الإرهابيون يستغلون المواد الكيميائية مزدوجة الاستخدام في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة


العاملون في المعامل والمستشفيات والمصانع الأكثر تعرضاٍ لخطر المواد الكيميائية
تم إقرار قانون .. لكن لا توجد خطة وطنية للتعامل مع هذه المواد الخطرة
التعامل مع المخلفات الكيميائية يتم بطريقة بدائية.. ولا بد من توفير أحدث المحارق للتخلص منها
أصبحت المواد الكيميائية بكل عناصرها ومكوناتها جزءاٍ أساسياٍ ورئيسياٍ في استخداماتنا الحياتية بمختلف جوانبها ..فما من جامعة أو مصنع أو مشفى إلا ولهذه المواد حيز كبير في مهام ووظائف عملها إلا أن هذه المواد الخطيرة قد تتحول في حال الإهمال إلى مواد ملوثة وخطيرة تهاجم بيئة الإنسان بشراسة فبعد أن تكون مخلفات ?تجد التصريف الآمن, ينتهي بها الحال إلى شبكة الصرف الصحي أو مكبات القمامة, وفي كل هذا تأثير مباشر على صحة وسلامة المجتمع علاوة على ذلك عدم انتشار الوعي الكافي لدى العاملين والكادر المتعامل مع هذه المواد كذلك سوء تخزينها وبيعها بطريقة عشوائية وعدم وجود التنظيمات واللوائح التي تنظم تجارتها بالإضافة إلى وجود النية المبيتة والمسبقة من قبل العناصر الإرهابية في استخدام العناصر الكيميائية المزدوجة الاستخدام في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة ومن ثم تهديد أمن وسلامة المجتمع كل هذا وأكثر طرحناه على طاولة الدكتور محمد هاشم أستاذ تلوث البيئة وتحليل المبيدات بجامعة صنعاء مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة الأسلحة الكيميائية في وزارة الخارجية.. إلى التفاصيل:

