عندما وصل السفير السعودي محمد آل جابر على رأس الوفد السعودي إلى صنعاء عقب وصول الوفد العماني خلال شهر رمضان الماضي للتباحث والنقاش حول مجمل القضايا والملفات المرتبطة ببلادنا والعدوان الذي تتعرض له والحصار المفروض شعبنا ؛ خرست ألسن الكثير من أبواق العمالة والارتزاق ، والبعض منهم اضطر إلى بلعها من قوة الصدمة ، ولا ألومهم فالحدث كان لم يكن متوقعا ، من باب معرفتهم بالغرور والغطرسة التي عليها آل سعود وسفيرهم آل جابر على وجه الخصوص ، وهناك من ذهب لمهاجمة وتخوين القيادة في صنعاء من باب إثارة البلابل من خلال نشر الأكاذيب وترويج الشائعات المرتبطة بزيارة الوفد السعودي واللقاء مع الرئيس المشاط ، رغم إدراكهم أن وصول الوفد السعودي يعد انتصارا سياسيا لسلطة صنعاء ، كونها بذلك أثبتت للجميع أنها السلطة الشرعية الممثلة للإرادة الشعبية اليمنية باعتراف وشهادة السعودية التي حضر سفيرها ووفدها إلى العاصمة صنعاء للتحاور مع من كانوا يسمونهم ( بالانقلابيين ) و ( المتمردين ) قبل أن تتطور الحالة لديهم إلى حد وصفهم ( بالإرهابيين ) .
ومن الطبيعي وكما هو متعارف في حال الدخول في صراع وحرب بين دولتين ؛ لا بد من حوار ومفاوضات تجري بينهما ترعاها وساطات أممية أو إقليمية بهدف ايقاف الحرب وإنهاء الصراع ، وفي الحالة اليمنية وما شهدته وما تزال من عدوان وحصار دخل عامه التاسع من الطبيعي جدا أن تكون هناك وساطات ومفاوضات وحوارات مع الطرف الآخر ، ومن الجميع أن يكون الحوار مع السعودية مباشرة وهذا كان مطلب القيادة والوفد الوطني ، كون المرتزقة مجرد بيادق وأدوات رخيصة بيد السعودي والإماراتي ، والحوار معهم غير مجد ومضيعة للوقت ليس إلا ، وما دام الوفد السعودي كان السباق في الوصول إلى صنعاء تحت يافطة ( السلام) فمن الطبيعي أيضا أن يذهب الوفد الوطني إلى السعودية في ظل الوساطة العمانية من أجل تحقيق السلام في اليمن ، وانتزاع الحقوق المشروعة لأبناء شعبنا ووطننا من عاصمة العدوان وهذا انتصار في حد ذاته .
قالها أيقونة الثورة المنشد المجاهد الشهيد لطف القحوم رضوان الله عليه في أحد أشهر زوامله الجهادية ( صنعاء بعيدة قلوا له الرياض أقرب ) وها هي الرياض أقرب فعلا للتكفير عن ذنوبها وجرائمها في حق وطننا وشعبنا من خلال الشروع في حل ومعالجة الملفات الإنسانية دون قيد أو شرط ، والعمل على إعادة الإعمار وتعويض أسرر الضحايا والمتضررين جراء عدوانهم وحصارهم ، والإنسحاب من اليمن واحترام حق الجوار والتخلي عن لعب دور العبد الخادم لأمريكا المنفذ لمخططاتها وأجندتها التي تستهدف دول المنطقة وفي مقدمتها بلدنا الحبيب .
نعم ذهب وفدنا الوطني إلى الرياض متسلحا بالشموخ والإباء ، متشحا بوشاح العزة والكرامة ، حاملا معه هموم وتطلعات كل أبناء الشعب الأحرار ، ذهب من أجل صرف المرتبات ، وفتح الموانئ والمطارات ، من أجل التخفيف من معاناة أبناء الشعب التي دخلت عامها التاسع ، ذهب وفدنا الوطني من أجل استعادة السيادة الوطنية التي استباحها الأعداء بمساندة قطيع الخونة المرتزقة العملاء ، ذهب وفدنا الوطني من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية والثروة الوطنية التي يتآمر الأعداء عليها بمساعدة أبناء وطننا من يحملون هويتنا اليمنية ، من باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر وقرنه النجدي ومن دار في فلكهم ، لذا لا مجال للمزايدات ونشر الهرطقات والخزعبلات .
بالمختصر المفيد، شتان بين موقف وفدنا الوطني وزيارته للرياض ، وبين موقف الرياض ووفدها الوطني الذي زار صنعاء خلال شهر رمضان ، شتان بين أن تفاوض وأنت في موقع القوة والعزة والكرامة ، وبين أن تفاوض وأنت في موقع الضعف والذل والخوف والرعب بحثا عن القشة التي تنقذك من الغرق كما هو حال السعودية ووفدها ، لقد تجلت الحقائق بكل وضوح ، ولا عزاء لأصحاب ( شكرا سلمان ) وكل من تآمروا على اليمن وتحالفوا مع الغزاة البغاة ، وعليهم أن ينتظروا خاتمتهم المشينة ونهايتهم المذلة المهينة.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .