الدكتور اسماعيل النجار.. روائي.. تنساب الروائع من انهار إبداعه

 

الثورة / محمد القعود

هو من طبقة الكتاب المبدعين المرتبطين بواقعهم وتطلعه وآماله المنطلقة به نحو الأجمل والأبهى.
تقرأه فتجد في حروفه وسطوره وإبداعاته ما يجعلك تغوص في بحور إبداعاته بلذة ومتعة وشغف لا حدود له.
يا له من مبدع جميل..استطاع من عبر قوالبه القصصية الجذابة والشيقة ان يشدك اليها ..ويغمرك بها.. بمهارة متقنة وبنفس طويل في الكتابة المبهرة المتقنة.. غزارة وكثافة في التفاصيل واثاث الواقع والبيئة والأحداث والشخصيات ومفردات سردية القصة والشخصيات ومحمولاتها ومدلولاتها.
قاص مبدع كبير جاء الى عالم القصة بموهبته وإبداعه كاملة الأوصاف، جاهزة التناول والتلقي وهضمها بكل سهولة ومتعة.. لم يأت بمواصفات ومقامات أيديولوجيات ،تدفعه زفة من إياها..انما موهبته فقط هي من قدمته إلى القارئ ..قدمته بكل إبداعه الجميل الخالي من أي إضافة أو القاب عابرة للورق والمجاملات.
قدمته كقاص كبير وعظيم ومشروع يقف على ناصية مبهرة.. وعلى مذهب واقعي في الأدب.. فهو وبحق كروائي وقاص يمثل الواقعية الجميلة في ابهج مراحلها.. وهو يعد من كتاب القصة الكبار المميزين في مسار السرد اليمني ..عندما تتوغل اكثر في تقنيات السرد وفنياته.. في روعاته وسهولة انسيابيته وتلقائيته المفعمة بفن وروح ابن البلد..وحرفنة ابن مدينة(إب) الساحرة.
***
أتحدث هنا عن الدكتور اسماعيل محمد النجار، الروائي والقاص، الإنسان الرائع ، الذي يتميز بكل ما في الإنسان من طيبة وسمات غاية في الجمال والروعة.. أتحدث هنا عن الفنان المبدع الذي قدم للمكتبة وللقارئ اليمني اكثر من عشر مجموعات من القصص والروايات التي تتنفس وتشهق بنفس وضمير يماني.. ممتدة فوق ارض الوطن..
وفيها عالج وناقش وتناول نفسية الإنسان وواقعه وأحلامه والأمه الإنسانية..
***
تجد في إبداعه القصصي ما يشدك بقوة اليه بصورة ممتعة ومدهشة.. تجعلك تلتهم سطوره بوعي ومعرفة، وتسعى إلى الاستزادة منها بكل شوق ورغبة.. ففي هذا الإبداع ستجده يطوف بك قرى ومحافظات وربوع اليمن.. عبر قصص وروايات واقعية.. أبطالها شخصيات منوعة تنتمي لهذه الأرض الطيبة.. فلاحون.. مهاجرون.. عمال.. مرضى.. اصحاء.. تجار.. شخصيات بارزة.. ناجحة.. ناجحة وفاشلة.. ذكريات مفرحة ومؤلمة.. لكل شخصية مسارها ..في الحياة وفي عالمها الواقعي والخيالي..
وستجد في إبداعه الخصب قصصاً واقعية من التراث الشعبي، جاءت في قالب أدبي مشوق وبديع.. وقصصاً تشعر بأنها قريبة منك ومن محيطك ..ولكنها بأسماء مستعارة..،!!
بل ستتعرف على الوقائع التاريخية والاجتماعية لهذه الشخصيات المشهورة ذات حين.. مثل شخصية (سعيد البس) وغيرها من الشخصيات المشهورة وغير المشهورة!!
***
وعن كتابته الجميلة يقول الدكتور اسماعيل النجار:
أبطال رواياتي أو قصصي أشخاص وأماكن حقيقة، بينما المدرسة الخيالية أبطالها العفاريت أو الأرواح الشريرة ، وأماكنها مخفية، وتستحضر الغيبيات، ولا يعني التقليل من شأنها،. وجميع رواياتي وقصصي ترصد واقع الحراك الاجتماعي وتفاصيله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من أسماء وشخوص، وأزقة وشوارع وساحات عامة، وتصويرها في مشهد أو عدة مشاهد قد تختلف في المكان أو الزمان ،وتعاد للناس ليروا أنفسهم ومحيطهم في الرواية أو القصة..
وعن تميز روايته وقصصه يقول:
تمتاز رواياتي وقصصي الواقعية بالتالي:
* سهولة اللغة وابتعادها عن التكلف أو الإطالة والابتذال.
*أسلوبي الفني يكمن في وصف وتصوير عالم يشبه الواقع، رسمه وتقديمه بشكل روائي أو قصصي، وجعل القارئ يعايش الحدث وكأنه جزء منه.
*التركيز على القيم الجمالية للفكرة والمضمون والأسلوب الفني، وترك التفاصيل التي ليس لها قيمة.
*استخدمت أسلوب التحليل وسبر أعماق النفس البشرية.. مع بيان السبب والنتيجة.
*رسم النماذج الإنسانية المختلفة وتداخل الشكل الفني مع المحتوى، والاهتمام في ربط العاطفة بالنفس الإنسانية، مع الاهتمام بالتشويق والاثارة الحسية».
ويضيف :
«*ما أكتبه من روايات وقصص يقوم على التنوع المناطقي، ليشمل معظم مناطق اليمن من تميز في العادات والتقاليد، والخصوصيات المرتبطة بالجغرافيا والتراث، وإبراز السمات العامة للهوية اليمنية.
*أسلوبي في الرواية أو القصة يغلب عليه الروي في السرد اكثر من الحوار المتبع في المدرسة الكلاسيكية، ولذا تسمى مجموعاتي بالقصصية الروائية».
***
ايها الحكاء البديع.. الروائي والقصصي الجميل.. السارد المذهل والساخر والساحر المدهش.. كم نحتاج اليك والى إبداعك الرائع ..المبلسم لكل أوجاع وأتعاب الروح والجسد..
هذه سطور عجلى عن مبدع كبير.. أخطها هنا.. مع اعتذاري الشديد لتقصيري الواضح وكتابتي السريعة، ولعل حالتي الصحية تعذرني في ذلك.

تصوير/حامد فؤاد

قد يعجبك ايضا