قادة المقاومة الفلسطينية يشيدون بمشاركة اليمن والعدو الصهيوني يخشى من القادم
لَسْتُمْ وَحْدَكُمْ: نْصرة اليمن لغزة كسرت الجغرافيا ووضعت العدو أمام معادلات جديدة
الثورة /صنعاء
أعلنت قطر أمس الجمعة عن هدنة من أربعة أيام في غزة، وفيما بدأ سريان الهدنة على قطاع غزة، وأكدت المقاومة الفلسطينية الالتزام بها، بدأ الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن جبهات خطيرة ستظل مفتوحة على كيان العدو الإسرائيلي، وقال معلق الشؤون العسكرية في «القناة الـ13» الإسرائيلية، نير دفوري، يقل إنّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة «لا يتضمن حزب الله، ولا جبهة اليمن، ولا مناطق الضفة».
إلى ذلك أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، في بيان، التوصّل إلى الاتفاق على التهدئة الإنسانية وتبادل الأسرى من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، ودخلت حيز التنفيذ أمس الجمعة في تمام الساعة الـ7 صباحاً، فيما شهد مساء الجمعة تبادلا للأسرى والمعتقلين.
• إعلام إسرائيلي : اليمن فرض معادلات جديدة
رغم إعلان الهدنة فمن الواضح أن جبهة اليمن ستستمر حتى تفرض معادلة وقف الحرب على غزة، وتضيف إليها معادلات أخرى في الضفة الغربية، وقد أكدت القوات المسلّحة اليمنية، يوم أمس الأول الخميس إطلاق القوة الصاروخية دفعة من الصواريخ المجنّحة على أهداف عسكرية متعددة للكيان الإسرائيلي في أم الرشراش (مستوطنة إيلات) جنوبيّ فلسطين المحتلة.
وشدّدت القوات المسلّحة على أنها مستمرّة في تنفيذ عملياتها العسكرية حتى يتوقّف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وسبق وأن أكدت القوات المسلحة في بيانها بشأن الاستيلاء على سفينة الشحن الصهيونية بأنها ستواصل إغلاق البحر الأحمر أمام سفن العدو الصهيوني وتستهدفها، حتى تتوقف جرائمه في غزة وفي الضفة الغربية.
إلى ذلك رأت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنّ عملية البحر الأحمر فرضت جبهة بحرية إضافية على الكيان الصهيوني.
وأوردت في مقال كتبه شاؤول حورف، وهو عميد احتياط قاد وحدة الغواصات، ووحدة سفن الصواريخ، وكان نائب قائد سلاح البحرية، ورئيس لجنة الطاقة الذرية، أن تكون الأستراتيجية المناسبة للكيان للتعامل مع البحر الأحمر هو بالاحتواء.
وبحسب ما أوضحت، الصحيفة فإن التهديد الذي يمثّله اليمن بالنسبة لإسرائيل لا يزال متوقعاً أن يستمر، حتى بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، كذلك، لفتت «معاريف» إلى أنّ اليمن انضمت إلى المعركة ضدّ «إسرائيل» قبل أسابيع، «لكنه ركز لغاية الآن على مهاجمة إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة».
كما أشارت إلى تجديد القيادة اليمنية تحذيرها لجميع السفن التابعة لـ«إسرائيل» أو العاملة فيها، بأنّها ستصبح هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، بعد الاستيلاء على السفينة ليدر.
كما أبدت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صنعاء «هدّدت ونفّذت تهديدها»، وأكّد معلّق الشؤون الفلسطينية في القناة 12 الإسرائيلية، أوهاد حمو، أنّ اليمنيين هم من الأهم في هذه المنطقة، من حيث التسليح والمعلومات، و»نحن نرى هنا تجاوزاً واضحاً للخط الأحمر، عندما يتمّ إلحاق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية»، مشيراً إلى الصعوبة التي ستجدها «إسرائيل» في إرسال سفن عبر البحر الأحمر.
• جبهة اليمن لن تهدأ حتى وقف العدوان كليا في غزة والضفة
إلى ذلك وعلى رغم سريان الهدنة في غزة، إلا أن اليمن أكدت استمرار العمليات العسكرية وليس توقفها، جاء ذلك في بيان القوات المسلحة الخميس التي أكدت استمرار العمليات حتى يتوقف العدوان على غزة، وجرائم العدو في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي أكد عليه بيان القوات المسلحة بشأن العملية البحرية التي نفذت للاستيلاء على سفينة شحن صهيونية.
ووفق مصادر فإن القوات المسلحة ستواصل عملياتها على الكيان الصهيوني، وتواصل أيضا إغلاق البحر الأحمر، حتى يتوقف العدوان على غزة، وتتوقف جرائمه في الضفة الغربية.
وهو ما يعني- وفق تقديرات- بأن اليمن فرض معادلات جديدة على كيان العدو الصهيوني بما في ذلك خارج غزة.
ومن المؤكد أن صنعاء لن توقّف الضربات الصاروخية والجوية ولا العمليات البحرية على مصالح العدو الصهيوني خلال فترة الهدنة المؤقّتة في غزة، وأن الحرب مفتوحة مع الكيان حتى يوقف الحرب بشكل كلّي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويتوقف عن جرائمه في الضفة الغربية.
في موازاة ذلك، أكدت القوات البحرية اليمنية استمرارها في تنفيذ العمليات العسكرية ضدّ سفن الكيان الإسرائيلي ومصالحه في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية أيضا. وجدّدت، في بيان، تأكيدها أن عملياتها محدّدة باستهداف السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو تديرها شركات إسرائيلية أو يملكها إسرائيليون، محذّرة كل السفن العابرة في البحر الأحمر من الإبحار بالقرب من الناقلات الإسرائيلية، ومطالبةً بعدم إطفاء أجهزة التتبّع.
المقاومة الفلسطينية تحيي اليمن وجبهات المقاومة في لبنان والعراق
إلى ذلك توجه قادة المقاومة بالتحية إلى الضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق، وفي هذا السياق.. وجه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أمس، التحية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان، وحيّا هنية «الإخوة في اليمن الشقيق الذين عبروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وعن تضامنهم مع أشقائهم في غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة، وشكر المقاومة العراقية».
وفي وقت سابق أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن «ما تقوم به المقاومة أصبح مثار فخر واعتزاز لكل شعوب العالم».. مُعلقاً على عمليات حزب الله في جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، بالقول: «نعتز بما تقوم بها المقاومة في لبنان دعما لإخوانهم في فلسطين»، وشكر سوريا، واليمن التي تسجل حضوراً مميزاً بمشاركتها الفعالة في الدفاع عن فلسطين ومقاومتها حسب القائد نخالة.
كما توجه المتحدث باسم سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أبو حمزة، بالتحية إلى ساحات المقاومة في لبنان، والعراق، واليمن، وقال إن «المقاومة الإسلامية في لبنان وجهت للعدو ضربات مميتة والقادم أعظم، وفي العراق توجه الضربات للقواعد الأمريكية، واليمن السعيد الذي دك أم الرشراش بالصواريخ والمسيرات وأعاد لنا بحرنا العربي الأحمر لحاضنته العربية وقال للعدو إن حق التصرف القانوني لنا وليس لكم ولن يكون».. قائلاً: «بوركت هذه السواعد المباركة ونشد على أيديكم فاستمروا على بركة الله».
وكان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قد وجه في كلمة مصورة له مساء الخميس، التحية إلى «قوى أمتنا التي هبّت لمساعدة شعبنا ومقاومتنا بالفعل الميداني المباشر ضد العدو من جبهات متعددة».
وقال: «نخص إخواننا في اليمن، يمن العروبة والإسلام الذين حركتهم صرخات أهلنا ونداءات مقاومتنا فنهضوا بنخوتهم العربية المعهودة وكسروا قيود الجغرافيا ونصروا وينصرون غزة بكل عنفوان وإصرار».
وأضاف أبو عبيدة: «كذلك إخواننا في لبنان الذين تتصاعد أفعالهم ويحاصرون المحتل من جبهته الشمالية ويربكونه، ويدكون حصونه، وإخواننا في العراق الحر، وفي كل جبهة تسعى وتعمل وستعمل على ضرب عدو الأمة وكسره».
