تأثيراتها كارثية على الكيان الصهيوني
استهداف السفن الإسرائيلية يتحدى التحذيرات وينتصر للقضية الفلسطينية
إعلان قواتنا البحرية استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب هما سفينة “يونِتي إكسبلورر” وسفينة ” نمبر ناين” بعد رفضهما الرسائل التحذيرية من القوات البحرية يثبت للعدو الصهيوني التطور الجديد في حربه على غزة وعليه أن يأخذه بعين الاعتبار.
كما يؤكد هذا الاستهداف الناجح موقف اليمن الثابت مع فلسطين ويترجم انحيازه للقضية الفلسطينية بمواقف عملية، وأن اليمن جزء من معركة طوفان الأقصى وله شرف المشاركة فيها، رغم تهديدات وتحذيرات مجلس الأمن والدول الغربية التي شكل هذه الاستهداف البحري لها كما للكيان الصهيوني إرباكاً، لما تحمله الهجمات من تأثيرات اقتصادية كبيرة، ولن تتوقف هذه الهجمات إلا بوقف الحرب على غزة وتنفيذ القرارات السابقة لمجلس الأمن بخصوص القضية الفلسطينية التي لم ينفذ منها أي قرار مع أن العالم يدرك أن قرارات مجلس الأمن تُسيطر عليها وتوجهها أمريكا وبريطانيا ولا قيمة لها بالنسبة لليمن ولا تعويل على الأمم المتحدة لإنصاف فلسطين.
الثورة/ أحمد السعيدي
انتصار استراتيجي
العملية الأخيرة في باب المندب اعتبرها قادة المقاومة الفلسطينية انتصارا استراتيجيا لمحور المقاومة بالكامل، حيث أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي مجدي عزام أن عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر انتصار استراتيجي لمحور المقاومة وأن عمليات اليمن في البحر الأحمر تضرب عصب اقتصاد العدو الصهيوني، مشيرا إلى أن تعدد جبهات القتال في البر والبحر يربك العدو الصهيوني ويسرع من وتيرة إنهاء المعركة.
وشدد مجدي عزام، على أن اليمن رقم صعب في المعادلة الإقليمية ولا يمكن للعدو الإسرائيلي والأمريكي تجاوزه.
من جانبه، قال ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شماله: إن عمليات القوات اليمنية المتعددة تؤكد فهم القيادة اليمنية الصحيح لخطورة المرحلة، وأضاف أبو شماله، أن عمليات اليمن تثبت جديته في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مؤكدا أن استمرار العمليات في البحر الأحمر يُسرّع من وتيرة إنهاء العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، وشدد على أن عمليات البحر الأحمر تعيد ترتيب حسابات ومعادلات المواجهة بين محور الجهاد ومعسكر العدوان.
التأثير الكبير
وألقت عمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر ضد حركة سفن كيان العدو الصهيوني بظلالها على اقتصاد الكيان المؤقت، إذ أوضح موقع “مارينترافيك” Marine Traffic المتخصص في تتبع حركة النقل البحري أن السفن المتوقع وصولها إلى ميناء أم الرشراش إيلات هو صفر، فيما كشف موقع “غلوبس” الصهيوني المختص بالشؤون الاقتصادية، عن توقف ميناء أم الرشراش المحتل عن العمل بشكل كامل نتيجة التهديدات اليمنية، ووفق الموقع العبري فقد أوضحت سلطات الميناء أن تهديدات اليمن تؤثر على جميع السفن سواء تلك التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط أو التي تصل إلى أم الرشراش “ايلات”، وأكد مسؤولون صهاينة في الميناء: أنه لا توجد أي سفن تقريبًا تزور الميناء، مشيرين إلى أن الميناء ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل، كما اضطرت سفن العدو إلى سلوك طريق البحر الأبيض المتوسط والدوران حول القارة الإفريقية للوصول إلى المحيط الهندي والأسواق الآسيوية، فيما ارتفعت تكلفة التأمين البحري على سفن العدو.
