تشكلت أمريكا من مهاجرين من أوروبا، بدأها عناصر ومجموعات من المجرمين والفارين من السجون وعصابات النهب والسرقة بالإكراه، كانوا يسافرون في رحلات النهب والسيطرة وممارسة القتل، وفي وقت لاحق تم تسميتها زورا وبهتانا بالرحلات الاستكشافية “في بعض المصادر والمراجع ” خاصة الرحلات الأولى التي قادها المجرم السفاح كولومبس وعناصره.
منذ اللحظات الأولى من اتخاذ قرار الاستيطان والاحتلال للقارتين الغربيتين التي تم تسميتهما لاحقا بالأمريكيتين فقد كانت الفوضى والقتل والنزاعات هي الأسلوب المنتشر في كل منطقة يصل إليها القادمون من أوروبا.
محمد محمد الآنسي
مدخل مهم:
يعود تاريخ الدولار الأمريكي إلى عام 1792م وكان في البداية على شكل ثلاث فئات معدنية “ذهبية وفضية ونحاسية».
وتحت مبرر الحاجة لتمويل الحروب والنزاعات بين المهاجرين المحتلين وصراعاتهم مع بعضهم تمت طباعة عملات نقدية ورقية ابتداء من عام 1862م وفي نهاية ما أطلق عليه اسم الحرب الأمريكية كانت كمية الدولارت المطبوعة تبلغ 461 مليون دولار رغم عدم تغطية العملة المطبوعة بأي شيء له قيمة إلا أن الكونجرس أصدر أوامر وجرّم من يرفض التعامل بالدولار الورقي.
يعتبر الدولار في الواقع بانه أهم أسلحة أمريكا وأحد أسباب استمرار هيمنتها وطيغيانها على العالم إلى يومنا هذا، وما زالت تفرضه على العالم رغم أنها تطبعه بشكل مستمر بدون غطاء بالذهب وبدون ربط بأي شيء له قيمة ولا يكلفها في طباعته إلا 5 سنتات للدولار الواحد.
مقدمة توضيحية مهمة
فريق الدولة العميقة في أمريكا هم أعضاء إدارة النظام المالي العالمي وهم اليهود المصرفيون، وإن شئت قل “اللوبي الصهيوني».
ثمة صلاحيات ومهام خطيرة يقوم بها اليهود المصرفيون “اللوبي الصهيوني» ومنها:
اختيار الرؤساء الأمريكيين، وإدارة شركة بلاك روك وأسهم الاحتياطي الفيدرالي، بناء وحماية إسرائيل، والعمل على عدم سقوط الدولار وبقاء الرأسمالية وتمويل أنشطة الهيمنة الأمريكية، واتخاذ قرار شن الحروب، وإعداد خطط استمرارية إنتاج المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، والاستثمار في مشاريع القوات العسكرية الأمريكية ، والقيام بمهام الاستحواذ والسيطرة المالية ونهب الثروات وفرض العقوبات والحصار على الدول التي لا تخضع لهم والدول التي تتوفر فيها ثروات كبيرة ومواقعها الجغرافية مهمة، وفرض السياسات النقدية التي تخدم أمريكا، وإلزام الدول برفع الدعم عن السلع الأساسية، وربط البنوك المركزية وحركة التبادل التجاري بالدولار، والتمويل الاستحواذي عبر البنك الدولي ومؤسسته المعروفة بمؤسسة التمويل الدولي وتنفيذ مشاريع الخصخصة للسيطرة على المصانع والشركات الخاصة والعامة في العالم، إفشال مشاريع الإنتاج المحلي في الدول، وتحويل سكان العالم إلى مستهلكين لمنتجات الشركات العالمية الكبرى المملوكة لهم.
مراحل نشأة النظام المالي العالمي الأربع بزعامة الدولار السفاح
المرحلة الأولى
في عام 1867م عقد مؤتمر باريس الاقتصادي وفيه تم الاتفاق على اعتماد الذهب معياراً لتغطية النقد الورقي وهي المرحلة الأولى لظهور المنظومة المالية العالمية التي أسست لهيمنة الرأسمالية على مستوى عالمي.
