• الأمريكيون: أكبر معركة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية
• الفرنسيون: لم نشهد تعاملاً مع مثل هذا المستوى من التسلح
• موقع “ذا وير زون” الأمريكي: البحرية الأوروبية تعرضت لهزيمة أمام الهجمات اليمنية والسفن تواصل الانسحاب من البحر الأحمر
• الألمان: أخطر انتشار لبحريتنا منذ سنوات عدة
• الدانماركيون.. فشل يطيح برئيس أركان الجيش
• أمريكا في ورطة كبرى في البحر الأحمر
الثورة /
لم تتوقف عمليات الجيش اليمني ضد السفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي وداعميه، ولم تخفت كما رددت بعض وسائل الإعلام الأسبوع الماضي .. وما حدث هو أن تلك السفن أو معظمها تتجنب المرور في البحر الأحمر وتسلك طرقاً التفافية بديلة. هذا ما أكده السيد القائد عبدالملك الحوثي في كلمته الخميس الماضي وهو أيضا ما يؤكده موقع أمريكي متخصص في تحليل السياسات في مقال لنائبة المبعوث الأمريكي إلى اليمن تقول فيه: “إن تلاشي الحديث عن ضربات اليمن من دورة الأخبار حتى مع استمرار الضربات واستمرار شركات الشحن الكبرى في مقاطعة البحر الأحمر، دليل على أن “الوضع الطبيعي الجديد الذي فرضه اليمن” قد بدأ، حيث لم تعد حرية الملاحة مفترضة.
وفي هذا السياق كشف موقع “وور أون ذا روكس” (War on the Rocks) الأمريكي المتخصص في تحليل السياسات الخارجية، إن أمريكا في ورطة كبرى في البحر الأحمر وفي مقال للكاتبة في مركز بروكينجز الأمريكي أليسون مينور التي تعمل نائبا للمبعوث الأمريكي إلى اليمن قالت:
تخوض الولايات المتحدة أول قتال بحري كبير لها منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا للقائد المشرف على القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط. ولكن بدلاً من تأليب القوى الكبرى في العالم ضد بعضها البعض، فإن هذه المعركة تدور بين قوة عظمى، وما وصفتها بـ”مجموعة مسلحة في بلد فقير”.
تشكو هذه الأمريكية من أن الجميع خذل أمريكا وأن كل الخيارات فاشلة في مواجهة الضربات اليمنية ‘ وتعترف بأن وقف الحرب والحصار على غزة هو الحل لكن قد تفرض عليهم اليمن تنازلات أكثر فيما يخص الوضع في غزة.
إلى ذلك كشف موقع “ذا وير زون” المحسوب على البنتاغون والمخابرات الأمريكية والمهتم بالشأن العسكري والسياسات الخارجية، عن تعرض البحرية البريطانية لهزيمة في البحر الأحمر، وقال إن الفرقاطة الألمانية هيسن التي انسحبت من البحر الأحمر بعد مشاركتها في العملية المسماة (أسبيدس) التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن الإسرائيلية من الهجمات اليمنية، قال الموقع الأمريكي إن الفرقاطة الألمانية صدت أربعة هجمات لمن أسماهم الموقع الأمريكي “الحوثيين”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تواصل مع صنعاء لطمأنتها بشأن هذه المشاركة في البحر الأحمر بأنها ليست معادية لليمن ولا علاقة لها بالتحالف الأمريكي ضد اليمن، إلا أنها (أسبيدس) ساهمت في محاولات حماية الملاحة الإسرائيلية ما دفع بصنعاء لاستهداف سفن أسبيدس واحدة تلو الأخرى الأمر الذي دفع بها للانسحاب من مسرح العمليات بعد تعرضها لهجمات وأضرار واستنفاد كامل ذخيرتها الدفاعية.
وقال الموقع الأمريكي نقلاً عن الجيش الألماني أن الفرقاطة “هيسن” كانت في حالة استنفار لمدة 6 ساعات ثم تأخذ استراحة لمدة 6 ساعات وتعود من جديد للاستنفار والانتشار بمسرح العمليات طوال فترة بقاءها في البحر الأحمر منذ أواخر فبراير الماضي، ووصف الموقع الأمريكي أن هذه الحالة تعتبر حالة عالية جداً من الاستعداد الذي تعيشه الفرقاطة الألمانية وطاقمها المكون من 128 فرداً بسبب التهديد المستمر الثلاثي الأبعاد الذي تتعرض له من قبل الحوثيين.
