
*3 مدارس ما تزال مقتحمة من قبل النازحين
* بعض مدارس التعليم الأهلي تحولت إلى أداة بحث عن المال والربح السريع
قال مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن سالم مغلس بأن استعدادات المكتب هذا العام ستكون أفضل بكثير من سابقيه نظراٍ للانفراج السياسي ومؤشرات نجاح مخرجات الحوار الوطني رغم بعض المنغصات التي تحدث هنا وهناك ولكنها لم تكن بمستوى اشتداد الأزمة السياسية في الأعوام الماضية, كما أن هناك ما يبشر لتحسن وضع التعليم في عدن لاسيما بعد خروج النازحين من المدارس وإعادة ترميمها .
وتطرق مغلس في هذا اللقاء إلى دور المكتب في التنسيق والإشراف على المدارس والمدرسين والإشراف على العملية التعليمية, متمنيا بأن تقوم وزارة التربية والتعليم بتغيير آلية الامتحان من أجل أن يكون العام الحالي عام خالي من الطرق القديمة والمعتقة والتي قد انتهت في كثير من الدول واعتماد طريقة حديثة ومتطورة .
* بداية ما هي استعداداتكم وتطلعاتكم للعام الدراسي الجديد¿
– استعدادات مكتب التربية لهذا العام أفضل بكثير من العام السابق نظرا لخروج النازحين من كافة مدارس المحافظة التي تم ترميمها وتهيئتها كاملة من حيث المباني والأثاث وأيضا الكتاب وباقي المستلزمات التي تخص العملية التعليمية, حيث تم إصدار توجيه لمدراء التربية والمدارس ليتوزع الكتاب المدرسي بهدف الاهتمام من قبل أوليا الأمور بإحضار ودفع أولادهم وفعلا تم ذلك وكان هناك حضور مناسب.. إضافة إلى توزيع المعلمين على مستوى المدارس وهناك لجان تعمل على دراسة النقص وإعادة الترتيب وهذا إن شاء الله سيكون بادرة طيبة لاستقبال العام الدراسي بروح عالية جدا وتجاوز كل الأخطاء التي رافقت العملية التعليمية والتي هي عبارة عن تراكمات نتج عنها بأن شهد التعليم في فترة من الفترات بمحافظة عدن حالة من التردي وتراجع التحصيل العلمي بشكل كبير وهذا ما يدفعنا على ان نعيد لعدن اعتبارها من جديد.
تفاعل كبير
* كيف تقيم تفاعل المواطن وحملة العودة الى المدرسة ¿
– بطبيعة الحال عدن مدينة جاذبة للتعليم فأهلها دائما يبادرون بدفع أبنائهم إلى المدارس من اجل التعليم فهم بحاجة إلى مساعدة فقط وإيجاد حلول بسطة لمساعدتهم وتهيئة الظروف والأجواء لنجاح التعليم, ولهذا نجد تفاعلاٍ كبيراٍ رغم بعض الظروف الاقتصادية التي تعيق بعض الأسر وأبنائها نتيجة الأوضاع الأمنية التي أدت إلى عدم الاستقرار الاقتصادي على مستوى الوطن, ولكن نجد ان المواطن يحاول التغلب بقدر الإمكان على تلك المنعطفات وهذا يكون كنتيجة للتكافل والتعاون المجتمعي سواء في المنزل أو المدرسة وما تقدمه بعض المنظمات ورجال الخير لمساعدة الأسر للتغلب على تلك الظروف التي قد تواجهها الكثير من الأسر الفقيرة.
فالمواطنون ليس بعدن فقط ولكن على مستوى الجمهورية لديهم تفاعل ورغبة كبيرة جدا لتشجيع الأبناء على التعليم مهما كانت المنغصات والظروف.
نازحون في المدارس
* وماذا عن المدارس التي ما زال فيها بعض الأسر وعملية الترميم لها ¿
– بالنسبة للمدارس التي تضررت خلال تواجد النازحين جراء الحرب التي شهدتها أبين مع عناصر القاعدة هي (80 ) مدرسة موزعة على مديريات المحافظة وهذه المدارس تم ترميمها وتهيئتها وتوفير كل المستلزمات من أثاث وكتاب مدرسي وغيرها, يتبقى أمامنا ثلاثة مدارس ما تزال مقتحمة من قبل بعض المواطنين الذين يدعون ان منازلهم تدمرت وهذه المدارس هي مدرسة الفجر و30 نوفمبر بمديرية الشيخ عثمان ومدرسة الشروق بالمنصورة وكذا مكتب إدارة التربية بمديرية الشيخ عثمان وما زلنا نبذل جهود مستمرة لإخلائها , وهناك توجيهات من قيادة السلطة المحلية بضرورة تجهيز المدارس وتوفير الأجواء الملائمة لا بنائنا الطلاب . حيث تم التنسيق مع الوحدة التنفيذية للنازحين وهو الأمر الذي كان يعيق عملنا ولكن في آخر لقاء أكدوا أن هؤلاء الناس ليسوا نازحين بل رافضين الخروج من المدارس بحجة أن منازلهم تعرضت للهدم , ولكن نحن قلنا أننا بحاجة المدارس نظرا لكثرة اعدد الطلاب والتربية والتعليم لن تتحمل مسئولية الأسر بل هناك سلطة محلية تتحمل ذلك سواء بمحافظة أبين أو عدن .