وتابع قائلاً: «إننا إذ نحيي هذه السواعد التي أبت إلا أن تتحرك وأن تتجاوز التضامن اللفظي المجرد؛ فإننا ندعو إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال من أبطال شعبنا وأمتنا في كل أنحاء الضفة المحتلة وفي جبهات المقاومة وتسديد ضربات للعدو وملاحقته في كل جغرافيا فلسطين وحدودها التاريخية».
• لستم وحدكم
تجاه عملية طوفان الأقصى كان موقف اليمن واضحاً في تأييد العملية ومساندتها، وتطور الموقف اليمني إلى نحو أوضح إزاء ردة الفعل الصهيو أميركية الغربية، والتي أخذت شكل الإبادة الوحشية لقطاع غزة ومضمونها، وتجاه ذلك ظهر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بخطاب مقتضب خصصه لتطورات الحرب الصهيو أميركية على غزة، وأعلن فيه أن التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة تام ومتكامل لفعل ما يجب. وأضاف «لهذا التنسيق خطوط حمر ومستويات معنية، من ضمنها أنه إذا تدخل الأميركي بصورة مباشرة، فنحن مستعدون للمشاركة حتى على مستوى القصف الصاروخي والمسيرات والخيارات العسكرية»، وقال فيه وأقول لشعبنا في الفلسطيني في غزة «لستم وحدكم ،فشعبنا إلى وأحرار أمتنا إلى جانبكم»
وأضاف في خطابه» فيما يتعلق بقطاع غزة، هناك خطوط حمر، ونحن في هذا على تنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، وحاضرون وفقاً لذلك، للتدخل بكل ما نستطيع، وسنحرص على أن يكون لدينا الخيارات المساعدة على فعل ما يكون له الأثر الكبير في إطار تنسيقنا مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة».
وبعد أيام قلائل من الخطاب بدأت اليمن بتنفيذ ضربات صاروخية، وجوية على كيان العدو الصهيوني، بلغت حتى اليوم ثمان عمليات متواصلة، تطورت المعادلة إلى نحو أوسع حينما أعلن قائد الثورة في خطاب يوم 14 نوفمبر، بإغلاق البحر الأحمر أمام العدو الصهيوني، ووجه القوات المسلحة بذلك، والتي أعلنت تنفيذ التوجيه من حينه، وباشرت تعقب السفن الصهيونية، لتتمكن من الاستيلاء على سفينة الشحن ليدر بعد خمسة أيام فقط من الإعلان.
مشاركة اليمن نصرةً لغزة هي بالفعل جسد حرفيا معادلة «لستم وحدكم»، وإلى جانب العمل العسكري تصاعد الموقف الشعبي إلى نحو أوسع، وفي المقابل بات الفعل العسكري بحرا وجوا ينذر كل رعاة العدو الصهيوني ويهدد مصالحهم وقد أحدث أثارا واسعة اقتصادية وعسكرية أمام العدو الصهيوني.
على أن دخول اليمن الميدان نصرةً لغزة له ما له من تداعيات وانعكاسات وارتدادات كبرى، تمتد على طول المسافات التي تقطعها الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن، جنوبي شرقي البحر الأحمر، إلى فلسطين المحتلة، جنوبي غربي قارة آسيا، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتجاوز الصواريخ والمسيرات اليمنية لهذه المسافات المشبكة بمعادلات ومصالح أميركية وغربية يعاظم التهديدات والمخاطر على أميركا وتحالفاتها، ويقوض معادلاتها كذلك، كما أن له تداعيات أوسع في البحر الأحمر الذي بات مغلقا بشكل كامل أمام العدو الصهيوني، وسيستمر حتى يوقف العدو حربه على غزة وجرائمه في الضفة.
معادلة قائد الثورة «لستم وحدكم» التي عبر بها عن نصرة اليمن لغزة، وصلت إلى حد استخدام أخطر الأوراق الاستراتيجية في مساندة غزة، وهي إغلاق البحر الأحمر أهم خمسة ممرات بحرية في العالم، وإلى تنفيذ القرار بالاستيلاء على سفن الشحن الصهيونية، وهو أمر يترجم المعنى والمبنى لما عناه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بقوله لأبناء غزة: «لستم وحدكم، فنحن إلى جانبكم».