الشيخ نعيم قاسم: إنّا على العهد يا نصر الله وسنكمل الطريق ولو قتلنا جميعاً
طوفان بشري وحضور دولي كبير في مراسم تشييع شهيدي الأمة نصر الله وصفي الدين
ممثل الإمام الخامنئي: المقاومة في مواجهة الظلم والاستكبار باقية ولن تتوقف
الثورة /متابعات
وسط حضور رسمي وحزبي لبناني ومشاركة دولية واسعة ومكتظة بالحشود المليونية وبمدينة كميل شمعون الرياضية ببيروت، أمس الأحد، وعلى وقع أناشيد الوفاء للعهد والمحافظة على خط المقاومة، جال نعشا الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين .
ورفع المشيّعون أصواتهم بالهتاف: “لبيك يا نصر الله”، و”إنّا على العهد يا نصر الله”، و”هيهات منّا الذلة”.
وفي هذا المشهد العظيم ، نفذت طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” غارات وهمية فوق مراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية والساحات والطرق المحيطة بها.
وفي كلمة له في مراسم التشييع الرسمية للشهيدين، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم : إنّنا نودّع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً وطنياً عربياً إسلامياً ويمثّل قِبلة الأحرار في العالم، “قاد الأمة إلى المقاومة والمقاومة إلى الأمة، وبات كلاهما معه قلباً واحداً”.
وأضاف: “هذا الرجل العظيم ذاب في الإسلام، ذاب في محمد وآل محمد، هو رجل صادق، وفي متواضع، صلب، شجاع، حكيم، استراتيجي، محبوب المقاومين، يثق بالناس ويؤمن بهم، أحب الناس وأحبوه”.
وتابع:”هو قائد العقول والقلوب، موجه دائما لفلسطين والقدس، وله إسهامات عظيمة في إحياء هذه القضية، أصر على البقاء في غرفة عمليات المقاومة لمتابعة المجاهدين، واستشهد وهو في موقع متقدم”.
وتعهّد الأمين العام لحزب الله بحفظ الأمانة والسّير على هذا الخط، وقال: “إنّا على العهد يا نصر الله وسنكمل الطريق ولو قتلنا جميعاً”.
وأضاف: “هنا في هذا المنتدى أريد أن أبايع على هذا الخط، وجمهورك وشعبك يريدون أن يبايعوا على هذا الخط، فقلت: هل نقول يميناً؟ أم يكفي إعلان العهد والبيعة؟ “إنها تظهر لنا أنه إذا أعلنا العهد واستمررنا في ذلك فإننا نستطيع أن نصل إلى هدفنا”.
وتوجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالتحية إلى الأمين العام لحزب الله الشهيد هاشم صفي الدين قائلاً: “اشتقنا إليك يا سيد”.
وأضاف الشيخ قاسم: “إن حشد اليوم هو تعبير عن الوفاء لم يشهد له تاريخ لبنان مثيلاً”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الإسرائيليين خططوا لشن الحرب على لبنان في 11 اكتوبر، وحتى لو لم يشنوا هذه الحرب لاحقاً، فإنهم كانوا ينوون خوض حرب ضد لبنان يوماً ما، لأنهم لم يستطيعوا تحمل هذه المقاومة العظيمة.
وقال: “واجهنا الكيان الإسرائيلي، ومن خلفه أكبر طاغية أمريكا، التي حشدت كل قدراتها لمواجهة غزة وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، أي محور المقاومة الذي التف حول غزة وفلسطين. وكان حجم الجريمة غير مسبوق، لكن أيضاً حجم التضحيات غير مسبوق، تماشياً مع هذا الضغط”.
وأضاف: كان حجم الصمود والاستمرار غير مسبوق، وهذا إنجاز كبير”، مؤكداً القول: “نظمنا صفوفنا، ومقاومتنا البطولية وقفت على الحدود”، مشيراً إلى أن خمسة وسبعين ألف جندي إسرائيلي لم يتمكنوا من التقدم في وجه المقاومة، وكنا نسمع عويلهم عندما يتم الإعلان عن حادثة أمنية في المنطقة الشمالية.
