لا بد لإخواننا في المناطق المحتلة من تحرك مجتمعي واسع من منطلق شعب واحد وأمة مسلمة واحدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وبتصرفات رشيدة وأساليب حكيمة تسعدوا من قهر وظلم الاستعمار لقهر ورفض المحتل وترغمه من خلال تحركها الواعي والمسؤول (وبالحد الأدنى وفي الوقت الراهن) لتغيير سياساته الاقتصادية العدوانية تجاه تلك المناطق ووضعها الاقتصادي المزري الذي تمر به على مدى سنوات، ولنا تجاه ذلك في أبناء محافظة المهرة قبائل «الشيخ الحريزي» الأسوة في حفظ ما يمكن حفظه من ثروات هذا البلد وحقوقه المشروعة، ورفضوا ذاك الحق المشروع والمكفول وكان هو التحرك الصحيح والإيجابي للجميع من البداية للتدخل الخارجي الساعي أساساً مع منافقي البلد إلى نهب البلاد واستعباد العباد.
كان من الواضح ومنذ البداية أن تلك السياسات الإجرامية لأنظمة العدوان، والمتعلقة بالوضع الاقتصادي أو كما وصفوها استراتيجيات الحرب الاقتصادية، التي أفضت إلى نقل البنك المركزي من صنعاء ومن ثم طباعة العملة الجديدة وغيرها من أساليب الحرب الاقتصادية التي اصطنعها هذا العدوان بحق أبناء هذا الشعب بمجمله.
إنها حقيقةٌ وقد أدركها الأحرار من أبناء هذا الشعب، جزء من سياسات إجرامية لحرب كونية مجتمعة ضمن مخطط صهيوني عدائي لعدوان غاشم شكلته الدول المتغطرسة العظمى بغطاء وأقنعة «بعض الأنظمة العربية العميلة» وهي في بشاعتها لا تقل أثراً عن الحرب العسكرية البشعة لسنوات خلت بحق أبناء هذا الشعب ككل.
إنه الصنيع الأمريكي والبريطاني لتلك السياسات الاقتصادية العدائية التي جعلت أبناء هذا الشعب وخصوصا إخواننا في الجنوب المحتل في حالة معيشية مزرية في شتى جوانب حياتهم المعيشية، من غلاء الأسعار، والتلاعب المصرفي الذي حطم القيمة الفعلية للعملة، ونهب الثروات الوطنية، وناتج ذلك من قلة الموارد الوطنية وانعدام سبل المعيشة اليومية، التي وإثر ذلك ونتاج تلك السياسات تدهورت الحالة المعيشية للمواطن وانتشرت المجاعات والفقر والجوع، وكل ذاك مع ما تفتعله من خراب وسطو ونهب وتقطع وإرهاب وقتل واغتيالات ومصادرة ممتلكات بشكل علني إن لم يكن قد بات بشكل رسمي تلك المليشيات الارتزاقية والتي هي أيضا من صنيع تلك القوى العدوانية بشتى مسمياتها وتعدد أوجه ولاءاتها، في تلك المناطق المحتلة والواقعة حاليا تحت سيطرة قوى وأنظمة هذا العدوان المجرم . إن هذه الحرب الاقتصادية والطرق العدوانية التي تعمدت قوى العدوان بتوجيهات من أسيادهم الحقيقيين إحداثها والقيام بها كانت وحقيقة وكما خطط لها ابتداءً قبل انتقال العدوى والكيد على من تحت سيطرتهم وتلك هي سياستهم أصلا بغرض إحداث ابلغ الأضرار ما أمكن بحكومة صنعاء وشعبها المحاصر من كل الاتجاهات، كانت بمثابة الفرصة لأبناء شعبنا في الاعتماد على انفسهم وصناعة قرارهم وما يخصهم بأيديهم، وبحكمة القيادة القرآنية والرشيدة لهذا الشعب ووجهت كل تلك السياسات وذلك المكر وبعون الله وتأييده وهو العامل الأساسي بعزائم صلبة وقلوب مؤمنة وخطوات رشيدة وحكيمة جعلت العدو هو الخاسر، وباءت كما باءت كل تكتيكاته وخططه العسكرية على مدى هذا العدوان بالفشل والخيبة والخسران.
ورداً حاسماً أيضاً من حكومة صنعاء كما هو ردها الحاضر دائما في كل الجبهات العسكرية.
على كل تلك السياسات من قبل أنظمة العدوان في المناطق المحتلة فرض القطع ومن الكتف لكل يد تمتد إلى ثرواتنا الطبيعية وكل مقدراتنا المحلية على طول جغرافية يمننا الحبيب بطوله وعرضه.