أمريكا وبريطانيا ومن خلفهما غالبية الأنظمة الأوروبية والأمريكية والأنظمة العميلة في أفريقيا وآسيا وفي مقدمتها أنظمة التطبيع واليهودة والتصهين يقفون بكل وقاحة وقلة حياة وجرأة مع القاتل السفاح النتن ياهو وحكومته وجيشه في حربهم وعدوانهم على قطاع غزة وحصارهم لسكانها الذين يتعرضون للإبادة الجماعية يوميا من قبل جيش الكيان الصهيوني برعاية وتمويل أمريكي أسقطع كل الأقنعة والوجوه المزيفة، وأبان عن الحقيقة الدامغة التي لا غبار عليها ولا جدال فيها بأن أمريكا هي أم الإرهاب وصانعته، وراعية الإجرام الصهيوني وداعمته .
في حرب روسيا وأوكرانيا انتفض العالم المنافق عن بكرة أبيه، للتعاطف والتحالف مع أوكرانيا ضد روسيا، وتحولت أوكرانيا إلى الخبر الأول في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وعقدت من أجلها القمم واللقاءات والمباحثات والجلسات وصدرت من أجلها البيانات والتصريحات، وتعالت الأصوات المنددة والمستنكرة للحرب الروسية عليها، العالم بهيئاته ومنظماته وأنظمته في حالة غير مسبوقة من الاستنفار، من أجل أوكرانيا، رغم كل المبررات التي ساقتها روسيا لتبرير الحرب عليها، والتي كان في مقدمتها حماية الأمن القومي الروسي، ولست هنا بصدد تبرير الحرب الروسية الأوكرانية ولكنني فقط أقف مستغربا أمام طابور النفاق الدولي والأممي والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها، والانحياز الواضح للقوى الاستعمارية الكبرى ومشاريعها التخريبية والتآمرية بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا ومن دار في فلكها من طواغيت وكهنة هذا العصر .
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على أوكرانيا، في الوقت الذي لم يحركوا أي ساكن تجاه العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها أبناء قطاع غزة، غالبية الدول التي ذرفت دموع التماسيح على أوكرانيا، أعلنت وبكل بجاحة المشاركة في عدوانها وحربها وحصارها على أبناء قطاع غزة، من خلال تزويد هذا الكيان بأحدث وأفتك الأسلحة، وتوفير الغطاء الدولي لشرعنة جرائمه ومذابحه في حق أطفال ونساء غزة، هذا القطاع المنكوب الذي تعرض وما يزال لأبشع صنوف الخراب والدمار والتنكيل بمباركة أممية ودولية وعربية للأسف الشديد .
قصف الصهاينة مراكز إيواء النازحين، ومخازن ومقرات مؤسسات الإغاثة الدولية والأممية، قصفوا المستشفيات وسيارات الإسعاف وفرق الطوارئ، انتكهوا كل الحرمات، وارتكبوا كل المحرمات، وما يزال الصلف والإجرام الصهيوني حتى اللحظة بذات الوتيرة، ولا بواكي على غزة وأهلها، لا قرارات دولية، ولا تحركات أممية، ولا اجتماعات طارئة ولا تحركات دبلوماسية، ولا مواقف منددة، ولا بيانات مستنكرة ولا يحزنون، الكل يقف إلى جانب الكيان الصهيوني، رغم كل ما يرتكبه من مجازر ومذابح تقشعر لهولها الأبدان ويندى لها جبين الإنسانية، ولكن لا بواكي على الدم الفلسطيني العربي المسلم، لدى العالم المنافق الذي بات مرتهنا للبيت الأبيض واللوبي اليهودي .
بالمختصر المفيد (لا يفل الحديد إلا الحديد) ولن يردع الغطرسة والإجرام والتوحش الصهيوني سوى المزيد من العمليات النوعية التي تستهدف المدن الفلسطينية المحتلة والمستوطنات وجنود هذا الكيان الغاصب، هم جبناء عند المواجهة ولن تنفعهم صواريخ وقنابل وأسلحة أمريكا الذكية والمتطورة، الله الله يا أبناء فلسطين في الضفة وفي مختلف المدن الفلسطينية، التحموا مع أبطال المقاومة، فجروا براكين الغضب ضد هذا الكيان الغاصب ، شتتوا تركيزه، لا تتفرجوا على إخوانكم في قطاع غزة، فالدور سيأتي عليكم، لا تنصاعوا لتوجيهات سلطة العمالة والخيانة، قاتلوا قبل أن تساقوا كالنعاج إلى سجون ومعتقلات الكيان الصهيوني، وثقوا بتأييد الله ونصره وتمكينه لكم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآلهَ.