الاحتشاد الأمريكي والغربي مع الكيان الصهيوني قابله خذلان عربي يصل إلى حد التآمر على الشعب الفلسطيني

أمريكا تقود الحرب الصهيونية على غزة والغرب يساندها.. مذابح الصهيونية برسم أمريكا والدول الغربية

 

الثورة / متابعة / محمد الجبلي

مضت خمسة أيام من الحرب الصهيونية على طوفان الأقصى، قطاع غزة تعرض يوم أمس وأمس الأول لأعنف قصف وحشي شنه العدو الصهيوني مرتكبا مذابح مروعة ووحشية، متبعا عملية تدمير منهجية وقتل للمدنيين بشكل متعمد، القصف الصهيوني امتد على مدار الساعة، وتوقف فقط خلال رد المقاومة من جنوب لبنان.
لم يكن ينقص الإجرام الصهيوني إلا الدعم المفتوح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الأول، ودعوته لليهودي بنيامين نتنياهو إلى القيام بردّ حاسم ضد حركة حماس، بل ومؤكدا على ضرورة تغيير الوضع في قطاع غزة، وكرّر بايدن دعم بلاده المفتوح للعدو وتلبية حاجات العدو الصهيوني من الذخائر، وقال “إن ما تقوم به أمريكا هو دفاع عن أمنها أيضاً، مكرّراً تحذير «دول ومنظمات» من الدخول في الحرب ضد الكيان الصهيوني”.
مواقف بايدن أكدت أن أمريكا تلعب دوراً مباشراً في إدارة الحرب الإجرامية على غزة سياسياً وأمنياً وميدانياً، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي الذي توفره أمريكا، تولّت وزارة الخارجية الأمريكية القيام بحملة اتصالات واسعة مع غالبية دول العالم لمنع أي مواقف تدين الوحشية الصهيونية، فيما يتولّى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، التنسيق المباشر مع هيئة أركان جيش العدو الصهيوني، ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر خاصة بها، أن ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأمريكية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الصهيوني.
الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني تزامن مع اصطفاف غربي واسع مع الكيان الصهيوني على إثر طوفان الأقصى، تجاوز البيانات والكلمات واتجه مباشرة للخطوات العملية إما في وضعه الداخلي أو على مستوى الدعم الخارجي، وبعد البيان المشترك الذي صدر عن خمس دول: أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا الصريح الذي يقول إن هذه الدول اتفقت على دعم إسرائيل وسترسل المساعدات إلى أعلى المستويات.
وسبق البيان إعلان المفوضية الأوروبية – التي تعتبر أكبر جهة مانحة للفلسطينيين – عن وقف التمويل البالغ 691 مليون يورو كجزء من الاصطفاف العملي إلى جانب اليهود لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين.
ظهر الرئيس الأمريكي يقول بكل وضوح وأمام مسامع العالم وحكام العرب، بأنه قال لرئيس وزراء الكيان يجب أن يكون رد إسرائيل حاسماً ويحثه على ارتكاب المزيد من المذابح متعهدا بتلبية كل الاحتياجات اللازمة من وسائل القتل والسلاح والمشاركة في العمليات الاستخباراتية والعمل الميداني، وقال بايدن باسم حلفه أنهم سيظلون متحدين في دعم إسرائيل.
تصريحات بايدن الصريحة تقول إن أمريكا تتناصف إبادة الفلسطينيين مع إسرائيل وقد أرسلت سرباً من طائرات شحن السلاح من عدة قواعد لها في المنطقة إلى الكيان الصهيوني بالإضافة إلى إرسال حاملات الطائرات إلى شرق المتوسط، يحدث كل هذه بكل علنية وبكل وقاحة أمام عالم وقح لم يجرؤ على سؤال أمريكا لماذا حاملات الطائرات والبوارج على شعب أعزل يعيش في منطقة محاصرة من جميع الاتجاهات لا تتجاوز عشرات الكيلوهات.
وبحسب صحيفة بوليتيكو فإن الولايات المتحدة لبت طلب الكيان الإسرائيلي بالموافقة على إرسال صواريخ جو أرض وقنابل موجهة واعتراضية، كما سترسل بما قيمته 100 مليون دولار من ذخيرة مخزونها العسكري.
مقابل ذلك، حذّر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، من أن المشاركة الأمريكية ستؤدي إلى مشاركة اليمن في القصف على العدو الصهيوني، وهاجم الغرب الكافر في خطابه الذي ألقاه أمس الأول حول آخر التطورات في فلسطين وكشف المعايير الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وقال: لا اعتبار ولا قيمة لكل عناوين الغرب الكافر في الحقوق والحريات إذا ما تعلق الأمر بالشعب الفلسطيني.
وأمام التعصب الظالم والاصطفاف الإجرامي لأمريكا والغرب مع الصهاينة، أكد قائد الثورة أن اليمن جزء من محور الجهاد والمقاومة، وأنه على تنسيق تام، محذرا من خطوط حمر ستؤدي إلى المشاركة اليمنية في القصف بالصواريخ والمسيرات، وخاطب شعب فلسطين بالقول “لستم وحدكم فشعبنا معكم”، وأكد أن اليمن لن يتردد في فعل كل ما يستطيع وأن الشعب اليمني حاضر، مؤكدا أن مشاركة الأمريكي سيقابله مشاركة مباشرة من اليمن، وقال « ومن ضمن الخطوط الحمر، مشاركة الأمريكي بشكل مباشر، وسنضرب بالصواريخ والطائرات المسيرة والخيارات العسكرية في حال شارك الأمريكي في الحرب».
وتوجه بإدانته إلى المواقف المتخاذلة من بعض الحكام العرب، وأشار إلى الاصطفاف الغربي لافتا إلى مبادرة دول الغرب الكافر لتقديم الدعم والمساندة للكيان الصهيوني رغم ما يمتلكه من وسائل قتالية وهو في موقف الإجرام والباطل، بينما كان الأحرى بدول الإسلام أن تكون صاحبة المبادرة بالوقوف مع شعب فلسطين المظلوم ويكفيها أن موقفها هو حق.
وذكرهم بأن الأمريكي بادر لتبني الموقف وأن الأمريكي شريك في كل جرائم العدو وممارساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني والأمة بشكل عام، فهو يقدم كل وسائل القتل والتدمير لقتل المدنيين، وقال قائد الثورة إن الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني هو الجهاد المشروع.

