصروا وتعلو مكانتهم بين الأمم .. نسأل الله ذلك.

قد يعجبك ايضا