أشياء كثيرة تثير عنفوان السعادة والسرور عند العيد, وفي المقابل أشياء تطرق أبواب العيد مصاحبة ثورة من الحزن والألم والاقتتال اليومي.
بالأمس, لم نكن نعي حقيقة: متى تسعد أمتنا العربية¿ والتساؤل ذاته ما يزال يتردد صداه في الأذهان.
كيف يمر يوم كهذا على باقي أجزاء الوطن العربي ¿
اليوم صارت ظروفنا متشابهة, أوجاعنا, يومياتنا.. تلويحات مريبة تنتظرنا, وجع نشعر بتموضعاته , لتبقى المسافات الزمنية والقياسية أقرب للحقيقة, أصدق من الواقع, نعيش تحت سماء واحدة, نرى الطرق الأخرى المؤدية إلى طريق العيد..
العيد ذلك الرمز الذي ظل لوقت قريب مرسال الأخوة والإتحاد, لكنه يختلف في ملامحه من بقعة إلى أخرى, ومع تكرار الحدث تظل المناسبات الماضية هي ذاتها في حقيقة الأمر, إلا أنها تختلف في طقوسها المحكي عنها من بلد لآخر.
عيد الفطر له نكهة خاصة به مرتبطة بإتمام الصيام والقيام في رمضان آخر عشناه ونعمنا بخيراته وبركاته, وهو الشهر الأكثر روحانية وقداسة عند المسلمين جميعا.. شهر الطاعة والعبادة والرحمة والنصرة والتكافل والضياء
لكنه عندما يبتعد عنا لا يغتالنا عنوة بل يدخلنا ضمن مقدمات طويلة وأسئلة موجعة تباغتنا بينما لا نملك إجابة أمامها: كيف عاشت بلدان ومدن عربية أيام وليالي رمضان¿ كيف صمتت العروبة وشاخت قبالة سماء غزة التي أمطرها العدو الإسرائيلي بلا هوادة¿ كيف¿ وكيف¿ وكيف¿…
فقط لا ننسى إخواننا المتضررين في كل بقاع الأرض , سواء من أغرقتهم الحروب الطاحنة .. الجوع والخوف .. التشريد والتهجير.
لن ننسى كيف يمر عليهم يوم العيد, لن نتجاهل فقدانهم لمذاق السعادة والأمن والراحة,ولا نملك سوى الدعاء لهم بين يدي المولى عز وجل أن يمن عليهم بالخير والأمن والأمان, ويجنبهم الفجائع والكوارث والمعارك إنه مجيب قريب مطلع على أمور عباده, واهب لا كريم سواه .
كل عام وبلادنا تنعم بخير واستقرار وعطاء ومصالحة لأجل تطلعاتنا ولنمضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل, التي بدون تنفيذها سنظل في دائرة الفجيعة وانهزامات الانعتاقة المتعثرة!
كل عام وغزة صامدة, مستبسلة, منتصرة, ولا نامت أعين الجبناء والعملاء معا.
Prev Post
قد يعجبك ايضا