خلال المرحلة الأولى تسبب الدولار بنكبات وأزمات اقتصادية كبيرة لأنه يستند إلى مبادئ ربوية ويعتمد في دورانه على تعاملات تجارية واقتصادية مرتبطة بالحروب والمؤامرات والظلم.
بعد حدوث تضخم نقدي كبير وتراكم المشاكل الاقتصادية، تم ربط الدولار بالذهب لأول مرة في عام 1879م.
ثم تحسن الوضع الاقتصادي وحدث انتعاش مؤقت وتغيرت الأوضاع بشكل جيد ولكن ما لبثت المشاكل الاقتصادية أن عادت لأن الطباعة الورقية عادت دون ربط بأي شيء له قيمة إذ لم يتم الالتزام بالربط بالذهب منذ المرحلة الأولى.
من أبرز الأزمات المالية أزمة 1907م التي استمرت أكثر من سبع سنوات إلى 1914م ولم يجد اليهود المصرفيون مخرجاً منها إلّا بإشعال حرب عالمية و”فوضى خلّاقة” على الطريقة اليهودية.
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى كان اليهود المصرفيون يبذلون جهوداً كبيرة في التخطيط للحرب المطلوبة لتخلق لهم فرص إيرادات وتحققت لهم أرباح ودوران نقدي وعائدات كبيرة من تشغيل مصانع الأسلحة.
في 23 ديسمبر عام 1913م تم تأسيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مع خطة تشغيلية ترتكز على إشعال الحروب والمؤامرات.
بعد شهور من تأسيس الاحتياطي الفيدرالي تم تدشين عمله بالحرب العالمية الأولى التي بدأت في28 يوليو عام 1914م وبمجرد اندلاع الحرب سرعان ما تحولت أمريكا واللوبي الصهيوني من وضعية الإفلاس والانهيار والغرق في الديون إلى وضعية الغنى والثراء الفاحش إضافة إلى امتلاك ديون كبرى باتت التزاماً على الدول المستهدفة بالحرب “الضحية». تشكلت معظم مؤسسات ومكاتب الرأسمالية من كارتلات محتكرة، مستندة إلى مواد وقوانين ولوائح تركز على أصل الملكية وتمنح السيطرة على آلات الإنتاج دون قيود أو تدخل من الجهات الرسمية التي تمثل ما يسمى بالنظام في أمريكا.
من المهم التنبيه بالمواقف الرسمية المعلنة الصادرة عن المعنيين في أمريكا منهم مؤسس الرأسمالية ووزير الخزانة في حكومة جورج واشنطن وهو (الكسندر هاملتون) الذ ي كان يرى بأن قوة أمريكا يجب أن تعتمد على قوة أصحاب الأموال.
ويوم إعلان تأسيس أمريكا قال جون جي (John Jay) وهو أحد كتاب الدستور الأمريكي وأحد وزراء الخارجية الأمريكية قال (يجب أن تكون الحكومة بيد الذين يهيمنون على رأسمال البلاد).
المرحلة الثانية:
في 1922م تم انعقاد مؤتمر جنوة أو غنوة ([1]) الاقتصادي وفيه تم الاتفاق على استمرار اعتماد الذهب (السبائك) معياراً للنقد المطبوع، كما تمت مناقشة تنفيذ اتفاقية فرساي التي تم بموجبها إيقاف الحرب العالمية الأولى لدراسة آلية إعادة الإعمار وخطة تقديم القروض، وتم الاتفاق على الالتزام بتغطية طباعة العملات الورقية بالذهب “ولم يحدث الالتزام أيضا».
تنصلت أمريكا وبقية الدول بعد الحرب العالمية الأولى لعدم توفر كميات ذهب كافية تكفي لطباعة عملات لتغطية تكاليف الإعمار.