تغير آلية الامتحانات
* العام الماضي شهد حالة من الخروقات وخصوصا في عملية الامتحانات الوزارية هل من خطة لتجاوز تلك الأخطاء ¿
– أولاٍ ما يتعلق بالخروقات وعملية الغش كانت على مستوى الجمهورية وذلك بسبب التعمد الذي مارسه بعض من ضعفاء النفوس لتشويه العملية التعليمية سواء بمحافظة عدن أو باقي المحافظات وهذا العمل المشين الذي خان واخل بسير الامتحانات لبعض المواد كان موقفاٍ مخزياٍ لمحافظة عدن التي لم تكن تعهد هذه الأعمال إلا من خلال الفساد المستشري والذي تحول سلوكاٍ تراكمياٍ وأصبح الغش حقاٍ من حقوق الطالب وولي الأمر والمجتمع ككل لتحويل التربية والتعليم إلى فوضى, وهذا سلوك غير مقبول بعد أن أصبحت عملية الامتحان عملية معتقة وآلية قد انتهت في كثير من الدول ونحن ما زلنا نعمل بها , فمكتب التربية بمحافظة عدن على تواصل مستمر مع قيادة وزارة التربية والتعليم انه لابد من تغير آلية الامتحان على أن يكون العام القادم عاماٍ خالياٍ من الطرق القديمة واعتماد طريقة حديثة.
وعموما نحن في مكتب التربية لدينا خطة سنوية ووفقا للخطة التي تعدها وزارة التربية والتعليم من اجل سلامة سير العملية التعليمية وتصحيح كل الأخطاء وعدم تكرارها والمحافظة على سمعة التعليم وسمعة محافظة عدن هذه المحافظة التي تعد واحدة من أهم المحافظات التي تتميز بتاريخها الحضاري والثقافي والتربوي العريق.
وفيما يتعلق بالكتاب المدرسي أي عنوان من العناوين التي وصلت إلى المستودعات بالمحافظة سوف يتم توزيعها إلى جانب التي تم توزيعها أول يوم , ويتبقى بعض العناوين التي تم الوعد بها سوف يتم توزيعها وهناك العديد من الكتب يجري طباعتها وإن شاء الله ستتوفر كل الكتب الدراسية على مستوى مدارس المحافظة .
أداة للربح السريع
* ماذا عن التعليم الأهلي وكيف تتم الرقابة عليه¿ وهل من تقييم لأداء تلك المدارس التي تشهد إقبالاٍ كبيراٍ من الطلاب ¿
– التعليم الأهلي والذي يمتلك قدرات كبيرة من حيث القدرات والوسائل العلمية والتعليمية وكذا المادية والتي تمكنه من أداء متميز في العملية التعليمة خصوصا للطلاب الذين عند أولياء أمورهم القدرة على إدخالهم مدارس بهدف تحسين الأداء بسبب قلة إعداد الطلاب عكس المدارس العامة التي تشهد كثافة عالية جدا .
لكن نستطيع القول في بعض الأحيان أن بعض مدارس التعليم الأهلي وللأسف الشديد تحولت إلى أداة بحث عن المال والربح السريع عكس بعض المدارس التي تمتلك إرادة قوية في الأداء والعمل على التسوية بين جمع المال والكسب الحلال من خلال إعطاء الطلاب حالة من التفاعل والخروج بتحصيل علمي متميز, أما بخصوص عملية المراقبة هذا يتم من خلال إدارة التعليم الأهلي التابع لإدارة مكتب التربية والخاص بمتابعة مهام وأداء مدارس التعليم الأهلي على مستوى محافظة عدن.
محاربة التعليم
ما هي أهم الصعوبات التي تواجه أداء مكتب التربية بعدن¿
هناك صعوبات وعراقيل رافقت العمل والأداء التربوي بجميع مديريات عدن نتيجة الوضع الأمني الذي شجع على كثير من الأعمال غير القانونية أو أخلاقية في محاربة التعليم لأغراض سياسية ومصالح شخصية, وهذه الأوضاع التي وصلت إلى مدارس التعليم كانت قد خلقت حالة من القلق والخوف لداء أوليا الأمور على أولادهم .
ومن الصعوبات التي شهدها العام الماضي مثلا نزوح الأسر واقتحام المدارس من قبل البعض نتيجة الحرب التي شهدتها محافظة أبين مع عناصر تنظيم القاعدة والتي شردت الآلاف من الأسر إلى مدينة عدن, وكذا نقص التوظيف وفقا للتخصصات والاحتياجات العلمية علما أن التوظيف كان في السابق بطرق عشوائية ويتم بالمحسوبية وليس بالمعايير المطلوبة نتيجة لممارسة الفساد في هذا الجانب مما أدى إلى تعطيل وتردي مخرجات التعليم .
* كلمة أخيرة تود أن توجهها للطلاب ولأوليا الأمور ¿
– الكلمة التي نريد إيصالها للجميع ونقول أن عدن مدينة مشهود لها بأنها المدينة الرائدة والسباقة بالعلم والثقافة والسياسة فعلينا جميعا أن نعيد لعدن اعتبارها ومكانتها التي عرفت به على مستوى الجزيرة العربية وتخرج منها الكثير من قيادات ورجال الدولة , الوطن اليوم عامة وعدن خاصة يعول على الجيل الجديد الذي يجب أن ندفع به وتشجيعه على انتهال العلوم والمعرفة الهادفة وتوعيتهم بأن الأيام القادمة ستكون فيها متغيرات يجب أن نؤهلهم لهذا التغير الذي لا يؤمن إلا بالكفاءات وانه لا بديل غير التعليم وان المستقبل إن شاء الله مرهون بالتعليم والكفاءات مهما كان الأمر.