طوفان الأقصى معركة الامة الإسلامية حيث استطاعت اليمن من خلال اسناد أهلنا في قطاع غزة المحاصر ان تكون في صدارة الأمم التي تنتصر لقضية المقدسات ..
الثورة /أمين العبيدي
البداية قال الأخ شهاب الرميمة: عملية طوفان الأقصى المباغتة كسرت القواعد العسكرية الكبيرة وأظهرت هشاشة الاستخبارات العسكرية للكيان الغاصب وعرت قوة الجيش الصهيوني وأربكته من هول الطوفان الذي جرفه وبعثر كيانه.
قتلى وأسرى بالمئات للجنود وقاداته، هروب جماعي للمستوطنين الغاصبين، رعب وفزع، خوف، ذلة ومسكنة، برزت للعلن وبانت للحلفاء والمطبعين، وظهر الكيان بصورته الحقيقية ضعيفاً هشاً، محطماً، تحطمت آماله ودُمّـرت أحلامه الوهمية في قيام دولة صهيونية يهودية غاصبة عاصمتها القدس.
صوت الطوفان كان له صداه في أرجاء المعمورة بكلها، وأحدث هزة داخل أروقة قصور الأعراب “الحكومات المطبعة” وأرق مضاجع قاطنيها ونثر حساباتهم وخلط أوراقهم؛ وهم يرون طوفان الأقصى ومعهم محور المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران ومن معهم من أحرار الأُمَّــة يحدقون بأعينهم بنظرات استحقار نحو عناكب التطبيع “الحكومات المطبعة” ودعاته وسماسرته ومسوِّقي التهويد، ومن الشعوب الحرة أصوات نحوهم مفادها، جلبتم لأنفسكم الخزي والعار وتصدرتم مشهد الخيانة للقضية العربية والإسلامية.
البحر الأحمر موقع استراتيجي
الى ذلك تحدث الأخ محمد الصالحي قائلا : منذ عقود مضت احتدم التنافُسُ الدولي والإقليمي للتواجد في البحر الأحمر الذي يمتلكُ أهميّةً استراتيجيةً كبيرة؛ نظراً للموقع الجغرافي الذي يتمتع به؛ فهو يربط بين بحر العرب والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب؛ وهو ما جعله محلَّ أطماع القوى الدولية الطامعة في السيطرة على حركة الملاحة البحرية في العالم.
وقد ارتبط البحر الأحمر بالأمن القومي الإسرائيلي منذ نشأة الكيان، حَيثُ يقول بن غيريون -أول رئيس وزراء للكيان: (إنني أحلُمُ بأساطيل داوود تمخَرُ عباب البحر الأحمر).
ولهذه الأهميّة كانت الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر، فاحتلّ كيان العدوّ الصهيوني منطقة أم الرشْراش الفلسطينية (ميناء إيلات) عام 1949م.
وتهدف إسرائيل من تواجدها في البحر الأحمر إلى كسر الحصار عليها والخروج من عزلتها ولتدعيم أهميّة ميناء أم الرشراش (إيلات) المنفذ الوحيد لها على البحر الأحمر.
وقد اتخذ التواجد الإسرائيلي في منطقة البحر الأحمر أشكالاً مختلفة منها التواجد المباشر والتواجد غير المباشر من خلال تطبيع العلاقات مع دول القرن الأفريقي، فقد نجح في استثمار علاقته مع إثيوبيا قبل انفصال إريتريا عنها، بالحصول على جزيرة دهلك في البحر الأحمر عام 1975م ليقيم أول قاعدة عسكرية، وتلا ذلك استئجار جزيرتي «حالب وفاطمة»، ثم سنشيان ودميرا.
كما أن التواجد الإسرائيلي في البحر الأحمر يؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي للجمهورية اليمنية، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها بجيرانها من دول القرن الأفريقي خَاصَّةً، ففي عام 1995م وبإملاء ودعم من الكيان الصهيوني، قامت إريتريا باحتلال جزيرة حنيش اليمنية، لتشهد بعدها منطقة جنوب البحر الأحمر نشاطاً عسكريًّا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية؛ بهَدفِ إنشاء محطة مراقبة لاسلكية فيها لمراقبة السفن في الممرّ لما تملكه من موقع استراتيجي يضمن اتصالات بحرية وجوية بإفريقيا والشرق الأقصى.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، عززت الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها في منطقة البحر الأحمر بحجّـة حماية طرق الملاحة الدولية في إطار حملتها على ما سمّي (الحرب ضدّ الإرهاب)، فأصبح هناك تمركز صهيوني إلى جانب التمركز الأمريكي في أرض الصومال وجيبوتي.
