مدير عام الصيانة بمؤسسة الطرق والجسور لـ “الثورة “: آثار العدوان والحصار على شبكة الطرق لاتزال تمثل تحدياً كبيراً أمامنا
الثورة / يحيى الضلعي
يرتبط نمو الاقتصاد الوطني بمدى توفر شبكة الطرق في المدن وبين المحافظات، كون الطرق أساسية في عملية النمو والتطور وتوفر فرص العمل والخدمات الاجتماعية تعليمياً وصحياً..
فالطرق تفتح المزيد من المجالات التنموية وتحفز التنمية الاقتصادية أكثر..
وبكل تأكيد فإن الطرقات تشيخ وتهرم كونها ترتبط بعمر محدد تتطلب تنفيذ أعمال للصيانة لتجديدها وتحديثها..
فالصيانة الكافية للطرق أولاً بأول أمر ضروري ومهم للحفاظ على الفوائد الناتجةـ اقتصادياً واجتماعيا – عن شبكة الطرق، وأي تأخير أو إهمال ينتج عنه تدهور يصعب إصلاحه، ويكلف التنمية والاقتصاد خسائر كبيرة..
فكلما كانت صيانة الطرق مناسبة وفي الوقت المناسب تنعكس إيجاباً على مستوى تحسين الخدمات للمواطنين أصحاب المصلحة الحقيقية من شبكة الطرق ، لأن البنية التحتية للطرق أصل مالي للاقتصاد والمجتمع..
التدهور المستمر في شبكة الطرق فرض على المؤسسة العامة للطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق والإدارة العامة لصيانة الطرق وضع استراتيجية تتضمن طرقاً علمية وخططاً وبرامج تعتمد على الميدان من خلال جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بشبكة الطرق وتحليلها ومن ثم وضع معايير لاتخاذ القرارات وأولويات الصيانة لأجزاء شبكة الطرق وأساليب الصيانة المقترحة لكل جزء..
نجاحات وإنجازات
وشهد العام المنصرم 2023م حزمة كبيرة من المشاريع التي نفذتها الإدارة العامة لصيانة الطرق، وبدعم من قيادة المؤسسة العامة للطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق، حيث شملت أعمال الصيانة إلى جانب الحالات المدروسة ميدانياً، الحالات المستعجلة والطارئة، في حال حصول انهيارات أو تلف مفاجئ في الطرق أو الجسور أو قنوات التصريف وأعمال الحماية الجانبية نتيجة الظروف والأحوال المختلفة، حيث يتم التعامل معها فوراً وحسب ما تستدعي الحالة للمحافظة على سلامة الطرق..
خطط طموحة
يؤكد مدير عام الصيانة بمؤسسة الطرق والجسور المهندس عبدالقادر محمد بادي أن العدوان والحصار على بلادنا خلف آثاراً كارثية على شبكة الطرق سواء التي داخل المدن أو التي تربط بين المحافظات..
وأشار إلى أنه رغم التحديات الكبيرة الناتجة عن العدوان وتداعياته إلا أن قيادة المؤسسة العامة للطرق والجسور وقيادة صندوق صيانة الطرق تبذل الجهود الجبارة لتذليل الصعوبات لتقوم الإدارة العامة لصيانة الطرق بمهامها ..
وبخصوص خطة العام الجديد 2024م قال المهندس بادي: ” المؤسسة وضعت خطة مبنية على دراسات ميدانية لواقع شبكة الطرق وما تتطلبه من صيانة “..
وأضاف :” لدينا خطة طموحة تم فيها تحديد المبالغ الإمكانات المتاحة لبناء وترميم وإصلاح كنوب فروع ومراكز الصيانة وتوفير مخزونات احتياطي من مادتي الإسفلت والديزل وشراء قطع غيار للمعدات بالإضافة إلى تركيزها على أهمية تدريب وتأهيل الكادر العامل في فروع ومراكز الصيانة بالإضافة إلى أننا نسعى لاستكمال برنامج شراء المعدات الناقصة وقد تم تحديد المعدات التي تحتاجها الفروع كأولوية ملحة “..
العدوان وصيانة الطرق
وأشار المهندس عبدالقادر بادي إلى اهتمام القيادة السياسية والحكومة ببرامج صيانة الطرق والجسور ومتابعتهم المستمرة لمستوى التنفيذ والتأهيل باعتبار الطرق شريان الحياة لإيصال الخدمات وتحقيق التنمية بمختلف المجالات في كل المحافظات والمديريات..
