قائد الثورة وجه عدداً من الرسائل التحذيرية للسعودي والأمريكي من يختبر صبر الشعب اليمني سيدفع الثمن باهظاً
حذر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي العدوان السعودي الأمريكي من مواصلة حرمان أبناء الشعب اليمني من حقهم الطبيعي في ثرواتهم المنهوبة لسنوات طويلة، واجهها اليمنيون بسياسة الصبر الاستراتيجي التي تعد إحدى أدوات “معركة النفس الطويل” التي تخوضها صنعاء ضد تحالف العدوان من واقع سياسة مدروسة، وتنطلق من القوة، حتى وإن بدت لدول العدوان بأنها شكل من أشكال اليأس المتنكّر في ثوب الفضيلة، الأمر الذي يُشجّع الرياض على التماهي مع توجّهات واشنطن التي تُعرقل استكمال مسار مفاوضات الرياض مع صنعاء، كما يتضح أن واشنطن نجحت في إقناع الرياض بأن الإبقاء على الوضع الراهن من دون حسم يُحقّق مصالح المملكة بشكل أفضل من استكمالها مسار التفاوض مع صنعاء، والتوصّل إلى اتفاق تترتّب عليه نتائج والتزامات تجاه صنعاء.
الثورة / أحمد السعيدي
لن نسكت
خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي ألقاه بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- تضمن عدداً من الرسائل التحذيرية لدول العدوان وفي مقدمتها السعودية، وهي تحذيرات جادة وليست لمجرد الاستهلاك السياسي والإعلامي، وقد أثبتت الأحداث السابقة أن السيد عبدالملك رجل القول والفعل ومن
اهم تلك التحذيرات تحذيره الجاد لتحالف العدوان تجاه الاستمرار في حرمان الشعب اليمني من ثروته الوطنية واحتلال البلاد، قائلاً لهم ” إذا كنتم تريدون السلام فطريق السلام واضح، وليس هناك من جانبنا أي شروط تعجيزية” معتبراً ما حصل ويحصل في اليمن بشكل مستمر، عدوان شامل وحرب على مدى ثمان سنوات والآن في العام التاسع حرب شاملة وقتل وجرائم رهيبة بإشراف أمريكي مباشر وتدخل وإشراف وإسهام بريطاني إلى الجانب الأمريكي وتنفيذ عملائهما في المنطقة السعودي والإماراتي تنفيذاً مباشراً وعدواناً لا مبرر له أبداً.
استهداف الشعب اليمني
قائد الثورة استمر في تحذير العدو السعودي من مغبة استهداف الشعب اليمني عبر قتل عشرات الآلاف من الكبار والصغار والنساء والأطفال واحتلال مساحات كبيرة من البلاد وسيطرة على الثروة الوطنية للشعب اليمني النفط والغاز ومنابع الثروة في مارب وحضرموت وشبوة وغيرها وسيطرة وتحكم في معظم المناطق ذات الأهمية الكبيرة على مستوى المطارات والموانئ والمنشآت والقواعد العسكرية الكبيرة، سيطرة تامة ومباشرة عليها، وحصار شامل وجائر تسبب في معاناة كبيرة لليمنيين، سياسات عدائية على مستوى استهداف الاقتصاد الوطني تسببت في معاناة الشعب وما يزال الشعب اليمني يعاني لليوم، وتساءل السيد عبدالملك عن سبب استمرار تحالف العدوان في حربه بالرغم من المعاناة الكبيرة لشعبنا العزيز، فما ذنب شعبنا اليمني حتى يظلموه عبر أهداف شيطانية؟ وأمام كل ذلك يجب أن نعي مسؤوليتنا، هم أولئك الظالمون الأشرار المجرمون بتوجهاتهم واستهدافاتهم الشيطانية وممارساتهم الظالمة يريدون أن يحتلوا ويسيطروا ويستعبدوا شعوب أمتنا، لكن تبقى مسؤوليتنا في إدراك أهمية التوجه الجهادي والوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية في التصدي لهذا الظلم وتحركنا أمر ضروري على مستوى انتمائنا الإيماني والديني وعلى مستوى الواقع وهو يمثل حلاً بالنسبة لنا لدفع شرهم عنا والتصدي لظلمهم وطغيانهم”.
الجهاد طريقنا
ومن الرسائل التي وجهها قائد الثورة ولا بد أن يفهمها العدو هي حق الشعب اليمني في الرد وتفعيل فريضة الجهاد المقدسة على أساس من الوعي والبصيرة والتحرك الواعي على مستوى المجالات السياسية والإعلامية والثقافية والفكرية والاقتصادية وفي المقدمة المجال العسكري وهو ضرورة لا بد منها تحركنا تحركا جهادياً وثوريا، وقال في رسالته التحذيرية “نتبنى الموقف الحق والتحرك الصحيح على أساس من انتمائنا للقرآن والإسلام الذي تضمن القرآن الكريم الحديث عنه كفرض مهم وتحرك أساسي لا بد منه في آيات كثيرة تحدثت عن الجهاد في سبيل الله، باعتباره الطريق الصحيح الذي ينقذ الأمة، حيث أن الشعب اليمني رأى جدوى تحركه في الصمود والجهاد وتضحياته وتحقيق البطولات والتماسك والثبات وما حققه من انتصارات” معتبراً فشل الأعداء، ثمرة تضحية وانطلاق الشعب اليمني على الوعي والبصيرة والجهاد، وكذلك ما حققه المجاهدون في فلسطين وحزب الله في لبنان وأحرار الأمة في مختلف الأوطان.
