هل ستقرر الدول الإسلامية مقاطعة السويد بعد موقف اليمن أم أنها تعتبر المساس بالقرآن الكريم قضية غير هامة؟
المحرر السياسي
يأتي موقف اليمن الذي أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بإنهاء العلاقات الدبلوماسية مع السويد وإنهاء دور السويد في المفاوضات، والتأكيد بأنه لن تكون هناك أي علاقة دبلوماسية مع السويد في المستقبل، رداً متناسباً في الحد الأدنى مع جريمة السويد بالإساءة للقرآن الكريم بإحراق نسخ من المصحف الشريف، ودرساً لغيرها من الحكومات الغربية التي تتبنى هذا النهج، وهي الوسيلة الأمثل لردع هذا التطرف المنحدر في الغرب تجاه مقدسات المسلمين، والتطاول المتكرر على أقدس مقدساتهم، وعلى الاستفزاز المتعمد لمليار مسلم يوم عيد الأضحى المبارك بتلك الفعلة الشنيعة التي قامت بها حكومة السويد بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام أكبر مساجد ستوكهولم إلى جانب المقاطعة الاقتصادية وحظر البضائع والمنتجات السويدية.. التي تتدفق إلى الدول العربية والإسلامية، فإن دول وحكومات العالمين العربي والإسلامي معنية اليوم باتخاذ الخطوة نفسها أمام هذا التعدي الآثم الذي ترتكبه السويد بشكل متكرر، وهذا الموقف هو الحد الأدنى مما يجب، ولا يكلف الحكومات والدول الإسلامية شيئاً، فليس المطلوب أن تعلن حرباً على السويد، بل أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية معها..
وأن تقاطع بضائعها ومنتجاتها، وذلك كفيل بردع السويد وكل من تسول له نفسه المساس بالقرآن الكريم بالإساءة، فلتكن السويد عبرة ودرساً ..
هذا إذا كان لدى الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية غيرة الانتماء والعقيدة الإسلامية على أقدس مقدساتها المتمثل بكتاب الله المنزل على نبيه محمد صلوات الله عليه وآله وسلم..
الذي بعثه الله من العرب إلى الناس في العالمين جميعاً، وشرف العرب والمسلمين بأن يكونوا حَمَلَة هذه الرسالة الخاتمة لرسالات الله وشرائعه في الدنيا كلها، والمأمول أن نشهد قرارات مماثلة للقرارات التي اتخذتها اليمن، أما البقاء في دائرة البيانات والشجب الكلامي والاحتجاج الخجول باستدعاء السفراء فلا يكفي، ولن يكفي إلا بمقاطعة وعزل السويد ومحاصرتها وبقرارات نافذة ومعلنة ومنفذة.
سلاح المقاطعة الشاملة سلاح مهم وفاعل ومؤثر، فليجربه المسلمون والعرب في هذه القضية، وسيرون تأثيراتها وسيلمسونها حينما يرتعد الأعداء جميعاً من هذا السلاح ويكونوا أذلاء مهزومين فقط بتفعيل المقاطعة الشاملة.
القرآن الكريم يعد أقدس مقدساتنا، فهو كتاب الله وهو السراج المنير وهو الهدى والنور للبشرية كلها، وإذا كان لدى حكومات وأنظمة المسلمين هذه النظرة تجاه القرآن، فالمأمول أن نشهد قرارات مماثلة لما قرره اليمن..والله الهادي إلى سواء السبيل.