ونتيجة طبيعية للربا بدأت الأزمات الاقتصادية بالتراكم من بداية 1920م حتى 1929م حيث انفجرت الأزمة على مستوى عالمي وقد عرفت بأزمة الكساد الكبير.
استمرت أزمة الكساد العالمي أكثر من تسع سنوات لم تنفع معها كل الحلول والإجراءات التي تم اعتمادها حتى إجراءات السيطرة الكبيرة على كميات كبيرة من الذهب، لم تجد نفعاً وقد تمت عملية السيطرة على الذهب بموجب قرار رسمي معلن من الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزيڤيلت) يفرض على المواطنين في أمريكا تسليم ما بحوزتهم من ذهب ومنعهم من اقتناء وامتلاك أي قطعة ذهبية وليس ذلك فحسب فقد تم إصدار قانون عقوبات يجرم من يسلم ذهبه للبنك الفيدرالي وصلت حد السجن عشر سنوات كل ذلك لكي يتم تقييد ملكية الذهب بالمصارف والبنوك الخاصة باللوبي الصهيوني.
المرحلة الثالثة:
في 1944م تم انعقاد مؤتمر “ بريتون وودز» “ Bretton Woods» في 1944م ([2]) برعاية بلدان ما يسمى “بالتحالف المناهض للهترلية» وحضر المؤتمر أكثر من 700 مندوبًا يمثلون 44 دولة، وفيه تم منح الدولار صلاحية الذهب، وحصلت أمريكا بموجب الاتفاقية على صلاحية استخدام ذهب 44 دولة الموقعة على الاتفاقية وقد وصفت هذا العملية بأكبر عملية احتيال مالي في التاريخ.
أكبر عملية احتيال مالي في التاريخ
مؤامرة مؤتمر (بريتون وودز) 1944م
كان الإعلان الرسمي للمؤتمر لإعداد اتفاقية مالية عالمية ومناقشة آلية التبادل التجاري بشكل أوسع؛ ولكن الدول المشاركة اكتشفت أثناء المؤتمر أن ثمة احتيال ومؤامرة تخدم المصلحة الأمريكية فقط.
في مؤتمر بريتون وودز 1944م تم فرض الدولار كعملة احتياطية على الدول التي حضرت المؤتمر وتم منح الدولار صلاحية الذهب وأعلنت أمريكا تثبيت سعر الدولار بما يعادل 35 دولارا لـكل أونصة ([3]) بمعنى أن من يمتلك 35 دولارا يمكنه استبدالها بـ 28 جراماً من الذهب، كما التزمت أمريكا بعدم طباعة أي دولار إلا بتغطيته بالذهب.
بعد مؤتمر بريتون وودز 1944م:
حصل اللوبي اليهودي على صلاحيات الرقابة على البنوك المركزية للدول وفرض الهيمنة عليها من خلال (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) المتفق على إنشاءهما في 1944م وجعل المقرات الرئيسية لهما في أمريكا، ومهمتهما اغراق البلدان بالديون وفرض مسارات ربوية على البنوك المركزية ورفع رسوم الفائدة على أذون الخزانة، وتوجه الحكومات برفع الدعم عن السلع الأساسية.
بعد مؤتمر بريتون وودز 1944م:
تمكن اليهود المتمركزين في أمريكا من الاستيلاء على أكثر من 75 % من ثروة الذهب في العالم وتمكنوا من السيطرة على ذهب 43 دولة ([4]).
العلاقة المتينة المتجذرة بين الدولار والحروب
تعتمد أمريكا استراتيجية خلق العدو الخارجي دائما لأسباب واضحة أبرزها اعتماد الاقتصاد الأمريكي على الحروب وعلى وزعزعة استقرار العالم؛ بالإضافة إلى انعدام أي مقومات تسمح بحدوث استقرار ووحدة داخلية وأمن اجتماعي في أوساط السكان المنقول والقائم على الهجرة من دول أخرى، معظمه بطريقة “الهجرة الاجبارية» والمعلوم أنها تمت بطرق وحشية وأساليب تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية “كما حدث مع الأفارقة».
قرار إطلاق الحرب الباردة بعد 1945م
كان المجمع الصناعي العسكري في أمريكا هو الذي اتخذ قرار شن الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية 1945م رغم أن أمريكا لم تكن ترى في الاتحاد السوفياتي خطراً يهددها لكنها بحاجة إلى عدو وبعبع يمكنها من رفع ميزانية الدفاع والبنتاجون التي تصب معظمها إلى حسابات شركات المجمع الصناعي العسكري في الحرب الباردة كانت الخطة الأمريكية قد وضعت لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح لشركاتهم “المجمع الصناعي العسكري الأمريكي» بغض النظر عن مصادر التمويل ومن يتحمل أعباء الحرب! فرض الأمريكيون على زعماء الدول الانبطاحية “الحلفاء» خطط التسليح والتزود بالمنتجات والمعدات الأمريكية حتى نظاراتهم الشمسية.أمريكا وقضية تمويل الحروب ومشاريع التسليح.
منذ أن تم الإعلان عن الحرب الباردة لم تتوقف القوات الأمريكية عند سقف معين في مطالبتها بالطائرات والصواريخ والدبابات والأسلحة الكيماوية والبيولوجية وحتى أسلحة الدمار الشامل؛ بما يقتضي خطط التطوير المستمر والإنفاق العسكري المرتفع؛ وفي المقابل لم تشكل طلبات القوات العسكرية الأمريكية أي مشكلة لدى البنتاجون إذ كان يلبيها ويضخ المبالغ دون أي تردد.
وفي الواقع تبين أن أمريكا تمول نفقاتها العسكرية المتزايدة عن طريق نهب ثروات الآخرين وعن طريق القروض، مما تسبب في ارتفاع الدين العام إلى مستويات كبيرة لا تقارن بأي دولة في العالم.
بعد الحرب العالمية الثانية كان لا بد من وجود عدو لتبقى ميزانية الدفاع والقوات المسلحة عالية ولكي تستمر الأرباح والإيرادات متدفقة إلى حسابات شركات المجمع الصناعي العسكري ومن هنا جاءت فكرة الحرب الباردة.
ورغم ذلك تسبب الحروب الأمريكية ارتفاعات مستمرة في الديون الأمريكية التي ترتفع بشكل مستمر منذ عام 1939م كانت الديون بحدود ثلاثة مليار دولار ثم ارتفع إلى 45 مليار دولار بعد الحرب العالمية الثانية.
ونتيجة لخطة بقاء الدولار وحاجته إلى حروب بشكل مستمر فقد استمرت الديون الأمريكية في الارتفاع حتى وصلت عام 1990م إلى 3.2 تريليون دولار، وارتفعت في يوليو 2002م فبلغت 6.1 تريليون دولار واستمر ارتفاعها حتى بلغ يومنا هذا 13 رمضان 1444هـ الموافق 4 /4 /2023م أكثر من 31 ترليوناً و658 مليار دولار.
بمعنى أن تكاليف الحروب كلها لا يتحملها أولئك الذين استفادوا منها في شكل أرباح مبيعات شركاتهم وأرباح المدفوعة على السندات.
العمال والطبقة المتوسطة هم من يتحمل ديون أمريكا وأعباء حروبها ويشارك معهم بعض الدول الانبطاحية والعميلة التي تمتلك حصصاً في الديون الأمريكية مثل اليابان ودول النفط العربي للأسف.
العدوان الأمريكي على فيتنام وطباعة الدولارات الكثيرة
استمرت خدعة بريتون وودز ما يقارب 11 سنة إلى فترة العدوان الأمريكي على فيتنام الذي بدأ في 1 نوفمبر 1955م وفي تلك المرحلة تم طباعة 110 مليارات دولار بحجة تغطية نفقات القوات الأمريكية في فيتنام، وتعرض الاقتصاد لنكسة اقتصادية مرتجعة نتيجة لطباعة كميات كبيرة من الدولارات.
