منظمات دولية وإعلاميون: “مناطق إسرائيل الآمنة” أكذوبة وعدد القتلى من الأطفال بغزة في شهرين يفوق ضحايا جميع الصراعات في العالم خلال العام الماضي
الثورة /حمدي دوبلة
أصبحت مذابح الكيان الصهيوني بحق اطفال غزة والمدنيين بشكل عام تؤلم كل صاحب ضمير حي على هذا الكوكب. كاتب العمود بصحيفة “نيويورك تايمز”، نيكولاس كريستوف، سلّط الضوء على مجزرة الأطفال التي ترتكبها إسرائيل يوميا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القطاع هو “أخطر مكان يمكن أن يعيش فيه أي طفل في العالم اليوم”، بحسب تقييم المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسل. وذكر كريستوف، في مقال نشرته الصحيفة الأمريكية ، أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي يزيد عن ضعف عدد الأطفال الذين ماتوا في جميع الصراعات في جميع أنحاء العالم عام 2022، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. وأشار إلى أن رئيس منظمة الإغاثة “ميد جلوبال”، زاهر سحلول، أفاد بأن “واحدا من بين كل 150 طفلاً فلسطينياً في غزة قُتل خلال شهرين فقط”، وحذر من أن كثيرين آخرين قد “يموتون بسبب الالتهابات أو الأمراض المنقولة بالمياه أو الجفاف، بينما سيعاني آخرون من إعاقات جسدية مدى الحياة”. واختتم كريستوف مقاله بالتأكيد على أن وتيرة قتل المدنيين في غزة أكبر بكثير مما كانت عليه في معظم الصراعات الأخيرة، مؤكدا أن المثال الوحيد الذي يعرفه لهكذا وتيرة هو الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994. في سياق متصل دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أمس الخميس، إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ حياة آلاف النازحين الفلسطينيين الذي يحاصرهم جيش الاحتلال منذ عدة أيام، داخل مدرسة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وتلقى “المرصد” مناشدات من نازحين في مدرسة “خليفة بن زايد” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تفيد بحصارهم من دبابات وآليات عسكرية لجيش الاحتلال وتمنع خروجهم إلى مكان آمن. وقال النازحون للمرصد “إن عددهم بالآلاف ويتعرضون إلى قصف مدفعي مكثف في محيط المدرسة، ما أوقع شهداء أجبروا على دفنهم في ساحة المدرسة، في وقت أصيب العشرات بجروح ويتعرضون للموت تباعًا بفعل النزيف وافتقادهم لأي رعاية طبية”. وذكر النازحون أنهم يفتقدون لأي كميات من الماء الصالح للشرب أو الطعام، والأطفال وكبار السن والمرضى منهم مهددون بالموت داخل المدرسة جوعا وعطشا في ظل أوضاع إنسانية كارثية. وطالب الأورومتوسطي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إضافة إلى إدارة وكالة أونروا التي تدير المدرسة المحاصرة، بتحمل مسؤولياتهم في التحرك العاجل لإنقاذ النازحين وتوفير ممر آمن لخروجهم على وجه السرعة قبل فوات الأوان. قالت منظمة أوكسفام الخيرية، إن إسرائيل تنفذ حملة عقاب جماعي في قطاع غزة وأن ما تسمى بالمناطق الآمنة التي أنشأتها إسرائيل داخل غزة غير محمية ولا موثوقة ولا يمكن الوصول إليها. وأضافت المنظمة، أن الفوضى تطغى على النظام الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن الهجوم الإسرائيلي في جنوب غزة يجعل أي استجابة إنسانية في القطاع بأكمله مستحيلة. وتابعت أوكسفام، أن السياسيين فشلوا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وهو العمل الإنساني الوحيد الذي يشكل أهمية حقيقية، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى ضمان الوصول الآمن لمساعدة سكان غزة وإنقاذ الأرواح. وأكملت المنظمة الخيرية، أن تدمير قطاع غزة يهدر أي فرصة لتحقيق الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأعربت المنظمة عن قلقها من “إجبار النظام الإنساني على الاختيار المستحيل بين مساعدة المدنيين والتواطؤ في ترحيلهم القسري” إلى ذلك حذر القطاع الصحي لشبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية من مغبة استمرار الصمت الدولي تجاه ما يجري من جريمة بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة، ومواصلة القصف المتعمد المتواصل لسيارات الاسعاف، ومنع الجرحى من تلقي العلاج، والى جانب ذلك المرضى بمختلف الامراض واضطرار الاطباء لأجراء العمليات الجراحية، وبتر الاطراف دون تخدير في سبيل مكافحتهم المتواصلة لإنقاذ حياة من يمكن انقاذه بعد نفاد المستلزمات، وقطع الكهرباء، واجراءات الاحتلال الاخرى. وطالب القطاع الصحي في غزة المنظمات الاقليمية والدولية ذات العلاقة بكشف حقيقة ما تقوم دولة الاحتلال من انتهاكات تجاه القطاع الصحي في غزة، وبالعمل فوراً على تأمين وصول الوقود والمستلزمات الطبية للمشافي وسيارات الإسعاف، وادخال الادوية، والامدادات الطبية، والسماح بمغادرة الجرحى للعلاج في الخارج، وتأمين قوافل الاغاثة والمعونات الطبية اللازمة لأهالي قطاع غزة على نحو يمكنهم من البقاء على قيد الحياة، وإنقاذ حياة المرضى من الأمراض المزمنة والنفسية وإعمال كل النصوص التي تتضمنها الاتفاقيات والقوانين الدولية. فيما أشار تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية الى تسجيل 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وتوثيق 50 ألف مريض مصاب بأمراض جلدية، واكثر من 1000 اصابة بالكبد الوبائي A اضافة لتكديس جثامين الشهداء في الشوارع، وتحت الانقاض، وفي ممرات المشافي.