مخاطر جيو- سياسية
منذ أن بدأت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ وعودها عمليّاً باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ردّاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، عادت المخاطر الجيو-سياسية التي تهدد التجارة والاقتصاد للكيان الصهيوني ورغم عدم توسع رقعة الحرب إلى المستوى الإقليمي، أسهم دخول اليمن على خط المواجهة مع إسرائيل بإطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو أهداف إسرائيلية، وما تلاها من استهداف ثلاث سفن تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، في زيادة المخاطر المحتملة التي من شأنها أن تترك آثاراً تجارية واقتصادية على الكيان الصهيوني الذي يعتمد بشكل أساسي على النقل البحري، وحسب الخبراء، وقد أدت التغيرات الجيو-سياسية في السنوات الأخيرة إلى زيادة أهمية البحر الأحمر، الذي يعد ممرّاً للبضائع القادمة من شرق آسيا ومن خلال المرور عبر قناة السويس، يجري تفريغ البضائع المتجهة إلى إسرائيل في ميناءي أسدود وحيفا على البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن تلك التي تصل مباشرة إلى ميناء إيلات المُطل على خليج العقبة، ولأن إسرائيل لا تمارس أي تجارة عن طريق البر، كما تفعل أوروبا على سبيل المثال، فإنها تعتمد بشكل كبير على موانئها البحرية التي يمر عبرها أكثر من 98 % من تجارة البضائع الإسرائيلية، حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وبالنظر إلى البيانات، نرى أن تجارة إسرائيل قد تحولت هي الأخرى إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا في السنوات الأخيرة. ما يعني أن تجارتها باتت تعتمد أكثر على الخطوط البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب وقناة السويس.
أرقام منخفضة للكيان
في عام 2006، وصل نحو 191 ألف حاوية بضائع إلى الشواطئ الإسرائيلية من شرق آسيا، بينما جاءت 268 ألف حاوية من أوروبا الغربية. ولكن بحلول عام 2019، جرى تفريغ ما يقرب من 278 ألف حاوية قادمة من آسيا في مواني أسدود وحيفا، بينما انخفض العدد من أوروبا الغربية إلى نحو 260 ألف حاوية، وفقاً لما نقلته هآرتس، ووفقاً لموقع Globes الإسرائيلي، تسببت هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر في ارتفاع أسعار النقل من الصين إلى إسرائيل خلال أسبوع بنسبة تتراوح بين 9 % و14 % في الأسبوعين الأخيرين من أكتوبر، واعترف يهودا ليفين، رئيس قسم الأبحاث في شركة Freightos للتكنولوجيا الفائقة، وهي منصة رقمية لإدارة الشحن باستخدام سفن الشحن والطائرات والشاحنات التي تسمح للمستوردين والمصدّرين بمقارنة أسعار الشحن في الوقت الفعلي، بزيادة أسعار الشحن للسفن المغادرة والداخلة موانئ إسرائيل من الصين بعد الحرب، وقال ليفين لـGlobes: “هذا يؤثر بالفعل في جميع البضائع التي تصل إلى إسرائيل من الصين إلى ميناء أشدود، التي بدأ سعرها في الارتفاع خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر أثر على كمية البضائع الواصلة إلى الكيان.
تهديدات حقيقية
لا يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار الشحن والتأمين وتغيير السفن الإسرائيلية لمسارها، بل صاحبه أيضاً تأخيرات واختناقات مرورية بأعداد أكبر من المعتاد، إذ أبلغت شركة الشحن MSC عن اختناقات مرورية عند مدخل ميناء أشدود، كما حوّلت شركة Evergreen السفن إلى حيفا البعيدة نسبيّاً عن صواريخ المقاومة الفلسطينية، من جانبه، أوضح البروفيسور شاؤول تشوريف، الأميرال المتقاعد وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة حيفا، أنه قلِق من شيئين: الأول هو التهديد الذي يواجه الملاحة في البحر الأحمر، على سبيل المثال، ماذا سيحدث إذا بدأت اليمن بمهاجمة ليس فقط السفن المملوكة للإسرائيليين، ولكن أيضاً تلك التي تتجه إلى أو من إسرائيل. والثاني يتعلق بالموانئ نفسها في أثناء الحرب، حسبما قال موقع TheMarker الإسرائيلي، وأضاف تشوريف قائلاً: “إن العالم البحري حساس والبيئة الأمنية غير المستقرة لها تأثير فوري.
خلال الأيام الأولى من الحرب في الجنوب، كانت توجد سفن أعلنت أنها لن ترسو في ميناء عسقلان النفطي”. وتابع: “في بداية الحرب، وُجد انخفاض بنسبة 40% في حركة المرور في أشدود، وما يحميها هو القبة الحديدية”، في إشارة إلى أحد أنظمة إسرائيل المضادة للصواريخ، وقال شوريف: “إذا تطورت جبهة ثانية في الشمال وتعرض ميناء حيفا للخطر، فإن المشكلة ستكون أكثر خطورة، لذا فإن الطرق البحرية ليست سوى جزء من المشكلة. ويجب أيضاً أن تؤخذ الموانئ بعين الاعتبار”.