ومنذ مطلع الستينيات بدأت مؤشرات النمو الاقتصادي “الصناعي» في أمريكا بالتراجع والانكماش؛ مع تراكم مشاكل عديدة.
عرفت العديد من الدول أن أمريكا احتالت عليها ونهبت ذهبها وعلم الكثير أنها تطبع دولارات بدون ربط بالذهب فتفاقمت المشاكل وتعذر الوفاء عن مبادلة الدولار بالذهب، وتطورت إلى درجة التهديد بنشوب حرب، حين طالبت فرنسا باسترداد ذهبها من خزائن الفيدرالي الأمريكي ولم تتمكن من الحصول عليه واسترداده.
المرحلة الرابعة:
المرحلة الرابعة (1971) – (1976م) (ربط الدولار بالنفط) لم تجد أمريكا مخرجا من المطالبة بالذهب ومبادلة الدولار به بحسب اتفاقية بريتون وودز 1944هـ فتم إعلان فك ارتباط الدولار عن الذهب واتفاقية البترودولار والتي كان من مخرجاتها منح آل سعود الدور القيادي في الجزيرة العربية والمنطقة، وتطلب الأمر بعض الترتيبات ومنها تنفيذ مسرحية تضليلة ماكرة تحت عنوان: قطع النفط على الغرب لتحقيق رفع أسعار النفط وأشياء أخرى.
خرج الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في 15 أغسطس 1971م معلناً على شاشات التلفزيون فك ارتباط الدولار بالذهب، وخطوات أخرى مرتبطة ببعضها 1973م وفي 1975م واختتمت المؤامرة التي أدارها هنري كسنجر في 1976 حين عقد صندوق النقد الدولي مؤتمر “جاماكيا» ([5]) وفيه تم الإعلان رسمياً بأن النظام المالي العالمي قد انتقل إلى المعيار النفطي، ومن حينها ظهر مصطلح البترودولار.
تأسست أمريكا في عام 1776م ومن ذلك اليوم هي في حالة حرب مستمرة دون توقف وفقا لبعض المصادر في 2011م نشرت دراسة وغربية ([6]) ورد فيها أن أمريكا في حالة حرب خلال 214 عامًا من أصل 235 عامًا من وجودها، بمعنى أنها لم تتوقف سوى 21 سنة لم تقيد فيها حرب مباشرة، وأنا علي يقين أنها ثمة حروب عديدة أشعلتها أمريكا في 21 سنة المذكورة، وهي مصنفة ضمن الحروب والمؤامرات الأمريكية غير المباشرة وهي كثيرة وذات أثر إجرامي ودموي كبير.
المصرفيون اليهود “وأطماع السيطرة على اقتصاد العالم»
يمتلك اليهود زمام السيطرة الكاملة على الاقتصاد وفي قبضتهم النسبة الكبرى من ثروات العالم، وهم من يتحكمون بعرض النقود وأسعار الفائدة وهم من يمتلكون مهارات تقويض الثروات وتحقيق أرباح كبيرة جداً في كل دورة. ويقوم »اليهود المصرفيون» بخفض أسعار الفائدة مع توسعة المعروض النقدي لتتراكم الديون في الأسواق ثم يقومون بالسيطرة على المعروض من النقود وشراء السندات مع رفع أسعار الفائدة لتحدث عمليات إفلاس كبيرة للكثير من البنوك والشركات والعائلات؛ فيقومون بشراء كل أنواع الأصول والسيطرة على ثروات كبيرة، وتتكرر المؤامرة بعد مرور وقت قصير من التعافي.
تحدث حالات التضخم والركود نتيجة طبيعية للتعامل الربوي ولكن الأخطر من ذلك أن اللوبي الصهيوني الخبيث يستغل حتى حالات المشاكل الاقتصادية ليقوم بمهام السيطرة والاستحواذ، لقد قام بذلك في عام 1929 وفي 1983، وفي 2007 ــ 2008م حتى 2019م ويقوم بذلك أيضا في الوقت الراهن في 2023م.
