تداعيات معركة طوفان الأقصى تتجاوز حدود غزة وفلسطين المحتلة وتتجاوز المنطقة العربية الى شرق العالم وغربه، بأشكال مختلفة، سياسية، وإعلامية، واقتصادية وأخلاقية .
على مدى أكثر من سبعة عقود لم تحظ القضية الفلسطينية باهتمام شعوب العالم كما حدث بعد السابع من اكتوبر 2023.
في هذا التقرير سوف نستعرض تداعيات الطوفان في اقصى غرب العالم، في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا في الجامعات الأمريكية .
تأثير طوفان الاقصى في الولايات المتحدة له دلالات هامة، بالنظر الى الدور الاميركي في دعم الكيان الصهيوني والعلاقة المتجذرة بينهما .
استطاع طوفان الاقصى أن يخترق جدران الحصن الامريكي الصهيوني وأن يحدث ثورة وعي في المجتمع الاميركي تجسدت بوضوح في أهم معاقل العلم والمعرفة، ألا وهي الجامعات الأمريكية .تقرير / عباس السيد / محمد شرف
تشهد الجامعات الأمريكية في الولايات المتحدة «معركة وعي» ساخنة جدا، على خلفية حرب الإبادة التي يشنها كيان العدو على قطاع غزة، وصلت إلى درجة وقف أنشطة جمعيات طلابية والتهديد بوقف التمويل وسحب فرص العمل من الطلاب.
وفي محاولة لتهدئة الصراعات الدائرة بشأن هذه الانقسامات بين الطلاب، تعتزم عدة جامعات عقد اجتماع للأكاديميين، الأسبوع المقبل، خاصة بعد أن أزعجت هذه الانشطة الاحتجاجية الجهات المانحة، وفق ما نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، الاسبوع الماضي .
وأضافت الصحيفة أن «الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة أصبحت نقطة محورية لوجهات النظر المتعارِضة، بما في ذلك جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا، حيث خرجت عدة مظاهرات تندد بالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكثر من شهر ونصف، وتحرك المئات من الطلاب المنضوين تحت ائتلاف (طلاب لأجل العدالة في فلسطين)، في مسيرات منسقة للتضامن مع فلسطين بعدد من الجامعات، منها أريزونا، وفرجينيا، وولاية أوهايو، ونيويورك، وجورج تاون».
معركة طوفان الاقصى وما تلاها من حرب الابادة التي شنها كيان العدو وضع الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة أمام معضلة دقيقة : بين تلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين للكيان الصهيوني، وبين الحفاظ في الوقت عينه على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين.
وصلت التوترات السياسية بين الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأمريكية إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ حرب فيتنام . وزادت تدخلات الجهات المانحة والخريجين والقائمين بالتوظيف والسياسيين من تأجيجها .
لكن الصورة الأوضح لما تشهده هذه الجامعات تعكس وجود جيل جديد مختلف عن الأجيال التي سبقته في وعيه بجذور المشكلة .
جيل يتابع وسائل التواصل الاجتماعي وتصله جرائم الحرب الإسرائيلية، مقابل وسائل إعلام تقليدية تنشر أخبارا كاذبة عن قيام حماس بقطع رؤوس أطفال إسرائيليين.
وأصبح جليا للجيل الجديد أن القيم الإنسانية اختفت في هذه الحرب على يد الكيان الإسرائيلي .
الطلاب بدأوا يدركون أن جذور الصراع تعود لما قبل 75 عاما، بينها 17 عاما من حصار قطاع غزة، وأن أساس المشكلة هو الاحتلال وليس العملية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر . وبناء على ذلك عبروا عن مواقفهم الداعمة للفلسطينيين بوضوح وبأشكال مختلفة، وتحولت حرم الجامعات الأمريكية العريقة الى ساحات دعم ومناصرة للقضية الفلسطينية.
وهو ما شكل صدمة للنخب السياسية الأمريكية واللوبي الصهيوني الذي يتحكم في توجيه السياسة الأمريكية . لتبدأ معركة من نوع آخر في هذه الجامعات . معركة هيستيرية مرتبكة تتنكر لكل القيم التي تفاخر بها اميركا، من حرية تعبير وحقوق ومساواة .. الخ .
الداعمون يبتزون الجامعات
يسعى المتبرعون الذين يؤيدون إسرائيل الى منع حرية التعبير في الجامعات، حيث هددوا بسحب ملايين الدولارات التي يدعمون بها الجامعات، مما دعا موظفي الجامعات لأن يقفوا ضد الطلاب المناصرين للقضية الفلسطينية.
وبحسب «فايننشال تايمز» أوقف أثرياء أميركيون، أو لوحوا، بوقف تبرعاتهم لمؤسسات تعليم عريقة، مثل جامعة هارفادر في ولاية ماساتشوستس، وجامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا.