واستعرض المدير العام الأسباب التي فاقمت الأضرار في شبكة الطرق والتي منها العدوان والحصار على اليمن وما نتج عنه ولا يزال من استهداف مباشر وغير مباشر للجسور والطرق والعبارات، إضافة لأسباب أخرى كالأحمال الزائدة للشاحنات والقاطرات والمركبات المختلفة، وكذلك الأمطار والسيول..
مشدداً على أهمية الصيانة المناسبة في الوقت المناسب لأن التأخر في إصلاح الأضرار يؤدي إلى تدهور أكبر وأوسع يصل حد خروج الطرق عن الخدمة السليمة..
صيانة متعددة
وعن الجهود التي قامت بها الإدارة العامة لصيانة الطرق خلال العام الماضي قال المدير العام : ” رغم الظروف التي تمر بها بلادنا وما نتج عنها من شحة الإمكانات إلا أن ما تحقق في مجال صيانة الطرق والجسور الشيء الكثير والمهم من خلال عشرات المشاريع في أمانة العاصمة وبقية المحافظات”..
موضحاً أن المشاريع التي تم تنفيذها ركزت على أعمال الصيانة بأنواعها المتعددة كالصيانة الروتينية والوقائية والطارئة والإنشائية..
ولفت إلى أنه ورغم شحة الإمكانات فقد حرصت الإدارة العام الماضي على صيانة المعدات سواء في فروع ومراكز الصيانة أو في الإدارة العامة وكذلك إصلاح معدات متوقفة منذ فترة وتفعيلها في أعمال الصيانة تلبية لاحتياجات الميدان..
واستطرد قائلاً: ” استطعنا إصلاح العديد من كنوب ومواقع المؤسسة وتأثيث الكثير منها بالإضافة إلى تصنيع بيوت متنقلة لمواقع العمل”..
وأضاف: ” ومما يجب ذكره هنا أن الإدارة العامة للصيانة أولت اهتماماً خاصا لكادرها والعاملين فيها سواء من خلال التأهيل أو من خلال توفير عوامل السلامة والأمان لهم وتكريم المبرزين في أداء مهامهم”..
الصيانة الروتينية
وبيّن المهندس بادي أن الإدارة العامة للصيانة أولت مشاريع الصيانة الروتينية اهتماماً كبيراً والتي شملت الأعمال الأسفلتية والأعمال الترابية والأعمال الإنشائية والأعمال الطارئة، حيث بلغت تكلفة الأعمال الأسفلتية) (11 ملياراً و561 مليوناً و746 ألف ريال ) كون هذه الأعمال مهمة جداً لأنها تشمل طبقتي الأساس والسطح..
وقد تنوعت الأعمال الأسفلتية وتم التركيز على الشقوق الطويلة والتي بلغت كمية الأعمال المنفذة 250 الف متر طولي، وأيضاً ترميمات الحفائر اسفلتية بمساحة 210 آلاف متر مربع وتنفيذ طبقة ناعمة ورملية بطول 250 كم بواقع 60 ألف طن..
أما الأعمال الترابية فقد نفذت الإدارة العامة للصيانة أعمال ترابية بتكلفة (956 مليوناً و755 ألف ريال)، شملت تصفية المصارف بواقع 120 الف متر طولي وفتح وتصفية العبارات لأكثر من 500 عبارة وتصفية سطح. الطريق والاكتاف بمساحة 120 ألف متر مربع وردم الأكتاف الترافية بطول 15 كم بواقع 17 ألف متر مكعب..
وفيما يخص الأعمال الإنشائية أوضح مدير عام الصيانة أنه تم تنفيذها بتكلفة (904 ملايين و425 ألف ريال)، وتمثلت في إعادة بناء أحجار الربراب بمساحة 27 ألف متر مربع وتنفيذ خرسانة الجسور السطحية بكمية 340 م3 ما يعادل (2000) متر مربع وبناء جدران سائدة بالحجر المقطع + السكلوبيات بكمية (5 آلاف متر مكعب)، في حين بلغت تكاليف الأعمال الطارئة (663 مليوناً و879 ألف ريال)..
طريق ( نقيل يسلح ـ معبر ـ ذمار ) أنموذجاً
لقد أنجزت المؤسسة العامة للطرق والجسور عبر الإدارة العامة لصيانة الطرق عدداً كبيراً من المشاريع الخدمية، حيث استهدفت 25 طريقاً بطول 1152 كيلو متراً.. وللوقوف على نموذج من تلك المشاريع نسلط الضوء على المشروع الذي نفذته المؤسسة بتمويل من صندوق صيانة الطرق وهو مشروع الصيانة والسفلتة الإضافية للطريق الرئيسي ( نقيل يسلح ـ معبر ـ ذمار ) بطول 45 كيلو متراً..
