برلين /
انطلقت أمس في ألمانيا مناورات جوية لحلف شمال الأطلسي الناتو، وتعد هي الأكبر للحلف منذ نهاية الحرب الباردة .
ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن ألكسندر كامكين، كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قوله إن تدريبات الناتو هي رسالة لروسيا في سياق الصراع الدائر في أوكرانيا.
ولفت كامكين إلى أن حجم التدريبات أكبر بكثير من كل المناورات التي أجريت في السنوات السابقة، و”مرتبطة بالمسار العام نحو عسكرة الدول الأوروبية في الظروف الحالية”.
وتابع كامكين “يمكن القول بشكل لا لبس فيه أن هذه خطوة موجهة ضد روسيا”.
من جانبه أشار، دمتيري دانيلوف، رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى حجم التدريبات المقررة للناتو، مؤكدا أنها تشمل “كمية كبيرة غير مسبوقة من معدات الطيران”.
وقال “إننا نتحدث عن تنفيذ عمليات محتملة في إطار التخطيط، مع الأخذ في الاعتبار الأزمة الأوكرانية الحالية وتطور الوضع العسكري والسياسي في المنطقة”.
وأضاف “من الواضح في هذا الصدد أن ردع الناتو لروسيا هو هدف ذو أولوية في التخطيط العسكري والسياسي للحلف، وبالتالي، من الضروري بحسب رأيهم، وضع سيناريوهات مناسبة في مواجهة التطور غير المؤكد للتصعيد في الصراع الأوكراني”.
ووفقا له، فإن الاتجاه الرئيسي لهم هو تطوير سيناريوهات وأعمال التحالف بموجب المادة الخامسة الخاصة بالضمانات المتبادلة، والتي بموجبها يعتبر الهجوم على أحد أعضاء الحلف في أوروبا أو أمريكا الشمالية هجوما على التحالف ككل.
وتابع قائلا “الشيء الثاني المهم الذي يجب مراعاته هو انضمام دول الشمال إلى الناتو: الآن فنلندا، في المستقبل السويد. من المهم العمل على التنسيق والتكامل والتفاعل بين القوات المسلحة، بما في ذلك، بالطبع القوات الجوية الفنلندية والسويدية التي شاركت في الأحداث حتى قبل ذلك”.
وأضاف الخبير أن تعزيز الجناح الشمالي و”التخطيط الشمالي” هو أحد أهداف هذه التدريبات، بالإضافة إلى إدراجهما في نظام الدفاع الجماعي للناتو.
وفي الوقت نفسه، شدد على أن التدريبات الجوية لا تشمل استخدام الطائرات فحسب، بل تشمل أيضا التحقق من نظام الدعم اللوجستي، وكذلك تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي والدفاع الجوي وسيتم التأكيد أيضا على ذلك.
وتجرى مناورات Air Defender 23 في ألمانيا في الفترة من 12 إلى 23 يونيو. وأفيد بأن عشرة آلاف عسكرية و250 طائرة من 25 دولة ستشارك فيها.
بدوره أشار قائد القوات الجوية الألمانية، إنغو غيرهارتس، إلى أن الرحلات الجوية بالقرب من منطقة كالينينغراد لم يتم التخطيط لها خلال التدريبات، وأن التدريبات نفسها لم تكن استفزازا ضد روسيا.