تتواصل ثورة الغضب الشعبي في محافظات الجنوب المحتلة. وكان الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠٢٣م هو اليوم السابع لخروج المواطنين الغاضبين إلى الشوارع في مدن الجنوب؛ عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، مطالبين برحيل تحالف العدوان؛ هاتفين (برع برع يا تحالف) ومطالبين بعودة الخدمات مثل الكهرباء المقطوعة والأمن المنفلت، وإيقاف تصاعد الأسعار، وانهيار العملة المزيفة التي تم طبعها بدون غطاء وخارج القانون. وكانت حكومة المرتزقة الموالية للعدوان قد طبعت ٥ تريليونات و٣٢٠ مليون ريال؛ ابتداء من العام ٢٠١٦م حتى العام ٢٠٢١م.
ومع خروج أبناء زنجبار يوم الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣م في تظاهرة منددة بالتحالف وحكومة المرتزقة؛ رافعين شعاراتهم ضد التحالف وأدواته، تتوالى ثورة الغضب الشعبي ضد الاحتلال وأدواته الحقيرة من المرتزقة والأذناب.
من ناحية ثانية أعلنت نقابة موظفي السلطة القضائية في المناطق الخاضعة للاحتلال الإضراب عن العمل ابتداء من الأحد القادم احتجاجا على سوء الظروف المعيشية. ودعت نادي القضاة في مناطق الجنوب التعاون معها في إنجاح الإضراب عن العمل، حتى تحقيق مطالبها.
وفي جزيرة سقطرى يتحضر المواطنون هناك للخروج بتظاهرات شعبية ضد التحالف وأدواته في بداية الأسبوع القادم. وكانت لجنة الاحتجاجات قد أعلنت التجهيز لمظاهرات عارمة في إطار سخط شعبي يجتاح جنوب اليمن بسبب تدهور الأوضاع على كل المستويات. خلفان المزروعي حاكم الاحتلال الإماراتي في الجزيرة دعا قوات الاحتلال إلى قمع التظاهرات. كل الجنوب غليان ضد أولئك الذين صنعوا هذا الجحيم في اليمن، لا سيما في المناطق المحتلة.
وقال الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية سابقا عادل الحسني: إن تحالف العدوان حول عدن من مدينة للسلام إلى مدينة للحقد والكراهية والمناطقية. وأضاف إن الأصوات المطالبة برحيل الاحتلال ستظل مرتفعة حتى رحيل الاحتلال وأدواته.
الجوع كافر كما جاء بالأثر ومواطنو عدن لم يعودوا قادرين على شراء حاجياتهم اليومية من الغذاء، فما بلكم بالأشياء الأخرى. فالناس يتعرضون لإفقار بشع نتيجة لانقطاع الرواتب لأشهر، وتدني سعر العملة المزورة، وارتفاع الأسعار الفاحش.
الوضع في عدن يزداد سوءاً والانتفاضة مستمرة.
الاحتلال الأمريكي استشعر خطر الانتفاضة الجماهيرية، فطار سفيره على ظهر مروحية عسكرية ومعه قادة عسكريون. وحطت تلك المروحية في المعاشيق. واجتمع السفير الأمريكي مع قادة أمنيين من المرتزقة في مؤشر أن هناك توجهاً لقمع الانتفاضة الشعبية التي لم تهدأ طوال الأسبوع.
سفير الاحتلال الأمريكي بادر بالوصول إلى عدن في مهمة أمنية بعد أن هرب قادة المرتزقة من العاصمة عدن، ويتولى السفير هذه المهمة بدلاً عنهم، في مؤشر يبين أن الاحتلال هو أمريكي بامتياز وأن السعودي والإماراتي ما هم إلا أدوات رخيصة قابلة للكسر والطي. وكان السفير السعودي لدى المرتزقة محمد آل جابر قد استدعى الزعيم الحراكي حسن باعوم في خطوة لمواجهة الانتقالي، لكن باعوم قدم شروطا قيل إن العدو السعودي لم يقبل بها. خطوة سفير الاحتلال السعودي تبين مدى التخبط الذي يعيشه المحتل، بعد أن عرف الكثيرون تآمر السعودية على الشعب اليمني واستفرادها بتفكيك الجنوب.
في هذه الحالة على جماهير الشعب اليمني، وكل المكونات التي لم تتورط في تأييد الاحتلال أن تلتحم مع الجماهير للثورة ضد كل المعتدين، وضد كل المحتلين؛ فالوطن في خطر.