كما حذر أكثر من 24 مكتب محاماة من أنهم لن يوظفوا خريجين يدعمون “معاداة السامية”، وهي تهمة معلبة باتت تطلق على مناهضي الاحتلال الإسرائيلي.
وتواجه الجامعات انتقادات بأنها «لم تبذل الجهود الكافية» لتعزيز المزيد من المناقشات المتحضرة في الفصول الدراسية بشأن الأحداث، بين الأكاديميين والطلاب والمتحدثين الخارجيين.
وأكدت الصحيفة أن رعاة الجامعات الأمريكية بدأوا بسحب دعمهم المالي من الجامعات بسبب عدم توجيههم الانتقادات الكافية لتصرفات حركة «حماس» الفلسطينية.
وتبدو جامعة هارفارد تحت خطر وقف التمويل أيضا، بعد أن دعا مؤسس شركة Limited Brands، ليزلي ويكسر، الجامعات إلى إدانة أعمال «حماس» بشدة، وكذلك معاقبة الطلاب الذين يشاركون في الاحتجاجات المناهضة لـ»إسرائيل» بشدة.
واستقال الملياردير الإسرائيلي، عيدان عوفر، من منصبه في المجلس التنفيذي لجامعة هارفارد أيضا .
وأشارت الصحيفة إلى أن جامعات مثل هارفارد وستانفورد وبنسلفانيا قد تخسر التمويل.
كما فقدت جامعة بنسلفانيا أحد أقدم وأكبر الجامعات الأمريكية ممولين لها، بسبب عدم إدانتها لهجوم حماس على إسرائيل بشكل كاف.
وعلى خلفية هذه المخاطر، أصدرت جامعة بنسلفانيا بيانا انتقدت فيه بشدة ما وصفته «هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل».
وكان جون هانتسمان، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الصين وروسيا، قد بعث برسالة للسيدة ليز ماغيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، يخبرها فيها أن عائلته “ستُوقف إصدار شيكات التبرعات المستقبلية للجامعة”.
وبرر هذا الموقف قائلًا: “إن صمت الجامعة بشأن هجوم حماس المؤسف ضد « شعب إسرائيل» في الوقت الذي ينبغي أن يكون الرد الوحيد فيه هو الإدانة الصريحة، إنما يعتبر إنحدارًا بمستواها.” وأضاف: “فهذا الصمت ما هو إلا معاداة للسامية، ودليل على الكراهية، وهو نفس الشيء الذي عملنا على تجنبه بتأسيس التعليم العالي”.
ولم تكن جامعة بنسلفانيا هي المؤسسة الوحيدة التي تعرضت لتلك الضغوط، فلقد واجهت العديد من الكليات الأمريكية أيضًا الكثير من الانتقادات بسبب تصريحاتها المحايدة، إما لأنها لم تصل لحد إدانة هجوم حماس أو لفشلها في إدانة ارتفاع عدد القتلى في غزة. ومن بين هذه الجامعات، جامعة نورث كارولينا، جامعة ولاية كاليفورنيا لونج بيتش، جامعة ولاية أريزونا، وجامعة إنديانا.
وأنهت منظمة ويكسنر التي تعمل على تحضير «قادة المجتمع اليهودي الأميركي ودولة إسرائيل» شراكتها مع كلية كينيدي في جامعة هارفرد.
وبرّرت العائلة الثرية خطوتها بـ»فشل قيادة هارفرد الذريع في اتخاذ موقف واضح وقاطع ضد ما وصفته بالجرائم الوحشية وقتل المدنيين الإسرائيليين الأبرياء من قبل « الإرهابيين»، في إشارة الى حركة حماس.
الى ذلك، طالب مارك روان الرئيس التنفيذي لصندوق «أبولو غلوبل ماناجمنت» الاستثماري وأحد المتبرعين الرئيسيين لجامعة بنسلفانيا، باستقالة رئيستها إليزابيث ماغيل.
وانتقد استضافة الجامعة قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، منتدى للأدب الفلسطيني شارك فيه من قال إنهم «أشخاص معروفون بمعاداتهم للسامية وترويجهم للكراهية والعنصرية».
لكن الخلاف الأبرز ظهر بجامعة هارفارد، حيث أصدرت مجموعات التضامن مع فلسطين (HPSG) بياناً قالت فيه إنها تُحمل “النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف الحالية والقادمة”.
وأثار هذا البيان، ردود فعل عنيفة، وكتب على إثره اليهودي لاري سمرز، رئيس الجامعة السابق، على “موقع إكس” )تويتر سابقا) أن صمت قيادة الجامعة جعلها “تبدو محايدة تجاه الأعمال الإرهابية ضد « إسرائيل”.
