قلة الوعي السياسي والديمقراطي والتعصبات الأيديولوجية وتقويض العملية السياسية .. وراء تفاقمها

■ استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
قوى سياسية توسع دوائر الخلاف لتحقيق أجندات فئوية بغرض الكسب السياسي.
حذر العديد من المحللين السياسيين والناشطين من خطورة الصراعات التي تمارسها بعض القوى لكونها تسعى إلى تقويض العملية السياسية وأجواء التآلف وإجهاض الاستحقاقات القادمة والمتعلقة بمبادرة التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار والعودة بالبلاد إلى المربع الأول من العنف والدمار في الوقت الذي يجري فيه الإعداد النهائي لوضع وصياغة الدستور والاستفتاء عليه وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وهو ما يدعو إلى أهمية الحرص على عدم ممارسة أي تجاوزات أو اتخاذ قرارات هامة إلا عبر توافق أصحاب المبادرة ووفق مضامينها حتى لا يتحجج الآخرون بتعطيل مضامين هذه المبادرة بحجة إقصاء شركاء العملية السياسية .
وفي هذا الإطار جاءت الدعوات محذرة من مغبة توسيع دائرة الصراعات السياسية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد , حيث يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الحكيم مكارم – جامعة تعز : يسود البلاد حالة ترقب حذر إزاء الصراعات السياسية حيث أن نبرة التصعيد لازالت هي الغالبة لدى تلك القوى دون إبداء أية مرونة أو تفهم لطبيعة الوضع الحرج الذي تمر به اليمن بما يعكس تخوفاٍ حقيقياٍ لدى رجل الشارع والنخب عن طبيعة تحركات تلك القوى والتي شكلت عبئا وهاجسا يثير حالة من الخوف السياسي في الساحة اليمنية من أن تتحول تلك التصعيدات إلى استهداف العملية السياسية وتعطيلها وإدخال اليمن في دوامة الفوضى وإتاحة الفرصة أمام العنف لاستهداف الوطن وعقد صفقات مشبوهة غرضها تنفيذ صراعات والمزايدة على حساب أمن المواطن وسكينته واستقراره.
حرب أهلية
ويرى الدكتور عبد الباسط الحكيمي – جامعة صنعاء بأن الصراعات السياسية تعد جريمة لأنها تدق المسامير في نعش الوطن غير المستقر أصلا وقد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ولذلك لا يلجأ إليها إلا ضعيف الثقة في النفس وغير الوطني لأن آثار هذه الصراعات مدمر للحاضر والمستقبل لأنها تدخل البلد في أتون ما لا يحمد عاقبته وتزيد الوطن فقرا على فقر وبؤسا على بؤس.
معالجة الصراع
من جهته أوضح الناشط السياسي والحقوقي باسم الحكيمي بأن الصراعات السياسية سلوك سياسي غير مرحب به وإذا لم يتم معالجة هذا الموضوع فسيكون له آثار كارثية على اليمن فالنسيج الاجتماعي سيدمر والوحدة ستكون في خطر .
متحدثا عن مخرجات الحوار الوطني بأنها قد وضعت الحلول الجوهرية لمعالجة الصراع السياسي وما خلفه من دمار في الوطن حيث تمثل ذلك في تقرير العدالة الانتقالية باعتباره بوابة اليمن الجديد نحو الأمن والاستقرار وذلك من خلال تطبيق قانون العدالة الانتقالية ومعالجة محطات الصراع السياسي منذ عام1962م كما أن تطبيق قانون العدالة الانتقالية سيكون الأرضية التي من خلالها ينطلق الجميع إلى مصالحة وطنية شاملة , مؤكدا على ضرورة اسراع القيادة السياسية في إصدار هذا القانون حتى يتم تجنيب البلاد منحدرات العراك السياسي.
أما المحلل السياسي عامر الضبياني : فقد أشار إلى أن ما يجري حاليا في اليمن من أحداث ومنعطفات خطيرة تكاد تعصف به نحو الحرب الأهلية المدمرة هو عبارة عن صراعات تعبر عن خصومة سياسية ناتجة عن حب الذات واللاوعي سياسياٍ وديمقراطيا خاصة وأن هذا الوضع له تداعياته وخطورته على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي استمرار الاحتقان السياسي ونشر الحقد والكراهية في أوساط المجتمع واتساع دائرة العنف والصراع ليشمل بعد ذلك الصراع المذهبي والذي يعد من أخطر الصراعات الدامية والتي راح بسببها مئات الآلاف من الأرواح في دول مجاورة كما هو الحال في العراق وسوريا وعدد من البلدان العربية.
الإعداد النهائي
أما المحلل السياسي فؤاد الصياد فيرى أن الصراعات السياسية لن تجلب سوى المزيد من الدمار وعدم الاستقرار وستؤدي إلى تتحقق تحالفات أوسع من شأنها تقويض أجواء التآلف وإجهاض الاستحقاقات القادمة والمتعلقة بمبادرة التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار
وقال لقد أصبحنا في زاوية ضيقة ونحن على أعتاب المرحلة النهائية خاصة ونحن نشهد أن حالة التصعيد تزداد وتيرتها بشأن عرقلة كل الجهود والعودة بالبلاد إلى المربع الأول في الوقت الذي يجري فيه الإعداد النهائي لوضع وصياغة الدستور والاستفتاء عليه وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وهذا ما يدعو إلى الحذر من أي تجاوزات أو اتخاذ قرارات هامة إلا عبر توافق أصحاب المبادرة والقوى السياسية ووفق مضامينها حتى لا يتحجج البعض بإقصاء بعض الشركاء في العملية السياسية وباﻷخص في هذه المرحلة الهامة والحساسة والتي تتطلب المزيد من التكاتف والتعاون من الجميع والتعامل معها بالمزيد من الصبر والمرونة .
التوجيه الرئاسي
وأضاف الصياد بأن هناك قوى سياسية تنتظر أجواء الفرقة والاختلاف كي تتمكن من العبث والتخريب مستغلين ظروف البلاد الأمنية والاقتصادية وبالتالي فإن تلك الاحتمالات تثير المخاوف بشأن مستقبل اليمن السياسي والأمني والاقتصادي والنسيج الاجتماعي وأن على القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس هادي أخذ الحيطة والحذر وسرعة التوجيه للقوات المسلحة والأمن باليقظة التامة واحتواء كل أمر أو فعل فيه مساس بأمن واستقرار البلد والتعامل مع ذلك بحزم والاستعداد لكل الاحتمالات من أيا كان سواء أفراد أو قوى أو جماعات أو أطراف تهدد حاضر ومستقبل اليمن.
إعاقة التحول
من جانبه يقول الناشط على ناصر الجلعي بأن هذه الصراعات السياسية ستدخل البلاد في محرقة ودوامة من العنف وتودي إلى إعاقة التنمية والتحول السياسي والتغيير الحقيقي للتداول السلمي للسلطة إعاقة الدولة المدنية الحديثة وسيادة النظام والقانون
مؤكدا على أهمية الدعوة لمصالحة وطنية للتعايش السلمي والقبول بالآخر وفقا لقوانين تنظم وتكفل الحقوق للجميع.
نبذ الخلافات
ومن جانبه يبين الناشط أنور الداعي أنه عندما لا يكون الوطن هو الحاضن والمنبع لكل الأيديولوجيات والأفكار والثقافات فإن يد الخارج تستطيع أن تلعب دور في رسم سياستها كيف شاء وبما شاء ºوأن ما يحصل اليوم في بلادنا من اختلاف الأيديولوجيات والأفكار والتنوعات الثقافية الغربية جعلت من اليمن مسرح لتصفية حساباتها على حساب الوطن وأهله º وأضاف : اليوم اليمن تمر بمرحلة مخاض واختبار للحكمة اليمانية هذا إن أدركت قوى النفوذ مسئوليتها تجاه هذا الوطن الغالي علينا ونبذت الخلافات والمماحكات جانبا وتفرغت للبناء وإلا فسوف يكون لهذه الصراعات ويلاتها وآثارها المستقبلية على اليمن واليمنيين على حد سواء.

قد يعجبك ايضا