المرسيدس .. والمطاردة الخطرة..!!¿


استقلا السيارة الهايلكس التابعة لأحدهما وتحركا بها من منطقة أرتل قاصدين اتجاه الشرق نحو منطقة دار سلم ثم وهما في الطريق لاحظا وجود سيارة مرسيدس كانت تتبعهما منذ مغادرتهما لمنطقة أرتل ودخولهما بالسيارة إلى بيت بوس وسيرهما بالشارع الرئيسي نحو دار سلم فارتابا من تلك السيارة المرسيدس وهي تسير خلفهما وأرادا أن يتوقفا بالسيارة في الشارع ليريا ما شأن للسيارة المرسيدس تلك ولكنهما تراجعا عن ذلك وتحولا في سيرهما قبل وصولهما للشارع المؤدي إلى دار سلم باتجاه منطقة حزيز جنوبا فلمحا السيارة المرسيدس تتحول هي الأخرى وراءهما فتزايد شكهما بشأنها وتأكدا أنها تتبعهما عمداٍ.. ثم لما وصلا بسيارتهما إلى منطقة حزيز وبالتحديد إلى شارع الأطباء أو الدكاترة هناك فوجئا بالسيارة المرسيدس تعترض طريقهما وتجبرهما على الوقوف بسيارتهما وسط الطريق كما فوجئا في ذات اللحظة بنزول بعض أشخاص من السيارة المرسيدس أثنان منهم اتجها نحوهما وقاما بمهاجمتهما وضربهما مباشرة واثنان آخران راحا يطلقان النار عليهما.. ولكن وبينما هم كذلك وبمرور بضع دقائق فقط وصل رجال مركز شرطة حزيز إلى المكان وكان المركز لا يبعد كثيراٍ.. وهنا كانت بداية المغامرة أو المطاردة التي لا تخلو من خطر محقق.. ومع الوقائع والتفاصيل من البداية.
البلاغ وصل في تلك الساعة إلى مركز شرطة حزيز ودار سلم بمحافظة صنعاء من أحد المواطنين الشباب وهو عن وقوع إطلاق نار واعتداء من قبل أشخاص مجهولين يستقلون سيارة مرسيدس والمكان بشارع الدكاترة الأطباء على قرب من المركز.. فتحركوا من المركز سريعاٍ عقب هذا البلاغ إلى الشارع المذكور وهم المقدم عبدالحكيم راشد مدير المركز ومدير مكتبه عبدالله أبو هويدة ومجموعة من الأفراد والمساعدين وذلك على سيارة الطقم التابعة للمركز وكان وصولهم إلى المكان في دقائق وجيزة .. حيث وجدوا هناك شخصين مصابين وهما على سيارة نوع هايلكس كما وجدوا أربعة أشخاص آخرين قيل أنهم الجناة كانوا على متن سيارة مرسيدس لون بني وهؤلاء قاموا بالهروب بالسيارة بمجرد رؤيتهم لهم حال وصولهم أي وصول شرطة المركز للمكان .. فلم ينتظر مدير المركز ومن معه عند رؤيتهم لهروب أولئك الأشخاص الأربعة المتهمين على السيارة المرسيدس ولكنهم تحركوا اخلفهم بعد أن انقسموا إلى فريقين .. فريق بقي لعمل الإجراءات المتبعة في المكان والمتمثلة في الاهتمام بالمصابين وجمع المعلومات حول الواقعة والفريق الآخر والذي كان بقيادة مدير المركز المقدم عبدالحكيم راشد نفسه أخذ على عاتقه مهمة التحرك لملاحقة الجناة الهاربين والمسلحين على السيارة المرسيدس.. وكان هؤلاء قد اتجهوا في هروبهم بالسيارة نحو منطقة بيت بوس ثم باتجاه أحياء مدينة حدة فلبث فريق شرطة المركز وراءهم من شارع إلى شارع ومن زقاق إلى زقاق حتى داخل منطقة حدة مع أن ذلك يتعدى اختصاصهم ولكن الواقعة كانت جريمة مشهودة كما أن المتهمين الهاربين أخذوا يطلقون عليهم النار وهم يطاردونهم ولم يتوقفوا … وكانت المطاردة من النوع الخطر جداٍ وأشبه بتلك التي تشاهد في أفلام حرب العصابات والمغامرات على شاشة السينما ولكنها هنا كانت مغامرة أو مطاردة واقعية حقيقية وليست قفشات وخدع سينمائية … واستمر فريق شرطة المركز وراء السيارة المرسيدس حتى تمكنوا بعد ملاحقة عنيفة ومواجهة مستميتة من الإمساك بأحد أولئك الجناة الهاربين وانفلات الآخرين منهم على السيارة المرسيدس وعددهم ثلاثة أشخاص والذين استطاعوا الفرار بعد أن تحولوا في هروبهم إلى أحد الشوارع الفرعية بمنطقة حدة واختفوا هناك وضاع أْثرهم.
وكان المتهم الشخص الرابع منهم الذي تم القبض عليه وهو شاب عمره 26 عاماٍ من إحدى المحافظات وقد تم اقتياده وإيصاله إلى مركز شرطة حزيز وقاموا هناك بمباشرة فتح محضر جمع الاستدلالات معه بنفس اليوم.
ومن خلال استنطاق الشاب المتهم المذكور وجمع التحريات والإفادات وإجراء التحقيقات بشكل موسع وشامل حول الواقعة والأشخاص المتهمين الهاربين إضافة إلى رفيقهم الشاب المقبوض عليه أتضح بما يؤكد أن هؤلاء الأشخاص المتهمين جميعهم يشكلون عصابة للتهبش والتقطع والنهب بقوة السلاح والعنف وأنهم سبق وارتكبوا عدة عمليات تقطع وسلب باستخدام السلاح والنار والاعتداءات المختلفة بالضرب والهجوم المباغت ويستخدمون السيارة المرسيدس التابعة لهم في مراقبة الضحايا المجني عليهم لاصطيادهم وملاحقتهم بالشوارع ثم التقطع لهم ومهاجمتهم في المكان المناسب ونهب ما بحوزتهم بعد ضربهم وإطلاق النار عليهم إذا لزم الأمر.
وهناك بلاغات سابقة أكتشف رجال المركز وجودها وهي من مواطنين مجني عليهم مسجلة بالمركز وفي عديد من مراكز الشرطة بأمانة العاصمة من قبل وهذه البلاغات كانت جميعها عن عمليات تقطع وسرقة ونهب بنفس الأسلوب والقوة ومن قبل أشخاص مجهولين لهم ذات الأوصاف للمتهمين الجناة في الواقعة الأخيرة مع السيارة المرسيدس بلونها البني.. وأنهم في عمليتهم هذه الأخيرة والتي ضبط فيها أحدهم صادف أن كانوا متواجدين في هذا اليوم بمنطقة أرتل وهم على سيارتهم المرسيدس يبحثون عن فريسة يصطادونها فلمحوا هناك الشخصين المجني عليهما وهما على السيارة الهايلكس وكان بحوزتهما أي المجني عليهما مبلغ خمسمائة ألف ريال داخل السيارة وقد عرف المتهمون أفراد العصابة بأمر وجود هذا المبلغ المالي لدى المجني عليهما بطريقة أو بأخرى.. فقرروا أن يكونا صيدهم وظلوا على السيارة المرسيدس يراقبونهما ثم رأوهما يتحركان بالسيارة الهايلكس من منطقة أرتل باتجاه منطقة بيت بوس فانطلقوا بالسيارة المرسيدس وراءهما ولما وصلوا إلى بيت بوس لمحو السيارة الهايلكس تلف في سيرها بالشارع الرئيسي نحو شارع تعز باتجاه منطقة دار سلم ثم رأوها عندما وصلت جولة التقاطع محل الجسر والنفق حالياٍ تلف يمينا بشارع تعز نحو منطقة حزيز فمكثوا خلفها وعلى مسافة متباعدة نسبياٍ بالطريق.. واستمروا كذلك في ملاحقة السيارة الهايلكس حتى شاهدوا هذه تتجه بسيرها بعد دخولها إلى منطقة حزيز باتجاه شارع الدكاترة هناك فأسرعوا بسيرهم بالمرسيدس وراءها إلى أن وصلت السيارة الهايلكس لمكان مناسب بشارع الدكاترة فاقتربوا منها والتفوا عليها ثم اعترضوا طريقها بسيارتهم المرسيدس وأجبروها على التوقف بالمكان ومن غير تأخير نزلوا من السيارة المرسيدس وقاموا بمهاجمة الشخصين المجني عليهما مباشرة وضربهما بعصا صميل كما قاموا بإطلاق النار عليهما للتخويف والترهيب وأخذ عليهما مبلغ الـ500000 ريال الذي كان بحوزتهما سلباٍ ونهباٍ بالقوة وأرادوا سلبهما مفتاح السيارة الهايلكس ونهبها هي الأخرى أيضا ولكن أحد المجني عليهما وهو سائق السيارة أخفى المفتاح وحاول المقاومة ومعه رفيقه ثم وبينما هم كذلك وصل أثناءها رجال مركز شرطة حزيز على سيارة الطقم وكان أفراد العصابة الجناة قد سمعوا صوت صفارة الشرطة الونان ولمحوا قدوم سيارة الطقم من طرف الشارع فاكتفوا بالمبلغ المالي الذي نهبوه الـ500000 ريال وتركوا المجني عليهما مع السيارة الهايلكس ولاذوا بالفراد على المرسيدس من فورهم متجهين نحو شارع تعز إلى جولة تقاطع دار سلم ثم إلى منطقة بيت بوس ومنها باتجاه مدينة حدة السكنية بلا توقف في الوقت الذي تبعهم مدير مركز الشرطة ومن تحرك معه من الفريق بعد معرفتهم من المواطنين بأنهم الجناة ولبثوا في أثرهم لملاحقتهم حتى داخل أحياء منطقة حدة وأزقتها وتمكنوا هناك بعد مواجهة ومغامرة غير مأمولتين من القبض على أحدهم وهو المدعو ربعي والذي عن طريقه ومن خلال اعترافاته بعد إيصاله إلى مركز شرطة حزيز وفتح المحاضر معه تبين أنه وشركاؤه الذين استطاعوا الانفلات والهروب يشكلون عصابة لارتكاب جرائم الحرابة والسرق والنهب بالقوة إضافة إلى ارتكاب أعمال أخرى لا تقل خطورة ولا قلقا لأمن وسكينة المواطن والوطن معاٍ.. وقد أدلى المتهم المقبوض عليه باعترافه بأسماء شركائه افراد العصابة أولئك الهاربون وببياناتهم كاملة وكذلك كشف كل ما يتعلق بالعمليات التي سبق وارتكبوها من قبل مؤكداٍ بأن العملية الأخيرة ما هي إلا واحدة من عدة عمليات قاموا بتنفيذها بنفس الأسلوب وفي أماكن مختلفة داخل العاصمة والمحافظة صنعاء وخارجهما ومنها تلك العمليات المبلغ عنها سلفاٍ بمركز شرطة حزيز وعديد من مراكز الشرطة بالأمانة وغيرها.
وما خفي كان أدهى وأعظم.. هذا ولقد استكمل المحققون بمركز حزيز محاضر جمع الاستدلالات في القضية ثم أحيلت الأوراق مع المتهم إلى الجهة المختصة في حين أخذوا على عاتقهم مهمة متابعة بقية أفراد العصابة الهاربين وتقصي أثرهم حتى ضبطهم واحداٍ بعد الآخر وإحالتهم للنيابة والقضاء طالت الأيام أم قصرت.. وهكذا كانت الأحداث ونسأل الله السلامة والهداية لأبنائنا وشبابنا وتحية لكل الرجال المخلصين أينما وجدوا.

قد يعجبك ايضا