جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن هويته وانتماءه الصهيوني مؤكدا استمرار دعمه للصهاينة ومتفاخرا بأنه صهيوني، ولا ضير في هذا فنحن نعرف أن الصهيونية ليست مجرد كيان لقيط زرع على أرض فلسطين ذات يوم في غفلة من التاريخ، ولكن لهذا الكيان حتما نهاية، لكن الصهيونية يبدو أنها منتج استعماري طويل المدى وصلاحيتها قابلة للتمدد خاصة في ظل تفشي ظاهرة ( المثلية الجنسية)، والمؤسف أن هذه الظاهرة تشكل اليوم أكبر وأهم تنظيم سياسي دولي، حزب تمكن من الصعود كالصاروخ ليتربع على عرش الأنظمة والاقتصاد الاستثماري الدولي، وهو – أي هذا الحزب – أحد أحزاب الصهيونية العالمية التي يتفاخر بها ( بايدن) اليوم ويتفاخر بالانتماء إليها، وهو الذي لم يتردد طيلة فترة حكمه ومنذ دخل البيت الأبيض وهو يمارس ضغوطات على أنظمة ودول العالم بضرورة الاعتراف بالجماعات ( المثلية) ومنحها حقوقها الوطنية الكاملة وإدخال تعديلات دستورية في دساتير الدول وقوانينها وتشريعاتها تكفل حقوق هذه الجماعات وتضمن لها حريتها الكاملة، وقد ربطت أمريكا في عهد بايدن مساعدتها للدول والأنظمة بشرط اعترافها بحقوق هذه الجماعات (الشاذة)، وبما أننا في عصر ( الشواذ) ويتحكم به وبقراره رئيس أمريكي مثل بايدن، فإن من الطبيعي أن نشاهد ما يجري في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس وكل فلسطين من حرب إبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بتشجيع ومشاركة أمريكية غربية، ومشاركة وتواطؤ عربي إسلامي، وأن نرى أمريكا تقدم كل منتجاتها الحربية من قذائف وصواريخ وبسخاء لتلقى على رؤوس أهلنا في قطاع غزة حيث التدمير الذي تعرض له القطاع يتماهى مع تدمير المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الحلفاء..؟!
هذا الدمار والقتل والإجرام وحرب التطهير العرقي وقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، ويرافق هذا الإجرام حصار وحرمان من الغذاء والدواء والمياه، وحرمان من حق الحياة، في سابقة إجرامية غير معهودة تاريخيا، ولم يسبق أن ارتكبها أيٌ من طغاة الأرض والتاريخ، إلا الصهاينة والأمريكان، ولم يسبق أن صمت عالم حر يتحلى بقدر من المشاعر الإنسانية، أن يصمت على هكذا جرائم إلا النظام العربي الإسلامي والنظام الدولي الحالي الذي تقف على رأس الهرم فيه الولايات المتحدة الأمريكية..؟!
نعم.. شعوب العالم تثور وخرجت للشوارع تندد بما يجري من جرائم في قطاع غزة وتتحدى أنظمتها وحكامها باستثناء الشعوب العربية والاسلامية التي اقتصر خروجها على اليمن ممثلة بحكومة صنعاء، وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنها في الدول الغربية وفي قلب المدن الاستعمارية تواصل خروجها وتندد بالحرب الإجرامية، فيما النظام العربي يسعى جاهدا لإنقاذ الرهائن الصهاينة وحريص على سلامتهم ولا يعنيه آلاف الشهداء في فلسطين وعشرات آلاف الجرحى وآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لم نسمع أحدا يتحدث عنهم من المتباكين على 200 أسير صهيوني لدى المقاومة يحظون بكل رعاية واحترام عكس أسرانا لدى الصهاينة، ويبدو أن ضحايا التجويع القهري والحصار داخل غزة قد يفوقون إن استمر الحصار وإغلاق المعابر عدد أولئك الذين قضوا بصواريخ أمريكا المطورة وقنابلها الذكية..!!
إذن.. ليس هناك من تفسير لمواقف الصمت عربيا وإسلاميا ودوليا، غير أن النخب الحاكمة والمتربعة على عرش هذه الدول أصبحت جزءا من المنظومة الصهيونية الدولية وأعضاء فاعلين في حزب ( المثليين) الأمميين الذين يدار بهم عالم اليوم..؟!
قد يستغرب القارئ لو قلت إن جزءا من خلاف بايدن مع الرئيس الروسي بوتين، ذات صلة بقصة (المثلية) المحرمة في روسيا الاتحادية وعقوبتها الإعدام، وقد حاول بايدن إقناع روسيا بتعديل موقفها من هذا الأمر ولكن روسيا زادت وشددت من إجراءاتها ضد هذه الظاهرة اللا أخلاقية واللا إنسانية..؟!
إن المقاومة أصبحت اليوم هدف أمريكا ليس في فلسطين، بل في أي نطاق جغرافي توجد مقاومة رافضة للظلم والاحتلال والاستبداد ورافضة للهيمنة الامبريالية، فهي عدو لأمريكا، ومن يرفض الصهيونية والتبعية والارتهان للامبريالية فهو عدو أمريكا والعالم الحر..؟!
إن الجمهورية العربية السورية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله، وأنصار الله، وحركتي حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية، والحشد الشعبي في العراق، وكوريا الشمالية، وروسيا الاتحادية، وفنزويلا، وكوبا، وكل من يقاوم الغطرسة الأمريكية، هو عدو لأمريكا يجب إزاحته من الحياة..؟!
الصين عدوة لدودة لأمريكا لكنها تتميز بوضع يدفع أمريكا للتعامل معها بهدوء وترويضها كحصان جامح، مدركة أن للصين قدرات تعجز أمريكا عن لجمها لذا تتعامل واشنطن مع بكين على طريقة المثل القائل ( اليد اللي ما تقدر تكسرها بوسها).
و ختاما أقول :
إن الصهاينة إخوة ولو اختلفت جنسياتهم ولغتهم ولهجاتهم وأشكالهم وتقاليدهم وشعوبهم وديانتهم وثقافتهم، فإن ( حزب المثلية) يجمعهم..!