وبالعودة إلى المواقف الغربية التي ترجمت إلى عملية
أمرت وزيرة الداخلية البريطانية رجال الشرطة باحتجاز من يظهر أي تعاطف مع الشعب الفلسطيني والقبض على كل من يندد بجرائم الكيان الغاصب والمذابح بحق المدنيين، وهذه الخطوة استباقية لمنع تنظيم أي تظاهرات وهي تكشف سقوط الحريات وعناوين الديمقراطية حينما يصل الأمر إلى إسرائيل.
– في فرنسا صدرت أوامر بمنع أي تظاهرات مناصرة لشعب فلسطين ومندده بجرائم العدو الصهيوني لكن بالرغم من صرامة الأوامر تجمع عدد من النشطاء في مرسيليا الفرنسية ولوحوا بأعلام فلسطين وهتفوا «إسرائيل قاتلة وماكرون متواطئ».
– خارجية إيطاليا وفي سفور واضح تقول إن حماس هي الطرف الوحيد المسؤول عن الصراع الدائر.
– السلاح المحرم المستخدم في ذبح الشعب الفلسطيني هو أيضاً لم يحرك مشاعر العرب ولا حتى حركتهم دماء قرابة 1000 شهيد نصفهم من الأطفال والنساء قتلوا خلال يومين بالقنابل الفسفورية والفسفور الأبيض المحرم دولياً.

إبادة معلنة
أعلن وزير الدفاع الصهيوني أن الحرب تهدف إلى مسح غزة بالكامل، متحدثا عن إلغاء كل قواعد الحرب، تصريح وزير دفاع العدو يعني أن العدو قرر حرب إبادة بحق قطاع غزة، برعاية أمريكية وغربية، معلنا إسقاط كل المواثيق الدولية والأممية.
والأفظع من ذلك أن تعلن حكومة الكيان الإسرائيلي أمام كل العالم عن فرض حصار خانق بقطع الماء والكهرباء والأغذية والدواء على قطاع غزة الذي يسكنه قرابة مليوني إنسان ومع ذلك لم نجد أي استنكار وتحرك عملي لمنع هذا الإجراء غير الإنساني ماعدا بيانات لا تخرج من المكاتب.
مع هذه الإجراءات والمذابح تخرج أمريكا بين ساعة وأخرى وتؤكد دعمها لكل وسائل الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، بينما دول العالم لم تحرك ساكناً والدول العربية لم تقدم أي موقف صارم على الأقل موقف إنساني ضد أبشع هجوم إبادة في التاريخ.
– الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف: أعلن موقفه تجاه ما يحدث وقال “أناشد المجتمع الدولي أن يتخذ ولو مرة واحدة على الأقل قرارا عادلا بالإجماع فيما يتعلق بالوضع في فلسطين”، وقال: أناشد زعماء الدول الإسلامية أن يشكلوا تحالفًا ويدعوا أولئك في أوروبا والغرب بأكمله حتى لا يقصفوا المدنيين بحجة تدمير المسلحين، نحن ندعم فلسطين ونحن ضد هذه الحرب التي على عكس الصراعات الأخرى يمكن أن تتطور إلى شيء أكثر، أدعو إلى وقف الحرب وأي شكل من أشكال تصعيد الوضع.
– لا مبرر لأي حكومة عربية أو إسلامية أن تقف صامتة أمام أفظع المذابح التي ترتكب بحق شعب عربي ومسلم، إذا لم تستثرها هذا التحالف الغربي والاصطفاف الإجرامي ضد شعب يحمل قضية عادلة ومظلومية مستمرة لأكثر من نصف قرن فما الذي سيستثيرها إذاً.
لتخجل قليلاً.. التعذر بالمشاكل الداخلية هروب من المسؤولية الجماعية، واعتقد لا توجد دولة لديها مشاكل وهي في حالة حرب مثل أوكرانيا الذي خرج رئيسها ليصطف مع الغرب الكافر في إجرامه وهمجيته.
كما لا توجد دولة في العالم العربي والإسلامي أسوأ حالاً مثل اليمن التي تواجه عدواناً دولياً لتسع سنوات وهي محاصرة وتم تدمير بنيتها وقتل شعبها بمذابح ومجازر.. وها هي اليوم تتصدر المشهد في الدفاع عن فلسطين، كما أن الشعب اليمني خرج بمسيرات مليونية عصر السابع من أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى بساعات ليبارك ويناصر ويؤكد استعداده للجهاد، ولا يوجد زعيم في العالم العربي والإسلامي يحمل هموم وقضايا الأمة كقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، الذي خرج بخطاب تاريخي شجاع وأكد أن اليمن جاهزة لضرب إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة وبكل ما لديه من إمكانات في حال تدخلت أمريكا عسكرياً إلى جانب العدو الصهيوني.

قد يعجبك ايضا