مساحة للوساطة فقط
السيد عبدالملك أوصل رسالة أخرى للعدوان بأن المرحلة الراهنة تشهد خفضاً للتصعيد وإفساحاً للمجال للوساطة العمانية فقط وأن القيادة الثورية والسياسية ليست في غفلة عن مسار وخطط الأعداء وتحركهم السيئ لتحقيق أهدافهم الشيطانية قائلاً ” مشكلة السعودي والإماراتي بالرغم مما قد كلفه عدوانهما على اليمن، خضوعهما لأمريكا وبريطانيا، خاصة وأن الأمريكي حريص على استمرار استهداف اليمن، واستقطاب ما قد احتله من أجزاء بلدنا إذا لم يتمكن من احتلاله بشكل تام” وأكد أنه لا يمكن السكوت على هذا الوضع الذي يعاني فيه الشعب اليمني معاناة كبيرة .. وأضاف “يتصور السعودي ومعه الإماراتي أن بإمكانهما تنفيذ أجندة وإملاءات ومخططات أمريكا وبريطانيا ضد بلدنا بالحرب والدمار والاحتلال والحرمان من الثروة الوطنية والتسبب في معاناة شعبنا وتجويعه وبؤسه مع ما حصل أثناء القصف لليمن من تدمير هائل لمنازل المواطنين ومصالحهم ومنشآتهم الحيوية وخدماتهم العامة ومع ما حصل من حرب اقتصادية لإفقار شعبنا وتجويعه إلى أقصى مستوى، إلا أننا لا يمكن أن نسكت عن الاستمرار تجاه ذلك” حيث قامت حكومة صنعاء بإفساح المجال للوساطة بالقدر الكافي، وإذا لم يحصل تطورات إيجابية ومعالجة لتلك الإجراءات الظالمة بحق شعبنا، وإذا لم يقلع السعودي عن سياساته وإصراره في الاستمرار عن النهج العدائي ضد شعبنا وكذا استمراره في حالة العدوان والحصار والمؤامرات والاحتلال، فإن موقفنا سيكون حازماً وصارماً”.
معرفتنا بالخطة (ب)
السيد في رسالته للعدو السعودي أوضح معرفته بالخطة “ب”، إذا لم يمكنه الاستمرار في حرب عسكرية شديدة مستعرة تكون تهدئة فيها إلى مستوى معين خفض للتصعيد واستمرار في الحصار والتجويع ونهب الثروة الوطنية والحرمان للشعب منها والتسبب في معاناة شعبنا، ثم لا إعمار ولا انسحاب ولا إيقاف للعدوان، أن يتصور أن بإمكانه أن يضيع مع الوقت كل شيء وأن ينسى شعبنا ما فعل به من قتل وتدمير وأن يصبر على حالة الحصار ويتحول سخطه إلى مشاكل داخلية فقط، فهو بتصوره هذا خاطئ لا يمكن في الحال الراهن أن يستمر بما هو عليه أبدا.
“السيد عبدالملك نصح العدوان ايضاً بخطورة تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية التي ستكون عواقبها وخيمة عليه، لأنه لا يمكن أن يعيش في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات واهتمامات وأنشطة اقتصادية ويتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا، يتصور أن يبقى بلدنا مدمراً وخراباً ومحاصراً وجائعا ويشغله أيضاً في مشاكل داخلية وينأى بنفسه عن كل التبعات بما فعله ويفعله وبما هو مستمر عليه من سياسات عدائية ظالمة وخاطئة وتدخل سافر ومكشوف ومفضوح بحق شعبنا، هذا لن يحقق له السلام ولا يمكنه أن ينأى بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه على اليمن”.
كافة الوسائل
الدفاع عن أرضنا وشعبنا بكافة الوسائل من الرسائل التي أطلقها قائد الثورة قائلاً “نحن لسنا غافلين خلال هذه المدة، نسعى لتطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع في التصدي للأعداء وفي دفع الظلم عن شعبنا والسعي لتحقيق الأهداف المقدّسة لتحرير وإنقاذ بلدنا ولأن يحصل شعبنا على حقه في الحرية والاستقلال التام”.
وعبَّر عن تمنياته بخصوص الوضع الداخلي، أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن تحت عناوين متعددة اجتماعية وسياسية وغيرها .. وقال “حالتنا ما تزال في حرب وعدوان وحصار وما زلنا نعاني من عدوان وحصار واستهداف وجزء كبير من بلدنا محتل، أولوياتنا واضحة يجب أن تكون اهتماماتنا بالدرجة الأولى التصدي للأعداء والوصول إلى تحقيق سلام عادل ولا نفرط فيه باستقلالنا ولا ببلدنا وبديننا ولا بكرامتنا ولا بحقوق شعبنا المشروعة ومنها الإعمار وتعويض الأضرار”.