دعوات دولية خجولة للتحقيق فيما تسميه تقارير عن جرائم ترتكبها "إسرائيل" قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب
مجزرة جديدة داخل مستشفى “الشفاء” حصيلة الشهداء تجاوزت 11078 منهم 4506 أطفال و 27490 جريحاً
الثورة / إبراهيم الاشموري
أمام المجازر الصهيونية المروعة والانتهاكات الوحشية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني بحق ملايين المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تظهر دعوات دولية خجولة للتحقيق فيما تسميه تقارير عن جرائم ترتكبها “إسرائيل” قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب.
آخر هذه الدعوات ما ورد امس على لسان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الذي حث على إجراء تحقيق فيما وصفه باستخدام إسرائيل “لأسلحة متفجرة شديدة التأثير” والتي قال إنها تسبب دمارا عشوائيا في قطاع غزة المحاصر.
وقال تورك إنه يجب على إسرائيل وقف استخدامها لمثل هذه الأسلحة في القطاع المكتظ بالسكان والذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، نصفهم نزحوا بسبب القتال على مدى شهر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، امس الجمعة، ارتفاع حصيلة شهداء الغارات الصهيونية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 11 ألفا و78 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 27 ألفا آخرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث الوزارة أشرف القدرة، في مدينة غزة.
وقال القدرة: “ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 مواطنا بجراح مختلفة”.
وأضاف القدرة “وصلنا 2700 بلاغ عن مفقودين منهم 1500 طفل لازالوا تحت الأنقاض”.
وأضاف القدرة “الانتهاكات الإسرائيلية بحق المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 198 كادرا صحيا وتدمير 53 سيارة إسعاف”.
وزاد أن “إسرائيل استهدفت 135 مؤسسة صحية وأخرجت 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة”.
واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى العيادات الخارجية بمستشفى الشفاء، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
يأتي ذلك في ظل استمرار جيش العدو الصهيوني في قصف عدد من المستشفيات في قطاع غزة بشكل مكثف، خلال الساعات الماضية، رغم تحذيرات دولية متكررة من استهداف المشافي التي تتمتع بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في مؤتمر صحفي خلال زيارته امس للعاصمة الأردنية عمان “من الواضح أن القصف الإسرائيلي المكثف على غزة بما في ذلك استخدام أسلحة متفجرة شديدة التأثير في مناطق مكتظة بالسكان له أثر مدمر على الإنسان وحقوق الإنسان”.
وأضاف “يجب التحقيق في الهجمات… لدينا مخاوف جدية من أن تكون هذه هجمات غير متناسبة تنتهك القانون الإنساني الدولي ”داعيا كيان الاحتلال إلى اتخاذ ما اسماها إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة أيضا حيث يتصاعد العنف بين الفلسطينيين من جهة والجنود والمستوطنين الصهاينة من جهة أخرى.
وأوضح تورك أن 176 فلسطينيا على الأقل، من بينهم 43 طفلا وامرأة واحدة، استشهدوا في وقائع شاركت فيها قوات الأمن “الإسرائيلية” منذ بداية أكتوبر الماضي وقتل مستوطنون إسرائيليون ثمانية فلسطينيين على الأقل. .
ورغم هذه الدعوات والمطالبات الأممية الخجولة تواصل قوات الاحتلال جرائمها وانتهاكاتها الخطيرة للقانون الإنساني الدولي في عدوانها على غزة وأكدت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء أن “قوات الاحتلال قصفت مبنى العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء بصواريخ وقذائف مدفعية، واستهدفت النازحين، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، بينهم أطفال ونساء”.
وأضافت: “كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بعد استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين عند مدخل خزاعة، شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة”.
وكانت قوات الاحتلال استهدفت خلال الساعات الماضية بوابة مستشفى النصر للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لتوقف جميع خدماته.
كما استهدفت محيط مستشفى “أصدقاء المريض” في غزة، ودمرت مركبة إسعاف بعد قصف على محيط مستشفى العودة شمال القطاع غزة، فيما اندلع حريق كبير في الطابق السفلي بمستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة بعد استهدافه من الطيران الصهيوني.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة امس الأول، أن الجيش الصهيوني قصف 8 مستشفيات خلال الأيام الثلاث الماضية، وأنه تسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء “العدوان” على قطاع غزة في 7 الماضي.
وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1,6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2,4 مليون نسمة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الشمال حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك، حذرت الأمم المتحدة من أن “نقص الطعام يثير قلقا متزايدا” مشيرة إلى أنه لم يكن بإمكان أي منظمة تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام.
والمستشفيات التي لم تغلق بعد تعاني نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.