الملتحقات يتعلمن القرآن الكريم ومهارات في الجوانب السلوكية والزراعية والتصنيع الغذائي

الدورات الصيفية..استراتيجية تربوية لتحصين أبنائنا وتنمية مهاراتهم المعرفية والإبداعية

 

الثورة / افتكار احمد
تمثل المدارس والدورات الصيفية مرتكزاً مهما لتلقي مختلف العلوم المعرفية والمهاراتية والسلوكية، كما أنها تعمل على قتل الفراغ الذي يُلازم النشء والشباب طيلة العطلة الصيفية والذي يمكن أن يؤدي بهم إلى التوجه نحو مسارات خاطئة وخاصة في عصرنا الراهن في ظل ثورات الإنترنت وانفتاح العالم على وسائل التواصل الاجتماعي وبلادنا جزء من هذا العالم، فهذا الانفتاح يتسلل إلى كل بيت بدون استئذان، وينهش في عقلية أبنائنا ويجعلهم عاجزين عن القيام بأي عمل إيجابي والانطلاق نحو العمل والإبداع، ولذلك تأتي فكرة المراكز الصيفية التي ليست جديدة، لتحفز أبناءنا وبناتنا على الانخراط فيها، والمشاركة الفاعلة في أنشطتها الدينية والثقافية والمهاراتية والإبداعية والرياضية والمجتمعية، وغيرها.
وتكتسب الدورات الصيفية هذا العام زخماً واسعاً تجلّى في الإقبال الكبير عليها من قبل أبنائنا وبناتنا الملتحقين بهذه الدورات منذ انطلاقتها وحتى الآن، حيث لا يزال الكثيرون يتوافدون للالتحاق بالمدارس الصيفية، وخصوصاً بعد انتهاء امتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية، وفق خطة منهجية عمودها الأساسي كتاب الله الذي تنبثق منه محاور وأهداف تسعى إلى تأهيل جيل قوي متمسك بثوابت ديننا الحنيف ومحصن من الاختراقات والثقافات المغلوطة والدخيلة وإبعادهم من مخاطر الانحراف الأخلاقي والحرب الناعمة والأفكار الضالة.
كما أنها تمثل في الوقت نفسه، خارطة طريق ضمن استراتيجية تربوية صحيحة تهدف لتعزيز قدرات ومواهب ومعارف الملتحقين بها، وتنمي قدراتهم الإبداعية.

مهارات سلوكية
الطفلة فاطمة المتوكل ذات السبع سنوات قبل أن تلتحق بالمدرسة، كانت قد التحقت بالمراكز الصيفية في مديرية بني الحارث لتكتسب مهارات متعدة إلى جانب أنها تمكنت من حفظ الحروف وأيضا القراءة لتلتحق بالمدرسة وهي قادرة على القراءة والكتابة .
أم فاطمة ترى أن هذه المراكز أتت بثمارها على ابنتها الصغيرة التي صنعت من ابنتها فتاة تحرص على أداء الصلاة والتحلي بأخلاق وسلوكيات كان من الصعب أن غرسها فيها في هذا السن، ناهيك عن انشغال الأم والأب بمشاغل أخرى، ما يجعل متابعتها وتعليمها في البيت أمراً ليس سهلاً، وفي حال توفر بعض الوقت للجلوس معها وتعليمها سيكون مستوى تقبلها ضعيفاً، والرغبة لديها منعدمة، لأنها تفضل أشياء أخرى غير التعلم ومنها مشاهدة التلفاز أو اللعب واللهو بأشياء غير مفيدة.

روح المنافسة
أميرة الكعيني طالبة في المستوى الثاني، تحرص على الحضور بشكل يومي مع صديقاتها في مركز العودي ( الروضة ) وتتعلم هناك مبادئ وأسس تعلم قراءة القران الكريم بالشكل الصحيح وكذا اكتساب برامج وأنشطة متنوعه 00( زراعية، ثقافية، تصنيع غذائي).
تقول أميرة (أنشطة وبرامج المركز غرست فينا روح العمل والمنافسة على إنجاز مهام توكل إلينا بصورة شبه يومية، منها قراءة مقاطع صغيرة من القرآن الكريم بشكل صحيح إضافة إلى تعلم برامج وأنشطة أخرى، تربوية ومهاراتية، وتعلم صناعة منتجات غذائية وغيرها .
إلا أن أميرة ترى أن المركز الذي تلتحق به يفتقر إلى العديد من الأنشطة والإمكانيات الفنية التي تساعد في صقل وتنمية الكثير من الجوانب الإبداعية والمهاراتية.