* عقدتم مؤخرا ورشة تدريبه وتوعوية لأكثر من 50 كادراٍ كيميائياٍ ومتعاملاٍ مع المواد الكيميائية ما الخطر المحتمل الذي قد ينتج عن هذه المواد على صحة الإنسان¿
– الورشة كانت بعنوان (مخاطر إدارة المواد الكيميائية) وتناقش المشاكل الخاصة بسوء استخدام المواد الكيميائية التي هي بشكل عام مواد سامة سواء كانت بتركيزات منخفضة أو بتركيزات عالية وهذه المواد تتراكم على مناطق مختلفة من الجسم كالكلى والكبد وتتسبب بظهور الأورام والاختلالات في الغدد الجنسية وهذه الأعراض تنتج عن السمية المنخفضة فيما تؤدي السمية العالية إلى أعراض مباشرة تظهر بوضوح فيتم إسعاف المريض وقد يتم إنقاذه فيما تؤدي السمية المزمنة إلى تراكم الأعراض خلال سنوات وقد ?ينفع معالجتها ومن المفترض بأن من يعمل في المصانع والمستشفيات والمعامل في الجامعات شخص مؤهل قادر على حماية نفسه.
المواد المزدوجة
* بالتأكيد لديكم هدف رئيسي من قرع جرس خطر هذه المواد في هذا التوقيت الذي نرى فيه تغول الإرهاب¿
– لقد أهلنا 55 كادرا من القطاع العام والخاص والأكاديميين من مختلف محافظات الجمهورية وهؤ?ء قدموا من مصانع وجامعات ووزارات وهدفنا الرئيسي هو نشر الوعي بمخاطر المواد الكيميائية وحماية العاملين في المنشآت الصناعية والمختبرات كذلك حماية المواطن من العابثين بالمواد الكيميائية فمن المعروف بأن وجود النية السيئة المسبقة لدى الجماعات الإرهابية قد تجعلهم يستخدمون المواد المزدوجة الاستخدام في صناعة المتفجرات.
الخطر الأكبر
* وكيف يستطيع هؤ?ء الإرهابيون الوصول إلى هذه المواد الخطيرة¿
– يحصلون عليها من العاملين في المصانع والمعامل أو التجار وقد تكون بطريقة غير مباشرة أو أنها قد تْسرق من المخازن أو يتم شراؤها عبر عدة أماكن ويتم تركيبها بعد ذلك والوضع الآن يفرض على التجار والمعامل والمستشفيات والمصانع بأن يؤمنوا مخازنهم وأ? يصرفوا هذه المواد إلا بحسب الحاجة و ?يستوردوا إلا بالقدر المطلوب ومن أكبر الأخطاء هو تكديس هذه المواد في المخازن لأنها قد تتعرض للانتهاء وبالتالي يسهل على الجماعات الإرهابية الحصول عليها كما أنه لابد من تعزيز الناحية الأمنية حول هذه المنشآت بحيث ?يستطيع أي مغرض الدخول إليها ونهب محتوياتها.
خطة وطنية
* هل هناك قانون يوضح أسلوب التعامل مع المواد الكيميائية¿
– للأسف هناك قصور في ضوابط وتشريعات التعامل مع هذه المواد وآخر تشريع يخص هذا الموضوع أقره البرلمان ورئيس الجمهورية في نهاية يناير 2014م, وهذا القانون عالج القصور ونحن موقعون على اتفاقيات ومعاهدات دولية وهذا القانون سيمثل دفعة قوية أما في ما يتعلق بالضوابط المحلية نحن إلى الآن نفتقر إلى خطة وطنية للتعامل مع المواد الكيميائية و?بد من تطوير التشريعات لتواكب تسارع الأحداث والتطور الحاصل في مجال الكيمياء كذلك التطور في أسلوب الجريمة.
الأسمدة والتفجيرات
* ما هي المواد الأكثر خطورة والتي قد يلجأ إليها الإرهابيون في صناعة المتفجرات المحلية¿
– أكثر المواد التي قد يلجأ إليها المجرمون هي الأسمدة التي تستخدم في تغذية التربة ونحن نعلم بأن تدهور حالة التربة في اليمن جعل المستوردين يدخلون إلى البلاد الأسمدة الكيميائية الأكثر فاعلية في التفاعل مع التربة وهي عبارة عن عناصر مزدوجة العنصر وبالإمكان استخدامها في الأعمال التخريبية وهي متاحة وخطورتها تكمن في أن تجارتها مسموحة كما أنها تستورد بالأطنان ونحن نؤكد بأنها تستخدم في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات أيضا توجد مادة أخرى تساعد في نفس الغرض وهي (الكلور) هذه تدخل في استخداماتنا اليومية كالغسيل والتنظيف وللعلم والإحاطة اليمن تستورد مواد ومنتجات تحتوي على 200 مادة مزدوجة الاستخدام قابلة للإضافة والتركيب مع مواد أخرى.
أمراض فتاكة
* ماذا عن مخلفات مراكز معالجة السرطان وما تحويه من مواد إشعاعية وكيميائية خطيرة¿
– قمنا بعمل دراسة كاملة حول هذا الموضوع وأكاد أجزم أن التعامل مع هذه المخلفات في المستشفيات يتم عن طريق عمال النظافة الذين يذهبون بهذه المخلفات الخطيرة إلى مقلب الأزرقين شمال أمانة العاصمة وقد سبق لنا وأن حذرنا من خطورة هذا الأمر فمن المعروف بأن مكبات القمامة يكثر حولها النباشون والقطط والكلاب وهذه بدورها تنتقل إليها أشد الأمراض فتكاٍ عبر ملامسة هذه المخلفات وعند اختلاطهم مع افرد المجتمع في المدينة ينقلون المرض في كل مكان وبالفعل تعتبر هذه الطريقة متخلفة وتضر بصحة وسلامة المجتمع والطريقة السليمة هي إيجاد محارق للمخلفات في المستشفيات حيث يوجد من المحارق نوعان نوع يتم فيه حرق المخلفات عند درجة حرارة تصل إلى 800 درجة مئوية لكن الغاز المتصاعد يلوث البيئة ويصيب الإنسان بأمراض خطيرة ونوع جديد آخر يحتوي على غرفتين الأولى تصل درجة حرارتها إلى 800 درجة مئوية والثانية تعمل على فلترة الدخان المتصاعد من الغرفة الأولى في درجة حرارة تصل إلى 1300 درجة مئوية وقد قمنا بتركيب محرقة من هذا النوع في المستشفى العسكري في الحديدة حصلنا عليها عن طريق معونة ألمانية كما تم تركيب ثلاث محارق أخرى لكنها صغيرة الحجم في الأدلة الجنائية بالأمانة.
خطر ماحق
* ماذا عن إجراءات الحماية للعاملين في المختبرات والمصانع والمستشفيات الذين يتعاملون مع كثير من المواد الكيميائية الخطرة¿
– هناك إهمال واضح في الوقاية الصحية للكادر العامل في المنشآت والمصانع والمعامل والكثير منهم ?يستخدمون الملابس الوقائية (بي تي إي) وهذه البدلة تغطي كل أعضاء الجسم وفي حال كانت غير أصلية أو ليست مطابقة للمواصفات فإنها تؤثر تأثيرا مباشرا على العامل وهو في الأصل رأس مال وطني كما شددنا مرارا وتكرارا على ضرورة تعزيز النواحي الآمنة للعاملين كالطبقات العازلة و?بد من أن تكتمل في المعامل شروط الأمن والسلامة.
طرق بدائية
* هناك من يقول بأن الجامعات والمصانع تتعامل مع مثل هذه المواد بطريقة بدائية..ما تعليقك¿
– نحن نزلنا وتأكدنا من صحة هذه المعلومات فالمواد الكيميائية يتم تصريفها بطريقة بدائية جدا والمصانع ذاتها تفرغ هذه المخلفات إلى أحواض لكي تتبخر وفي تبخرها خطأ فادح حيث أنها تتحول إلى مواد أشد سمية وهناك من يستنشق هذا البخار وهذه الأبخرة سم قاتل وهناك أمر أشد فظاعة وطالما حذرنا من خطره ويتمثل في تكديس المواد الكيميائية في مخازن ومعامل الجامعات وقد تكون بكمية أكبر من اللازم وهذه المواد تتعرض إلى الانتهاء فتصبح كابوسا وعبئا على هذه المعامل فيبدأون باالتفكير في كيفية التخلص منها و?يجدون أمامهم إلا تلك الطرق البدائية التي تؤثر على البيئة والإنسان.

قد يعجبك ايضا