
عواصم/ وكالات
شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مجددا ضربات على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” “داعش” في سوريا والعراق مع بدء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستطغى عليها حملة مكافحة تجنيد جهاديين اجانب.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف شن ليل الثلاثاء الاربعاء غارات جوية على مناطق بالقرب من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يطوقها التنظيم بالكامل وتعد ثالث تجمع للاكراد في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد “تعرضت أماكن في منطقة صرين ومناطق خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق بلدة عين العرب لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية”.
وقام التنظيم المتطرف الذي ظهر في سوريا عام 2013م ويبث الذعر في كل من العراق وسوريا بشن هجوم مباغت منذ نحو اسبوع على مناطق بالقرب من عين العرب من اجل الاستيلاء على البلدة وتأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية ما دفع قرابة 130 الف شخص الى النزوح عن منازلهم.
من جهته اعلن مصدر رسمي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية انه لم يتم استخدام المجال الجوي التركي ولا قاعدة انجيرليك (جنوب شرق) في الضربات التي وجهها الائتلاف الى تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.
وقال هذا المصدر المسؤول طالبا عدم كشف هويته: ان “مجالنا الجوي وقاعدتنا الجوية لم يستخدما” بينما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “طائرات قادمة من تركيا” شنت هذه الضربات. واعلنت الولايات المتحدة من جهتها انها شنت ثلاث ضربات اثنتان في سوريا وواحدة في العراق دمرت او ضربت بآليات لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بحسب القيادة الاميركية الوسطى.
واكدت وزارة الدفاع الإميركية البنتاجون ان هذه العمليات كانت “ناجحة جدا” موضحا انها تمت بواسطة مقاتلات وطائرات بدون طيار وقاذفات و47 صاروخ توماهوك. وتأتي هذه الغارات بعد نحو 24 ساعة من قيام الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب للمرة الاولى بتنفيذ غارات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على الجهاديين الذين تتم محاربتهم في العراق ايضا.
وقتل خلال الضربات التي نفذها التحالف الدولي فجر امس الاول نحو 120 جهاديا بحسب المرصد. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الأول ان “قوة هذا التحالف تجعل من الواضح للعالم ان هذه ليست معركة اميركا وحدها”.
واضاف: “الاهم من ذلك هو ان شعوب وحكومات الشرق الاوسط ترفض تنظيم الدولة الاسلامية وتدافع عن السلام والامن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم”. ثم اعلن اوباما بعد لقاء مع مسؤولين من السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين وقطر “اعتقد انه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الآن فرصة لتوجيه رسالة واضحة جدا مفادها ان العالم موحد”.
وشاركت خمس دول عربية في الضربات في سوريا هي الاردن والبحرين وقطر والسعودية والامارات فيما شاركت فرنسا بضربات في العراق. واعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي اكتفت بلاده حتى الآن بتسليم اسلحة للمقاتلين الاكراد ان المملكة المتحدة ليس لها خيار آخر غير محاربة جهاديي الدولة الاسلامية.
من جهته اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا او لوجستيا للعملية. وكانت تركيا رفضت في بادئ الامر المشاركة في التحالف.
وفي نيويورك ترأس اوباما اجتماعا خاصا لمجلس الامن الدولي يهدف الى اصدار قرار ملزم لوقف تدفق “المقاتلين الارهابيين الاجانب” كما يصفهم نص القرار الاميركي.
ويشكل التصدي للجهاديين الاجانب احد اوجه الكفاح “الشامل” (الامني والانساني والاحترازي والعقائدي) ضد تنظيم الدولة الاسلامية كما حددته واشنطن وحلفاؤها.
ويثير هؤلاء المقاتلون القادمون من جميع انحاء العالم بأعداد متزايدة للتدرب والقتال في مناطق النزاعات مخاوف كبرى في الغرب بسبب الخطر الذي يشكلونه لدى عودتهم الى دولهم.
وبحسب ارقام المركز الدولي للدراسات حول التطرف الذي يتخذ مقرا له في لندن فإن حوالي 12 الف مقاتل اجنبي من 74 بلدا مختلفا التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا ما يشكل اكبر تعبئة اجنبية منذ حرب افغانستان في الثمانينيات.
ويأتي معظم هؤلاء المقاتلين الاجانب من الشرق الاوسط لكن عدد الاوروبيين بينهم في تزايد وقدره المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب بـ”حوالي ثلاثة آلاف” بعدما كان تحدث عن حوالي الفي مقاتل اجنبي في يوليو.
والقرار الذي سيصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجعله ملزما وينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به يطلب من الحكومات “منع والابلاغ بتجنيد وتنقل” افراد يحاولون الذهاب الى الخارج “بهدف التخطيط او المشاركة في اعمال ارهابية” او لتلقي تدريب.
ولم تعرف اي معلومات عن مصير الفرنسي الذي خطفته الاحد الماضي مجموعة “جند الخلافة” الجزائرية الجهادية في منطقة جبلية شرق العاصمة الجزائرية.
واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من نيويورك ان فرنسا لن ترضخ “لاي ابتزاز او ضغط او انذار” بعدما امهل الخاطفون الاثنين السلطات الفرنسية 24 ساعة لكي تعلن وقف مشاركتها في الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان ايرفيه غورديل البالغ الخامسة والخمسين من العمر خطف الاحد من قبل تنظيم جند الخلافة الجهادي الذي بايع تنظيم الدولة الاسلامية. وفي استراليا قتلت الشرطة الثلاثاء شخصا “يشتبه بانه ارهابي” بعد ان طعن رجلي شرطة في مركز للشرطة غداة دعوة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الى قتل رعايا غربيين وبينهم الاستراليون.
وياتي الهجوم بعدما دعا جهاديو “الدولة الاسلامية” في تسجيل بث الاثنين الى قتل مواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدها بدون تمييز. وتمت الاشارة الى استراليا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا بشكل خاص.
وقال ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة مخاطبا المتطرفين: “اذا قدرت على قتل كافر اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين الانجاس او استرالي او كندي او غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الاسلامية فتوكل على الله واقتله بأية وسيلة او طريقة كانت”.