بعد تفكك الاتحاد السوفياتي
في عام 1990م انتهت الحرب الباردة فكادت أمريكا أن تصرخ معلنة عن وجود مشكلة خطيرة نظراً لحاجتها المستمرة لعدو لاعتبارات عديدة منها خشية اللوبي الصهيوني من مطالبة المواطنين في أمريكا سد احتياجاتهم من نفاقات تأمين صحي ومزايا اجتماعية أسوة بغيرهم من الأوروبيين.
أضف إلى ذلك مشكلة أخرى تهدد استمرار تمويل مشاريع الإنفاق العسكري الباهظة.!! فكان لا بد من استحضار عدو جديد، حتى وإن كان عميلهم المخلص صدام؛ فقد تم إعداد الخطة لاستخدامه وتحريك وسائل الإعلام التابعة لهم للقيام بما يلزم من ترويج وترميز.
تم توجيه صدام بغزو الكويت لتتمكن أمريكا من الحصول على مبرر للتحريك أساطيلها وبارجاتها وفرقاطاتها إلى العراق ودويلات الخليج، ولكونه من الحمقى المخصلين في العمالة فقد فعل ما تريد أمريكا.
بعد ذلك أطلقت أمريكا على صدام تسمية “هتلر الجديد» وبكل سهولة نجحت الخطة، وضمن اللوبي الصهيوني بقاء النفقات العسكرية التي يعتمد عليها كمحرك اقتصادي ومصدر أساسي لكسب الأرباح العالية ، إضافة إلى الحصول على فرص كبيرة للحلب والسيطرة على معظم موارد الطاقة النفط والغاز في الخليج والمنطقة.
استمر الأمريكيون في اختراع وصناعة أعداء وزعماء ومبررات لشن الحروب، تم استهداف الصومال وتم تحريك الوضع في يوغسلافيا.
وصول بوش جونيور إلى الرئاسة
لم تحل مشكلة انتهاء الحرب الباردة إلا بعد وصول بوش جونيور إلى الرئاسة، إذ تم اختراع خطة تكاد تكون هي الأخطر في تاريخ أمريكا تضمن العديد من الأهداف المرصودة مع مبرر لنفقات عسكرية متزايدة بشكل مستمر.
في البداية كان بوش يرغب في إعلان الحرب على الصين لكنه تردد كون القرار سيكون محفوفا بمخاطر كبيرة إضافة إلى أن أمريكا تحصل على أرباح كبيرة من التجارة مع الصين.
ثم قرر بوش وفريقه البحث عن شيء آخر فكان المناسب لهم والأكثر ملائمة هو مؤامرة 11 سبتمبر 2001م والحرب على ما يسمى بالإرهاب وكان لا بد لهم من الترتيب استخباري ماكر لتفجير برجي التجارة.
كان بوش جرئياً ووقحا لدرجة أنه أعلن أمام وسائل الإعلام أنه مرسل من الله في مهام القتل والتدمير.!!
ومن ذلك اليوم استخدمت أمريكا مصطلح الإرهاب وقدمته بطريقة تحقق رغبتها الخبيثة بمفهوم مجرد وعائم يمكنها من شن حرب ليس على دولة معينة، ولا على كيان محدود بل على أي دولة يريدها البيت الأبيض وفي أي وقت، دون أي تزمين وبلا أي حدود.
وتحت عنوان ما يسمى بمكافحة الإرهاب ارتكبت أمريكا قائمة طويلة جدا من الجرائم بحق الشعوب في معظم دول العالم في العراق وفي أفغانستان وسوريا وفي لييبا واليمن ومازالت حتى يومنا هذا.
