د.محمد معمر عبدالوهاب❊ –
> أصبح من الضروري بمكان أن تعاد صياغة الإعلام العربي بأسلوب جديد وميثاق شرف واضح كي يعيد هذا الإعلام للطريق السوي .. فالإعلام العربي أو أغلبه يفتقد للمصداقية يوما◌ٍ بعد يوم¡ وبالتالي يخسر من رصيد جمهوره فالثقة والمصداقية هما رأس مال أي وسيلة إعلامية وحين يفقدهما فإنه يصبح إعلاما◌ٍ متخبطا◌ٍ ويتحول إلى صدى غير قابل للاستمرارية والحياة .
أعود للقول : نحن بحاجة لتصحيح مسار الإعلام العربي وحماية المواطن العربي من كم المعلومات والأخبار البعيدة عن الصحة وهذا يسمى غشا◌ٍ إعلاميا◌ٍ وتحت مبرر التباهي بالسبق الصحفي يتم تزوير الحقائق ومسخ الحقيقة ..فالإعلام مثل السلعة إذا جرى تغيير موعد انتهاء الصلاحية تصبح سلعة غذائية فاسدة غير صالحة للاستخدام الآدمي والمادة الإعلامية عندما تتعرض للتشويش المقصود فإنها تصبح مشوهة تنعكس سلبا◌ٍ على المواطن¡ ولهذا فإن حماية الناس منها يتطلب ميثاق شرف حقيقيا◌ٍ يتم الاتفاق عليه وتوقيعه يلزم الوسائل الإعلامية بالثوابت الأخلاقية والقانونية حتى لانقتل روح الأمة ونهدر الطاقات الفكرية والإنسانية فالإنسان العربي بحاجة إلى إعلام متزن وصادق لايذهب للتطبيل والمسايرة للقادة والزعماء ولكن إلى تقديم الحقائق والمعلومات الدقيقة حتى لانفقد الجمهور ونجعله يتجه إلى وسائل الإعلام الأجنبي للحصول على المعلومات والأخبار في عالم مفتوح ومليء بالفضائيات والصحافة والانترنت.
دور الإعلام هو دور تنويري للمجتمع وأداء للبناء الخلاق لا للهدم والتجهيل .. وحتى نكون صادقين علينا أن نرسي قاعدة تطوير مدارك الإعلام ي وتوسيع أفقه المعلوماتي واطلاعه على أحدث النظريات الإعلامية التي تساعده في تطوير ذاته وقدراته الإبداعية وأجد نفسي مستغربا◌ٍ عندما أقرأ خبرا◌ٍ في احد المواقع الإعلامية أو في صحيفة عربية لايكتمل فيها تسلسل القصة الخبرية لتقديم مادة متكاملة تشبع رغبة القارئ وتقدم له المعلومة وفق طرح متسلسل يجيب على الأسئلة الصحفية المحددة للخبر.. وتحضرني مقولة قديمة مفادها: «إن الطبيب عندما يخطئ في عملية جراحية فإنه يقتل مريضا◌ٍ واحدا◌ٍ ولكن الصحفي عندما يخطئ في عمله فإنه يقتل شعبا◌ٍ بكامله» ولنا وقفة تأملية لهذه المقولة .. والله الموفق.
alshamiry1@hotmail.com