وقال “هذا كان نتيجة صمود المقاومين وعطائهم”، موضحا القول: إن “رجالنا وشبابنا وشعبنا ضحوا، نساءنا وأطفالنا وكل من ضحى”.
وتابع : “يا أهل المقاومة نحن تراب الأرض الصلبة، ومطر السماء الذي يعطي الحياة، وإصرار الحسين على إبقاء الراية خفيفة، ومقام زينب الذي يهز أركان الطغاة والظلام”، أنتم شعب لا يقهر، سنكون معا، سنقاوم معا، سنبايع معا، نحن على العهد يا نصرالله”.
وأضاف: “وافقنا على طلب العدو بوقف إطلاق النار، لأن المقاومة ولبنان ليس لديهما مصلحة في استمرار القتال، حيث لا يتم تحقيق سوى الضرر من دون تقدم سياسي أو ميداني”، بمعنى آخر، أصبح كل أمل بالحسم العسكري مجرد قتل وقتال من دون نتائج حقيقية”.
وقال الأمين العام لحزب الله: “قوة موافقتنا على وقف إطلاق النار في هذه اللحظة المناسبة، والتي لو تأخرت شهراً أو شهرين لما كانت لها نتائج مختلفة”، نحن الآن في مرحلة جديدة”.
واستطرد: “هذه المرحلة الجديدة لها أدوات وأساليب مختلفة وكيفية التعامل معها. والخطوة الأهم التي قمنا بها هي أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من الغزو أو تحقيق أهدافه، لقد أنجزنا الجزء الأول، والجزء الثاني هو مسؤولية الدولة”.
فيما تلا حجّة الإسلام السيد مجتبى الحسيني بيان الإمام الخامنئي في هذه المراسم.
وأكد البيان أن ” المجاهد الكبير، وزعيم المقاومة الرائد في المنطقة، سماحة السيد حسن نصر الله (أعلى الله مَقامَه)، قد بلغ الآن ذروة العِزّة، جثمانه الطاهر يُوارى في الثرى في أرض الجهاد في سبيل الله، ولكنّ روحه ونهجه سيتجلّى شموخهما أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، إن شاء الله، ويُنيران درب السالكين”.
وأضاف “فليعلم العدوّ أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة، بإذن الله”.
وقال: “وأمّا الاسم المبارك، والوجه النوراني لسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه)، فهو أيضًا نجمٌ لامعٌ في تاريخ هذه المنطقة، وقد كان ناصرًا صفيًّا، وجزءًا لا يتجزّأُ من قيادة المقاومة في لبنان”.
وختم رسالته قائلاً: ”سلامُ الله وسلامُ عباده الصالحين على هذين المجاهدين الشامخين، وعلى سائر المجاهدين الشجعان، الذين ارتقوا شهداء في الآونة الأخيرة، وعلى شهداء الإسلام جميعهم. وأخصُّكم بسلامي، يا أبنائي الأعزاء، شباب لبنان البواسل”، وفق موقع قناة المنار.
وكانت قد بدأت مراسم التشييع عند الساعة الواحدة ظهر امس في بيروت واستكمل بعد الصلاة على الجثمانين نحو موقع دفن الشهيد السيد نصر الله، على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما من المقرّر دفن السيد الشهيد صفي الدين، اليوم الاثنين، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوبي لبنان.
وشهد التشييع حشود مليونية غفيرية احتشدت في المدينة الرياضية وفي الشوارع المحيطة منذ ساعات الصباح. ووصف مشهد القادمين إلى مكان المراسم وفي الشوارع المحيطة بـ”زحف بشري” من كلّ المناطق، فيما أظهرت المشاهد الجوية حشوداً ضخمة من البشر ضجّت بهم المدينة الرياضية، والطرقات المؤدية لها وعلى طول الطريق إلى مكان الدفن.
وحضرت شخصيات ووفود رسمية من لبنان والخارج، إذ أكدت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة “نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية”. وأفاد المنظّمون عن حضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران والعراق ودول أخرى.