وقال الموقع الأمريكي واصفاً إحدى الهجمات اليمنية على السفينة الألمانية الحربية “هيسن”، إن “واحد من أسوأ السيناريوهات، لم يكن أمام السفينة هيسن وطاقمها سوى حوالي 10 ثوانٍ فقط لوضع أسلحتهم الدفاعية موضع التنفيذ”، مضيفاً إن السفينة كان من المفترض أن تعود إلى أرض الوطن في مايو القادم، لكنها عادت قبل موعدها بأسابيع، في إشارة إلى أن السفينة تعرضت لضربات قوية من اليمن، خاصة بعد أن استنفدت كل ذخيرتها الدفاعية، بحسب ما أكده قائد طاقم السفينة الحربية، والذي قال إنه “يتطلب للسفينة هيسن تجديد الذخيرة المستخدمة خلال العمليات الدفاعية ضد الهجمات من اليمن”، رغم أنه كشف أن السفينة كان قد تم تجديد ذخيرتها خلال تواجدها في المنطقة في ميناء في جيبوتي، ما يعني أن كثافة الهجمات اليمنية كان عالياً، ثم إن السفينة الألمانية لم تكن مضطرة للمغادرة إلى ألمانيا لمجرد فقط إعادة تجديد ذخيرتها كون تجديد الذخيرة قد تم مسبقاً في ميناء في جيبوتي، فبحسب الجيش الألماني “تم نقل الذخيرة من ألمانيا على متن طائرة من طراز Luftwaffe Airbus A400M إلى جيبوتي”، فلماذا لم يتم تجديد الذخيرة مرة أخرى في جيبوتي كما المرة السابقة، وهو ما يكشف أن سبب سحب السفينة هيسن هو فشلها في مهمتها أو تعرضها لأضرار من خلال استهدافها من قبل البحرية اليمنية.
وتقول الدفاع الألمانية على لسان أحد قياداتها عن المعارك التي خاضتها السفينة هيسن في البحر الأحمر إن “هذا ربما يكون أخطر انتشار للبحرية الألمانية منذ سنوات عديدة”.
وتطرق الموقع الأمريكي إلى أن السفينة هيسن الألمانية هي السفينة الثانية التي تغادر البحر الأحمر وتعود إلى أوروبا من بين السفن التابعة لعملية الاتحاد الأوروبي المسماة (أسبيدس)، حيث كانت قبل ذلك قد انسحبت الفرقاطة الفرنسية “أكيتان” من طراز “ألزاس” والتي قال الموقع إنها “شهدت درجة غير مسبوقة من التهديدات يفعل هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية وفقاً لقائدها الذي أعلن مغادرة الفرقاطة الفرنسية بتصريح عبر منصة إكس”.
وأضاف الموقع ما قاله قائد الفرقاطة الفرنسية الكابتن جيروم هنري، لصحيفة لوفيجارو الفرنسية آنذاك من أن من أسماهم “الحوثيين” في إشارة للقوات اليمنية، أظهروا ما أسماه “عنفاً غير مقيد”.
وأضاف هنري أن “البحرية الفرنسية لم تشهد تعاملاً مع هذا المستوى من التسلح” منذ فترة طويلة، وأضاف أيضاً: “لم نكن نتوقع بالضرورة هذا المستوى من التهديد. كان هناك مستوى عال بشكل مدهش من العنف غير المقيد. ولا يتردد الحوثيون في استخدام الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض فوق الماء لتفجيرها على السفن التجارية وإطلاق الصواريخ الباليستية”.
ويضيف الموقع الأمريكي أنه “من غير الواضح في الوقت الحالي ما هو تأثير مغادرة نصف السفن المشاركة على عملية أسبيدس في البحر الأحمر”.
وقال “ذا وير زون”، إنه “لا يوجد ما يشير إلى تراجع هجمات الحوثيين على السفن، والتي قالت الجماعة المتمردة إنها شنتها في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة”.
ويشير التقرير الأمريكي أن مغادرة الفرقاطتين الألمانية وقبلها الفرنسية يأتي “وسط مخاوف بشأن الاستعداد البحري الأوروبي”، حيث يشير التقرير إلى ما تعرضت له الفرقاطة الدنماركية أيضاً (Iver Huitfeldt)، والتي كشف التقرير نقلاً عن تقارير سابقة أيضاً أن “نظام إدارة القتال الخاص بالسفينة والرادارات المرتبطة به واجه مشكلات كبيرة أثناء نشر السفينة مؤخراً مما منعها من إطلاق صواريخ الدفاع الجوي التي كانت على متنها لتضطر السفينة في نهاية المطاف إلى استخدام صواريخ أرض أرض ضد تهديدات الحوثيين”.
وكشف التقرير عن المشكلات الأخرى في نظام الفرقاطة الدنماركية والتي جعلتها عديمة الفائدة وربما تشكل خطراً على السفينة وطاقمها مثل ما تردد من أن “ذخيرة مدفعي إيفر هويتفيلدت من عيار 76 ملم تعطلت بشكل متكرر أثناء النشر”، وبسبب هذه المشاكل أقالت الحكومة الدنماركية وزير الدفاع لديها، فليمنج لينتفر.