أنشطة مختلفة
الطالبة يسر الشامي مستوى ثاني – هي الأخرى توافق أميرة بأن المركز الذي تلتحق به يفتقر للكثير من الأنشطة، لكنها ترى أنها تمكنت من قراءة القرآن بشكل صحيح إضافة إلى أنها تتدرب على أنشطة زراعية وغذائية على سبيل المثال التدرب على كيفية الاهتمام بالشتلات الزراعية وكيفية صناعة الأسمدة وغيرها من البرامج الزراعية .
الطالبة ريتاج شوقي تلتحق بمركز البينة مديرية بني الحارث تصف حضورها بالفعال والمجدي، لأنها استطاعت أن تحفظ العديد من سور جزء عم، وتعلمت العديد من المهارات الدينية والثقافية التي تسرد على شكل قصص ومسابقات تمكن الطالب من استيعابها .
والدة ريتاج تثمن الاهتمام بإقامة مثل هذه الدورات، لأنها ترى أنها حافظت ابنتها من اللعب في البيت وفي الشوارع مع قريناتها وإهدار وقتها دون جدوى .
وتقول: ابنتي منذ أن التحقت بالمركز تمكنت من حفظ سور لم تكن تحفظها من قبل إضافة إلى تعلمها برامج دينية مكنتها من تعلم أشياء كثيرة عن أمور دينها كالحشمة والحياء والالتزام بأمور ديننا الحنيف .

إقبال متميز
حنان العابدي – المشرفة على مركز العودي، تصف إقبال الطالبات على المركز خلال هذا العام بالمتميز، حيث يبلغ عدد الطالبات الملتحقات بالدورات الصيفية 268طالبة في المستويات الأول والمتوسط والعالي ويبلغ عدد المعلمات 13 معلمة، وجميعهن ينهلهن من أنشطة المركز المتنوعة والمختلفة التي تتركز أولا على محور تعليم القرآن الكريم وآدابه وقراءته بشكل صحيح ومجود ومن ثم تطبيق أنشطة تتلاءم مع كل مستوى وتتنوع هذه الأنشطة بين الدينية والتي تقوم المدرسات بعمل أسئلة دينية مطبوعة في كروت زجاجية وأنشطة ثقافية تتضمن مسابقات وفعاليات وعمل مجسمات، كما أنه يتم التركيز على تمكين الطالبات من الإملاء والخط والقراءة الصحيحة.
وتضيف : كما أننا نقوم بعمل دورات زراعية وغذائية كي نؤهل فيها الطالبة في كيفية تعلم مهارات الاهتمام بالشتلات الزراعية وكيفية عمل السماد الزراعي وفي الجانب الغذائي نعمل دورات في كيفية عمل الأجبان والشطات والحليبات بأنواعها.
وتقول مسؤولة المركز: نسعى في هذه المراكز لتأهيل فتيات ينهلن من نهج القرآن الكريم ليكن فيما بعد معلمات يلتحقن بالمراكز الصيفية في السنوات القادمة.

غايات نبيلة
وتؤكد حنان العابدي أن الغاية النبيلة من الدروات الصيفية هي ترسيخ الهوية والانتماء الوطني والمفاهيم والأفكار الصحيحة، وتربية النشء تربية قرآنية وغرس السلوكيات الإيمانية لتحصينه من الأفكار الضالة والحرب الناعمة وإكسابه الكثير من المهارات العملية وتنمية قدراته الإبداعية، ومن هذه الغايات، الاهتمام بالثقافة القرآنية، وتزويد الملتحقين بالمعارف الدينية والمهارات اللغوية والثقافة العامة، وتعويدهم على برامج وأعمال الإحسان والمشاركات الخلاقة التي تنمي في نفوسهم روح المبادرة الإنسانية والمجتمعية وحب الخير.
و تختتم حديثها بالقول إن مستوى الالتحاق الكبير بالمراكز الصيفية يؤكد تنامي الوعي لدى أولياء أمور الطالبات بأهميتها والاستفادة من وقت فراغ الطالبات في إكسابهن العلوم الدينية والمعرفية والثقافية وتنمية قدراتهن الإبداعية .

قد يعجبك ايضا