بلدية رفح تحذر من كارثة إنسانية بسبب توقف خدمات المياه ونفاد الوقود

الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في غزة والمقاومة تحمّله مسؤولية تداعيات خرق وقف النار

 

 

الثورة / متابعة/ محمدالجبري

واصل العدو الصهيوني خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار غزة في عدة مناطق من القطاع، منذ صباح أمس، بقصف طيرانه واستهدافه للمدنيين العزل من المواطنين الفلسطينيين ، كما يستمر في استهدافه الممنهج للكوادر الإعلامية الفلسطينية الموجودة في القطاع لنقل الحقائق، ما يكشف حقيقة ان الاحتلال الصهيوني يسعى إلى مواصلة الحرب وارتكاب مجازر وحشية وجرائم دموية.
وفي هذا الصدد، استشهد طفل فلسطيني وأصيبت مواطنة بجروح، مساء امس السبت، برصاص العدو الصهيوني في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف طائرة مسيّرة تابعة للعدو مجموعة من المواطنين في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة.
وفي رفح جنوب القطاع، أصيب مواطن برصاص العدو ، أثناء تواجده بالقرب من مسجد حمزة في خربة العدس شمال المدينة.
كما أصيب ثمانية مواطنين بانفجار قنبلة ألقتها مسيّرة تابعة للعدو على خيمة في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح.
وفي وقت سابق، استشهد تسعة مواطنين بينهم ثلاثة مصوّرين صحفيين، في استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ليرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي إلى 150 شهيدا.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للعدو قصفت مركبة ومجموعة من المواطنين في بيت لاهيا، ما أدى لاستشهاد تسعة مواطنين بينهم ثلاثة مصوّرين صحفيين وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى المستشفى الإندونيسي.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من شهر أكتوبر 2023، إلى 48,543 شهيدا، بالإضافة إلى 111,981 جريحا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأدن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم الناطق أمس مجزرة العدو الصهيوني التي أدت إلى استشهاد تسعة مواطنين، في بيت لاهيا شمال قطاع غزة مؤكدا أنها انتهاك فاضح لوقف إطلاق النار.
وقال قاسم في تصريحات صحفية : «العدو ارتكب مجزرة بشعة في شمال قطاع غزة عبر استهدافه لمجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار».
وأضاف: «تعمد العدو قتل العاملين في المجال الإغاثي يهدف لتعميق الأزمة الإنسانية، وتحقيق المجاعة بعد إحكام إغلاق المعابر ومنع دخول جميع المواد الإغاثية».
وأوضح قاسم «أنه يهدف استمرار العدو لاستهداف الإعلاميين، لمنع نقل حقيقة الإجرام الصهيوني ضد شعبنا وعدم كشف انتهاكه المروع لكل القوانين والأعراف الإنسانية».
من جانبها حمّلت «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين»، «تداعيات المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بيت لاهيا.
وقالت الحركة في تصريح صحفي ،أمس، إن «المجزرة جريمة حرب موصوفة تعكس حجم الإجرام والاستهتار بكل القيم الإنسانية».
وأضافت «تأتي هذه الجريمة الوحشية في سياق تصعيد ممنهج يكشف نوايا الاحتلال الحقيقية في مواصلة العدوان، والتنكر لكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وتؤكد عزيمته على سفك الدماء، ما يفرض على كل الصامتين اتخاذ موقف حاسم لكبح هذا الإجرام المتصاعد».
وتابعت الحركة «نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد الخطير، ونؤكد أن المقاومة التي بذلت الغالي والنفيس دفاعاً عن شعبها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المجازر».
من جهة أخرى قالت منظمة «هانديكاب إنترناشيونال» الدولية غير الحكومية، إن الفظائع التي تُرتكب أمام أعيننا في قطاع غزة، في ظل تقاعس المجتمع الدولي أمر مرعب، وإن درجة نزع الإنسانية عن الفلسطينيين مروعة.
سياسياً، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عبد اللطيف القانوع، تعامل الحركة بإيجابية مع مختلف المقترحات بشأن وقف النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ الكرة حاليًا في مرمى العدو الصهيوني .
وقال القانوع في تصريحاتٍ صحفية صباح أمس السبت ، أن الإشكالية في إصرار رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو على المماطلة لإنقاذ مستقبله السياسي.
ونوه إلى أنّ «الاحتلال يراوغ كثيرًا، وقدمنا للوسطاء كل الخروق التي قام بها»، مضيفًا أنّ حركته تدعم أي مقترح يصلهم عبر الوسطاء وتتعامل معه بمرونة وإيجابية عالية.
وأكد القانوع أنّ «حماس» لم تضع شروطا «تعجيزية»، إنما كانت شروطا تم الاتفاق عليها بضمان الوسطاء بما فيهم واشنطن؛ لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام العدو الصهيوني ببنوده.
أما فيما يتعلق بمفاوضات القاهرة، بيَّن القانوع، أن وفد الحركة عاد إلى القاهرة الجمعة، مجدداً التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، كما يتابع المقترحات المطروحة لتثبيت الاتفاق. يأتي ذلك فيما أعلنت بلدية رفح، عن توقفها القسري عن صرف الوقود اللازم لتشغيل الآبار الخاصة والزراعية، من جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع وإغلاق المعابر.
وحذّر رئيس البلدية، أحمد الصوفي، من التداعيات الكارثية لهذا التوقف، مؤكّداً أنّ «البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصة وزراعية بخلاف الآبار الرئيسية، لضمان وصول المياه إلى الأحياء التي عاد إليها المواطنون، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة».
وقال الصوفي إنّ «انقطاع الوقود يجبرنا على تقليص الخدمات المقدمة، وتجميد خدمات أساسية وحيوية، ما يهدد حياة الآلاف، ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية».
وأضاف: «نحن أمام كارثة إنسانية تلوح في الأفق، فالحرمان من المياه يعرّض السكان لأمراض خطيرة، في وقت يواجهون أوضاعاً معيشية قاسية نتيجة العدوان والحصار المستمر».
وأشار الصوفي إلى أنّ «أزمة المياه في رفح باتت تتصاعد بشكل خطير، مع غياب أي حلول في ظل تعنّت الاحتلال واستمراره في منع دخول الإمدادات الأساسية»، مشدداً على أنّ استمرار هذه الأزمة «ينذر بكارثة صحية وإنسانية لا يمكن احتواؤها».
وأكّد رئيس بلدية رفح أنّ صمت المجتمع الدولي على هذه الجريمة سيؤدي إلى «عواقب وخيمة على حياة سكان قطاع غزة».
واتخذت قوات الاحتلال الإسرائيلي خطوة جديدة في محاولة للضغط على المقاومة في قطاع غزة، بالتزامن مع المفاوضات بشأن صفقة الأسرى في الدوحة.

قد يعجبك ايضا