يوم عرفة


صلاح حامد عبدالعظيم* –

أيها الحاج الراجي للمغفرة والرحمة والرضوان أنك في ساحة عرفات في ساحة المغفرة والرضوان وفي ضيافة ملك الملوك وحبسك بع من رب كريم يعطي الجزيل ويتجاوز عن الذنب العظيم إن يوم عرفة يوم الغفران يوم التجليات والنفحات والرضوان يوم يتنزل الرحمن فيباهي بأهل الموقف ملائكته ويشهدهم سبحانه بالمغفرة والرحمة لعباده وتلك هي أعظم ضيافة للحجيج وأعظم جائزة من الرب العظيم قدير الإحسان لعباده في الساحة الكبرى ساحة عرفات تسكب العبرات وتقال العثرات ويجبر الكسر وتمحى السيئات فالعظيم من أخلص التوبة وأقبل على الله تعالى في هذا اليوم ضاجا من الحوبة مستغفرا نادما على التفريط ويالعظيم من حظي بهذا الموقف فحظي بالمغفرة والرضوان إنها سعادة الأبد ليس بعدها شقاوة إلا لمن عاود العصيان واغتر بحلم الملك الديان قال صلى الله عليه وسلم “ما من أيام عند الله تعالى أفضل من عشر ذي الحجة وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة وفي رواية لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عددا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بهم الملائكة” ويقف الحاج في عشية عرفة تلك العشية المباركة متضرعا خاشعا ملبيا مستغفرا لنفسه ولمن يحب بخيري الدنيا والآخرة وليس لعرفة دعاء مخصوص بل يدعو الحاج بكل ما جال في نفسه ودار في خلده مما يشعر بحاجته إليه وفيه صلاح حاله وماله ولقد كان أكثر دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم عرفة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” وصح عنه صلى الله عليه وسلم – أنه قال “خير ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” ومن فضائل يوم عرفة أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له ” يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية ¿ قال ” اليوم أكملت لكم دöينكم وأتممت عليكم نöعمتöي ورضöيت لكم الإöسلام دöينا ” سورة المائدة آية رقم 3
قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة ومن فضائل يوم عرفة أيضا أنه يوم عيد لأهل الموقف قال صلى الله عليه وسلم” يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيم أكل وشرب” رواه أهل السنن وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال” نزلت آية” اليوم أكملت لكم دöينكم ” في يوم الجمعة ويوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد”.
ومن فضائله أيضا أنه يوم أقسم الله به والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فهو اليوم المشهود في قوله تعالى وشاهد ومشهود ” سورة البروج آية رقم 3.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة” رواة الإمام الترمذي وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله “والشفع والوتر” سورة الفجر آية رقم3.
قال ابن عباس “الشفع يوم الأضحى والوتر يوم عرفة ومن فضائله أيضا أن صيامه يكفر ذنوب سنتين فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال “يكفر السنة الماضية والسنة القابلة” رواه مسلم وهذا إنما يستحب لغير الحاج أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه وروى عنه أنه نهى عن صوم عرفة بعرفة.
هذا ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لزيارة بيته وأن يجعلنا ممن يقفون بعرفات اللهم آمين.
هذا وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* عضو البعثة الأزهرية باليمن

قد يعجبك ايضا