السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي
لو اتخذ الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية خيارًا حكيمًا في التصدي للكيان الصهيوني، في بدايات سعيه لاحتلال فلسطين، وهو- آنذاك- بدأ تحركه بشكل جماعات، مجموعات، وعصابات معينة، عصابات منظَّمة تمارس الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، ترتكب الجرائم، وفي تلك المرحلة المبكرة من ذلك النشاط اليهودي في بداياته الأولى ومساعيه الأولى لاحتلال فلسطين، لو اتخذ الخيار الحكيم والقرار الحكيم والموقف الحكيم الذي يرشد إليه القرآن في ظروفٍ كتلك، وهو الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله هو الخيار القرآني عندما يكون هناك تهديد للأمة من عدوٍ من أعدائها، يريد أن يجتاحها، يريد أن يحتل أرضها، يريد أن يسيطر عليها، يريد أن يتحكم بها، الجهاد في سبيل الله هو الخيار لظروفٍ كهذه؛ ليشكِّل حمايةً للأمة، منعةً للأمة، وهو خيار حق وحكيم وإنساني وفطري، ولكن أغلبية الناس -آنذاك- الأغلبية في داخل الشعب الفلسطيني، والأغلبية في داخل الأمة العربية والإسلامية- كان خيارهم، خيارًا آخر: الصمت، اللامبالاة، الإهمال، عدم التقدير للمسألة بمستوى ما هي فيه من الخطورة؛ لأن الحكمة أيضًا تدخل فيها النظرة إلى الأمور، التقييم للواقع، التقدير للموقف، إذا لم تمتلك الحكمة قد تكون تقديراتك للموقف تقديرات خاطئة، تستبسط أمورًا خطيرة، وتتساهل تجاه أمور كارثية؛ فتحصل عليك كارثة، تحصل على شعبك كارثة، تحصل على أمتك كارثة، أنت تحتاج إلى الحكمة ليس فقط حين اتخاذ القرار، بل ما قبل اتخاذ القرار، وما قبل تحديد الخيار، في تقديرك للأمور، في فهمك للأمور، الفهم الصحيح، النظرة الصحيحة، التقييم الصحيح، الإدراك لمستوى الخطر، لمستوى ما يترتب على التفريط تجاه موضوع معين.
*من محاضرة المولد النبوي الشريف 11 /3 /1440هـ