صيانة هذا المشروع يأتي في إطار أعمال الصيانة الدورية للطرقات التي تنفذها المؤسسة بتمويل من الصندوق، وشملت الصيانة وضع طبقة إسفلتية للسطح المتخشن وصيانة الحفر التي يصل طول بعضها خمسة كيلو مترات..
ويعد مشروع صيانة طريق (يسلح معبر ذمار) مهما جداً كونه يحافظ على أهم الطرق التي تربط عدداً من المحافظات بالعاصمة صنعاء..
برنامج شراء المعدات
مثل نقص المعدات المتخصصة في تنفيذ أعمال الإدارة العامة للصيانة هماً كبيراً خلال السنوات الماضية، ونظراً للنقص الحاد للمعدات أعدت الإدارة العامة للصيانة في العام 2020م دراسة الاحتياج للمعدات اللازمة بجميع أنواعها وتكلفتها التقديرية، وبدأت بتنفيذ هذه الخطة من النصف الثاني لذات العام ولازالت مستمرة بهذا البرنامج لاستكمال شراء المعدات المطلوبة..
حيث تم شراء 96 معدة خلال الأعوام الماضية من عام 2022م إلى نهاية عام 2023م، تنوعت بين دكاكات أسفلتية وغرافات وبكلينات ومنشار قص أسفلت وخزانات ديزل وأسفلت وسرويس معدات وخلاطة أسمنتية وقلابات وغرابيل بوسكورس وكومبريشات ( يدوي – هواء)، وبلغ إجمالي مبلغ شراء هذه المعدات ( ملياراً و729 مليوناً و996 الف ريال)..
ونلاحظ أن هذه الأرقام اتخذت مساراً تصاعدياً من العام 2020 وحتى العام 2023م، وسيلاحظ المتابع أن الإدارة العامة للصيانة من خلال شراء المعدات الناقصة استطاعات خلال هذه السنوات من تحقيق قدر كاف في هذا الجانب معطية أوليات أخرى لتتمكن من تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد عملها في أعمال الصيانة الروتنينة والوقائية والطارئة والإنشائية مجدولة مهامها وفقاً لأولويات مدروسة..
وحتى تكون المعدات في فروع ومراكز الصيانة والإدارة العامة قادرة على تلبية احتياجات الصيانة في نطاقات عملها، قامت الإدارة العامة للصيانة بإصلاح العديد من المعدات والتي كانت متوقفة لأعطال مختلفة وجرى الاستفادة منها عملياً وكذلك صيانة المعدات العاملة على الأرض وبما يلبي الاحتياجات بالفروع ومراكز الصيانة وبتكلفة إجمالية (502 مليون و366 الف ريال) توزعت على الأعوام الثلاثة الماضية..
صيانة وترميم معدات ومواقع المؤسسة
لم تقتصر إنجازات الإدارة العامة للصيانة على أعمال الصيانة فقط، وإنما امتدت لتشمل صيانة مواقع المؤسسة التي تأثرت بشكل كلي أو جزئي بفعل العدوان الغاشم على بلادنا..
حيث تم ترميم وصيانة وإعادة تأهيل العديد من مواقع المؤسسة منها إب وتعز وصنعاء وذمار ورداع وصعدة، بالإضافة إلى إجراءات تحديثية في الإدارة العامة للصيانة، وقد بلغت تكلفة إصلاح كنوب ومواقع المؤسسة خلال الثلاثة الأعوام الماضية بمبلغ إجمالي وقدره (174 مليوناً و652 ألف ريال)..
جهود متميزة ومساهمة فاعلة
مدير عام الصيانة المهندس عبدالقادر بادي نوه في ختام حديثه بأن هذه الإنجازات تحققت بفضل الله ودعم قيادة المؤسسة العامة للطرق والجسور ممثلة برئيس مجلس الإدارة المهندس/ عبدالرحمن محمد الحضرمي والمساهمة الفاعلة لصندوق صيانة الطرق..
واختتم حديثه بالقول: ” نأمل أن نتجاوز كل العراقيل في العام الجاري لتحقيق أكبر قدر ممكن من المشاريع وثقتنا كبيرة بأداء وإخلاص وخبرات فرق العمل”.