وبحسب التقرير، بدأت دعوات رجال الأعمال الذين يتبرعون للجامعات، تطالب جامعة هارفارد وغيرها من جامعات النخبة بإدانة الطلاب الذين ينتقدون إسرائيل تظهر في الأفق.
وفي نفس السياق، قام كينيث غريفين، مؤسس شركة Citadel للخدمات المالية، بحث الجامعة للدفاع بقوة عن « إسرائيل» بعد إصدار البيان الذي ألقى باللوم على « إسرائيل».
وفي محاولة من الجامعة لتدارُك الأمور وسعيا لإرضاء مموليها، قامت كلودين غاي، رئيسة جامعة هارفارد بإصدار بيانًا ثانيًا أدانت فيه ما وصفته ب“الفظائع الإرهابية التي ترتكبها حماس ضد الإسرائيليين” . بينما أكدت أن لدى الطلاب الحق في التعبير عن آرائهم، لكنهم لا يتحدثون باسم الجامعة أو بالنيابة عن قياداتها.
في المقابل، دعت مجموعة من أساتذة هارفارد الى وضع حد للمضايقات في حق طلاب وقّعوا عريضة مناهضة لإسرائيل. وشملت هذه المضايقات مرور مركبة قرب حرم الجامعة في مدينة بوسطن، وهي ترفع صور الطلاب وأسمائهم تحت شعار «أبرز المعادين للسامية في هارفارد .
اللوبي الصهيوني حملات ضد الأكاديميين والطلاب
واصل اللوبي الصهيوني بالجامعات الأمريكية شن حملات ممنهجة استهدفت مجموعة الأكاديميين المعارضين للعدوان الإسرائيلي على غزة وعمليات الاستيطان غير القانونية للأراضي الفلسطينية.
وجاءت تلك الحملات، حسبما أفاد موقع «ميدل إيست آي»، بالتزامن مع انقسام غير مسبوق في جامعات الولايات المتحدة منذ ال 7 من أكتوبر 2023.
وذكر الموقع أن تلك الحملة استهدفت أساتذة بارزين وطلاب أبرزهم الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر في كلية الدراسات العربية والسياسية بجامعة كولومبيا، جوزيف مسعد، الذي تم اتهامه بالتسامح مع الإرهاب، ووصل الأمر للمطالبة بطرده من الجامعة بسبب مقال تحليلي نشره في «إلكترونيك انتفاضة» حول أحداث غزة الأخيرة .
وعلى نفس المنوال، شملت الحملة الصهيونية أساتذة وطلبة في جامعات أخرى لأنهم أصدروا بيانات حملوا فيها الكيان الإسرائيلي المسؤولية، وأشاروا فيها لاحتلال الكيان للمناطق الفلسطينية المحتلة وحصار 16 عاما على قطاع غزة، والحصار هو فعل حرب حسب الباحثين في «لو أند وورفير».
وهناك عريضة أخرى جرى توزيعها مؤخرا ووقّع عليها حوالي 5.000 شخص تدعو لطرد البروفسورة زارينا جريوال، التي تحاضر في الأديان والأنثروبولوجيا، وتتهم العريضة جريوال، بأنها «تتسامح مع العنف وتدعم منظمة إرهابية».
وفي جامعة هارفارد، تعرض الطلاب الذين وقعوا على رسالة تحمل إسرائيل مسؤولية الحرب لكشف بياناتهم السرية، حيث نشرت عناوينهم ومعلوماتهم الشخصية، بما في ذلك الاسم الكامل والسنة الدراسية والوظائف السابقة، والبروفايل على منصات التواصل الاجتماعي، وصورهم ومدنهم التي جاءوا منها.
وفي 12 أكتوبر الماضي، أغلقت جامعة كولومبيا حرمها الجامعي أمام الجمهور قبل احتجاجين مخطط لهما، أحدهما من «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، والآخر من طلاب يدعمون الكيان الإسرائيلي .
الجامعة علقت جمعيتين طلابيتين – « طلاب من أجل العدالة في فلسطين والصوت اليهودي من أجل السلام» بعد ان نظمتا مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، كما جاء في خبر للوكالة الفرنسية .
واتهمت الجمعيتين «بانتهاك متكرر» لقواعد الجامعة،. وقال نائب رئيس الجامعة، جيرالد روزبرغ، إنه سيُعلّق «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و»الصوت اليهودي من أجل السلام» لفصل الخريف بأكمله.
وأوضح روزبرغ في بيان «اتُخذ هذا القرار بعد أن انتهكت الجمعيتان بشكل متكرر قواعد الجامعة بشأن تنظيم أحداث في الحرم الجامعي، ما أدى إلى تنظيم حدث غير مصرح به، على الرغم من التحذيرات، وأفضى إلى خطابات تهديد وترهيب».
يُذكر أن منظمتي “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام” توجدان في العشرات من الجامعات في جميع أنحاء البلاد.
