العيد .. فرصة لتعزيز أواصر الأخوة والإحسان


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

يأتي العيد بأبهى حلله الإيمانية والفرائحية مجدداٍ ثوب التسامح والإخاء ومعززاٍ روح التكاتف والأخوة الإيمانية السامية بإحياء قيم التكافل والتراحم الاجتماعي والإنساني لتغدو فرحة العيد واحدة في كل بيت ,, أعمال فضيلة ومبادرات خيرة حث عليها أولو العلم وعدد من الدعاة مؤكدين أهمية اغتنام هذه الأيام المباركة لما يعود بالخير على هذا المجتمع .. نتابع

البداية كانت مع العلامة عبد اللطيف الصوفي الذي دعا إلى جعل هذا العيد مناسبة جليلة لإحياء ثقافة المحبة والتسامح ونبذ الخلافات وردم الماضي بحلوه ومره والنظر للمستقبل بروح الأخوة والتفاؤل والإيثار والإحسان إلى الشرائح المجتمعية المظلومة كالأيتام والأرامل وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم امتثالاٍ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أنا أول من يفتح باب الجنة فأرى امرأة تبادرني أي تسابقني تريد أن تدخل معي الباب فأقول لها: من أنت¿ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي ) فما أعظم أن تكرم هذه الأرملة لتنال تلك الدرجة الرفيعة التي بلغتها بصبرها وجلدها.
وأضاف مستدلا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله” و”كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر ” وقوله تعالى : ( يِسúأِلْونِكِ مِاذِا يْنúفقْونِ قْلú مِا أِنúفِقúتْمú منú خِيúرُ فِللúوِالدِيúن وِالأقúرِبينِ وِالúيِتِامِى وِالúمِسِاكين وِابúن السِبيل وِمِا تِفúعِلْوا منú خِيúرُ فِإنِ اللِهِ به عِليمَ ) .

رضا الله
فيما ذهب العلامة محمد عبد الجليل بالقول : لو علم الناس فضل الصدقة في أيام عيد الأضحى المبارك وفضل المتصدقين ودافعي السوء عن الناس لتسابقوا على ذلك وتهافتوا من أجل الظفر برضا الله ومثوبته فالإحسان والصدقة والعطاء كل ذلك يدفع البلاء عن المتصدق وأهل بيته وتمنع ميتة السوء وتطفئ حر القبور على أهلها وتبارك المال وتطفئ غضب الرب وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها ) وقوله : (الصدقة تسْدْ سبعين باباٍ من السوء وتغسل صحيفة صاحبها من الأدناس وتطهرها من الذنوب) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فأصبحتْ يوماٍ قريباٍ منه ونحن نسير فقلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يْدخلني الجنة ويباعدني من النار قال : لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتْقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ¿ قلت : بلى يا رسول الله قال : الصوم جْنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءْ النار وصلاة الرجل في جوف الليل .

عمارة السرور
ومن جانبه أوضح العلامة محمد الحيمي أن من أحب الأعمال وأعظمها في هذه الأيام العيدية المباركة إدخال السرور والسعادة على قلوب المسلمين والتحلي بالبشاشة والابتسامة والأخلاق الحسنة والكلمة الطيبة , حيث يقول صلوات الله عليه وسلامه : [ أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب المسلم ] وقال :[ أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلمين ] حتى البسمة في وجه أخيك صدقة والكلمة الطيبة صدقة وإدخال السرور كما ذهب السلف يكمن في أن تشبع جوعته أو أن تستر عورته , وعندما سئل بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم : ما بقي من لذاتك في الدنيا ¿ قالوا : إدخال السرور على الإخوان. , وليست هناك مناسبة أعظم من إحياء البهجة والفرحة والسرور في قلب أخيك كهذه الأيام المباركة والعظيمة عند الله منزلاٍ ومكانة .
وأضاف مستدلاٍ بحديث الجرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه قال: “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي” فمن لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك , أسره الله عز وجل يوم القيامة , فما أجل أن يكون المسلم متحلياٍ بروح طريفة معطاءة لمن حوله يسعدهم ويفرحهم لا يستمتع بتنغيصهم وأحزانهم كما هو ديدن البعض.

صلة الرحم
وعن فضل صلة الرحم في الأيام العيدية المباركة يفيدنا الداعية مروان مصلح بالقول : صلة الرحم خير دليل على الإيمان بالله واليوم الآخر لحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراٍ أو ليصمت ) . لما ترسمه صلة الرحم من زيادة الألفة والمحبة وإضفاء جو التسامح والأخوة وتوطيد العلاقة الأسرية والتماسك المجتمعي ولما لها من آثار في الرزق في المال والبركة في العمر لقول الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) وقوله : الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله .

موضحا : إن هناك بعض الناس يجعل الخلافات البينية والأسرية مانعاٍ وحائلاٍ وحجة لعدم قيامه بصلة رحمه وبعضهم يلقى الإهانة والشتم من أقاربه إذا زارهم أيضا لخلافات أسرية متوارثة فيجد في القطيعة راحة وسلام مع أن الأسباب مهما بلغت لا يجوز اتخاذها ذريعة لقطيعة الأرحام لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاٍ قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تْسفهم المِل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] وقوله : (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) . ولا نغفل عنها في العيد خاصة تحت أي حجة فهي سبب من أسباب دخول الجنة : فيأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )

كهاتين في الجنة
فيما تحدثت الداعية بشرى السلامي عن فضل الإحسان إلى الأيتام وتعزيز ذلك في أيام عيد الأضحى المبارك قائلة : كم هو ذلك الخير الذي يلحق كافل اليتيم في الدنيا والآخرة من رجال الخير والجمعيات والهيئات والمنظمات ومن ذلك أنها تعزز روح التكافل الاجتماعي والإنساني والأخوي بين المسلمين وتعمل على ترقيق القلب وإزالة القسوة عنـــــه وتزكي مال المسلم وتطهره وزيادة في رزق الكافل وفيها حفظ لذرية الكافل وقيام الآخرين بالإحسان إلى أبنائه وما في إكرام اليتيم من دليل على محبة الرسول كونه عاش يتيماٍ وفيه امتثال لأمره وتكفير الذنوب وستر العيوب والظفر بمحبة الله ورضاه.

قد يعجبك ايضا