ومع اللحظات الأولى لانتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر استشعر الكيان الإسرائيلي خطورةَ إحكام السيادة الوطنية على السواحل اليمنية وخَاصَّةً مضيق باب المندب.
لذَلك كان من الأهداف الرئيسية للعدوان على اليمن السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل والجزر اليمنية، لإقامة القواعد العسكرية في الجزر اليمنية وأبرزها أرخبيل حنيش وميون، وجزيرة سقطرى للسيطرة عسكريًّا ونارياً على الممر الدولي للملاحة البحرية بين شرق آسيا وإفريقيا.
العَلَمُ القائدُ في تمام عام الطوفان: يجبُ أن نُعِــدَّ للقيامـةِ جوابـًا
وتقول هنادي محمّد: أطلَّ قائدُ الثورة سماحة السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -يحفظُه الله ويرعاه- في خطابه بمناسبة تمامِ عامٍ على عملية (طوفان الأقصى) المقدّسة، وافتتح حديثَه بسرد إحصائيات إجمالية لحجم الإجرام الصهيوني على قطاع غزة من حَيثُ عدد الغارات والشهداء والجرحى والمفقودين، وأوضح الدورَ الذي تقومُ به أمريكا في مساندتها لـ “إسرائيل” منذ اليوم الأول من (طوفان الأقصى)، وقال بأنها من تصنع وتموّلُ المآسيَ لأكثَرَ من نصف قرن.
السيدُ العَلمُ عرض بعضَ المقولات والعقائد اليهودية التي يتقوّلون بها ويدّعون بأنها وردت في كتبهم ليضفوا شرعية على أعمالهم الإجرامية لو لم يكن منها إلا قولهم: (لا تبقوا نَفْسًا على قيد الحياة)..!، كما أنهم يطلقون على حربهم ضد البشرية بالحرب المقدَّسة!
وأمامَ العدوان الظالم ضد الشعب الفلسطيني، أشاد السيدُ القائد بصمود المجاهدين والأهالي في غزة وقال بأنه صمود تاريخيّ لا مثيل له.
وفيما يَخُصُّ عملية (طوفان الأقصى)، وبعد عرضه لأفكار ومعتقدات وإجرام العدوّ الإسرائيليِّ، يُعيدُ سماحة السيد القائد تأكيد ما قالهُ في أول خطابٍ له عقب العملية المباركة، بأن عمليةَ (طوفان الأقصى) كانت ضرورة بكل ما تعنيه الكلمة وفي إطار الحق المشروع للشعب الفلسطيني، خُصُوصاً بعد محاولات تغييب القضية الفلسطينية تحت مُسَمَّى التطبيع وتتابع الدول في ارتمائها للحضن الصهيوني، وبعد مرور عام على الطوفان الذي حقّق نجاحاتٍ كبيرةً أنهكت العدوّ الإسرائيليّ وداعميه من الغرب الكافر، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا المتصهينون والجاحدون والمنافقون، وكانت ضربة قاسية وجّهت للعدو الإسرائيليّ ولا يمكن أن تُمحى من ذاكرتـه!
وذكر في كلمتـهِ بأنَّ هناك تقاريرَ غربيةً تقول بأنَّ إسرائيل تسعى لتغيير موازين القوى في المنطقة والقضاء على مشروع الدولة الفلسطينية والمقاومة في غزة وإحداث انقسامات في الدول العربية، وغير ذلك من مخطّطاتهم الجهنمية التي خُلاصتها أن يكون هذا الكيان المشؤوم هو المسيطر والمهيمن، عقب هذا العرض يؤكّـد سماحته بأن حتمية زوال الكيان المؤقت من الثوابت الدينية والقرآنية، وهم يدركون هذه الحتمية بدليل قول النتن ياهو: (سأجتهد حتى تبلُغُ إسرائيلُ عيدَ ميلادها المِئة).
وأمام الخِذلان والإقصاء والتغييب والإجرام والدماء التي تُسفك ليلًا ونهارًا، يؤكّـد قائدُ الثورة بأن كُـلّ من سمع وشاهد ما يجري مع إخوتنا في فلسطين ليس معفيًا عن المسؤولية، وعلينا جميعاً أن نُعِدَّ للقيامـةِ جوابـًا.. والعاقبةُ للمتّقين.