كما أنهما قادتا احتجاجات عديدة ضد الكيان الإسرائيلي والحكومة الأمريكية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين أكثر قلقا بشأن الصراع من الناس في الدول الصناعية الرائدة الأخرى. كما أصبح الشباب أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية مع تزايد الأصوات والضغوط الدولية الدعم لوقف إطلاق النار في غزة.
توبيخ هيلاري كلينتون
تعرضت هيلاري كلينتون لمضايقات وهُتافات من مجموعة من الطلاب المتظاهرين المعارضين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أثناء مغادرتها أحد مباني جامعة كولومبيا في نيويورك.
ووفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية فإن هيلاري التي تدرّس في الجامعة قوبلت بهتافات «عار عليك، عار عليك» خلال مغادرتها أحد المباني، نهاية نوفمبر الماضي . وأظهرت لقطات للطلاب وهم يجلسون أمام لافتة كبيرة تقول «يدا كولومبيا ملطختان بالدماء»، وبينما كانت هيلاري تمر إلى جوارهم، صرخوا «أنت تدعمين الإبادة الجماعية».
ضغوط على الجانب الآخر
وفي 15 نوفمبر الماضي، أصدرت 43 منظمة تابعة لجامعة كولومبيا بيانا طالبت فيه الإدارة بالتوقف عن «دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي» والتوقف عن قمع النشاط المؤيد لفلسطين.
وتضمن البيان توضيحا للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، من قصف للمستشفيات والمدارس وقطع للغذاء والمياه وقتل الآلاف، أغلبهم من الأطفال والنساء، مؤكدا أن هدف الحركة هو سحب الاستثمارات التي تقدمها الجامعة للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.
الدستور الاميركي
ويكفل الدستور الأميركي حرية التعبير والإدلاء بالرأي، ويستند الكثير من مسؤولي الأحرام الجامعة الى تقرير لجنة كالفن لعام 1967 في الدفاع عن حرية الطلاب في التعبير عن مواقفهم.
والتقرير الذي أصدرته جامعة شيكاغو في خضم احتجاجات غاضبة ضد حرب فيتنام وأعمال شغب على صلة بالحقوق المدنية .
كل ذلك يخلص الى أن دور الجامعات يجب أن يكون الترويج لتعددية الآراء عوضا عن اتخاذ موقف بشأن قضايا مثيرة للجدل.
واعتبرت باسكيريلا أن الضغوط التي يمارسها المتبرعون على الجامعات تقوض هدف التعليم العالي في الولايات المتحدة وهو «الترويج لسعي غير مقيّد الى الحقيقة والتبادل الحر للأفكار».
وشددت شاهفرديان على أهمية أن «يدرك المتبرعون بأن حرية التعبير هي ركن أساسي في التعليم العالي، وهذا يعني في بعض الأحيان آراء قد يكون المرء معارضا لها بشدة».
الجامعات الخاصة عرضة لابتزاز اللوبي
وأعادت هذه الضغوط تسليط الضوء على ضعف الدعم الحكومي للجامعات الخاصة وتركها عرضة لأهواء الأثرياء. ورأت باسكيريلا أن الاعتماد على الدعم الخاص يفرض قيودا على الأساتذة والمسؤولين «لأنهم يخشون خسارة التبرعات».
وتأتي هذه القضية في وقت يعاني المجتمع الأميركي من انقسام متزايد بين الديموقراطيين والجمهوريين.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه حديثا معهد «غالوب»، أن نسبة الأميركيين الذين يبدون «ثقة كبيرة» بالتعليم العالي في بلادهم تراجعت من 57 بالمئة في 2016 الى 36 بالمئة هذه السنة.
دعم اليهود للمؤسسات التعليمية
وفقاً لتحقيق صحافي أجراه موقع «فورورد» فإن نحو «500 مؤسسة من بينها كازينوهات ومحطات إعلامية وشركات تكنولوجية قدمت تبرعات مليارية للمنظمات اليهودية».
وحسب ترتيب اهتمام اليهود في مجال التبرعات فإن التعليم يحوز على مكانة خاصة عندهم بالتبرع للمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث، حيث يستقطب قطاع التعليم نحو أكثر من 5 مليارات دولار سنويا من تبرعات اليهود.
ويتبين اهتمام اليهود بالتشجيع على التعليم واعتباره استثماراً له عوائد على المدى الطويل. لكن في الدول العربية مايزال التبرع لدعم التعليم محدوداً جدا حيث أن مدارس وجامعات كثيرة في العالم العربي ماتزال متأخرة عن ركب الجامعات في العالم بسبب نقص البنى التحتية التكنولوجية خصوصا بالإضافة إلى نقص في الأجهزة وبيئة التعليم والمنح لمواصلة الدراسات العليا.