أرباح حروب أمريكا
تم خصخصة أرباح الحرب الباردة لصالح نخبة الأثرياء الكبار وكانت آثارها الاجتماعية قاسية بلا رحمة، تحملها الفقراءُ والعمالُ، وتحمل معهم من كانوا يسمونهم بالطبقة الوسطى، هذا ما ثبت على أرض الواقع وتبين أيضا بطلان الأسطورة التي كانت تقول: “أن النظام الرأسمالي الأمريكي يخدم مصالح الطبقة الوسطى». بل أحالهم النظام الرأسمالي من طبقة وسطى إلى طبقة فقيرة وهذا ما تؤكده أرقام وإحصائيات الفقر والبطالة والتشرد في كافة الولايات الأمريكية، اضف إلى ذلك معدلات الجريمة المرتفعة بشكل كبير غير موجود في أي دولة أخرى على مستوى العالم.
جرائم حروب الدولار
وفقا للتقارير الأممية وتقارير الرسمية الأمريكية فقد ثبت أن أمريكا استخدمت دائمًا العنف الوحشي والإرهاب لقمع السكان المحليين ، سواء كانوا سكان أصليين أو غيرهم في معظم دول العالم في اليابان وفي الفلبين وفيتنام وفي القارة الغربية الوسطى والجنوبية، في البوسنة والهرسك، وفي معظم دول وسط آسيا خاصة أفغانستان والعراق وباكستان وكذلك في الصومال وسوريا وليبيا واليمن.
ومازالت حتى يومنا هذا.
متطلبات بقاء الدولار /الهيمنة
3.2 مليون وظيفة في أمريكا في قطاع صناعة السلاح والمعدات العسكرية أكثر من موظفي أي وزارة أخرى في أمريكا ما يقارب 900 مليار دولار ميزانية البنتاغون، وكل عام يقوم الكونجرس بإضافة مليارات إليها ولو تم حساب بقية المصروفات الموازية الأخرى التي للأمن القومي والأمن الداخلي ورعاية المحاربين القدامى ، سيتجاوز الرقم 1.4 تريليون دولار . القوة العسكرية 750 قاعدة عسكرية أمريكية منتشرة في العالم أكبر عدد للقواعد الأمريكية في ألمانيا المحتلة منذ 1945م فيها (218) قاعدة وفي اليابان (115) وكوريا الجنوبية 86 وقواعد عسكرية في الشرق الأوسط في السعودية ودول الخليج وفي كل مكان وفي كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
القيمة الحقيقية للدولار اليوم في 2023م
تقدر كمية العملة النقدية المطبوعة من الدولار بما يزيد عن 40 تريليون دولار! والرقم ليس كبيراً فقد طبعت أمريكا ما يقارب 6 ترليون دولار في عهد ترامب فقط.
وقياساً بحجم النقد المعروض من الدولار يفترض أن يصل سعر الكيلو السكر في أمريكا إلى ما يقارب 10 آلاف دولار؛ ولكن مشاكل تضخم الدولار موزعة على دول العالم بسبب ارتباط البنوك المركزية بالدولار إضافة إلى الأسباب التالية:
اتفاقية البترودولار “بيع النفط بالدولار والتوريد إلى بنوك أمريكا لشراء السندات».الدولار الأمريكي فُرض على العالم عملة عالمية واحتياطية منذ مؤامرة بريتون وودز في عام 1944م هذه التبادلات التجارية بين الدول مقومة بعملة الدولار.ديون العالم مقيدة بعملة الدولار.الهيمنة الأمريكية وتسلطها على مؤسسات النظام النقدي العالمي عبر مجموعة من الأدوات التابعة للمصالح الأمريكية منها “البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية وعدد كبير من المنظمات والبرامج المنفذة لأجندة المصرفيين اليهود “الدولة العميقة في أمريكا».الحروب والمؤامرات الأمريكية التي تخلق طلباً مستمراً على الدولار وتحقق دوراً نقدياً.
وبالرغم من الثروات الكبيرة جداً التي تسيطر عليها أمريكا وتنهبها من الشعوب والدول الأخرى كل عام فإن مشاكل النظام المالي الرأسمالي وعملته المفروضة على بنوك العالم “الدولار» محاطة بكم متراكم كبير من المشاكل وأصل المشكلة يعود إلى ممارسة الربا والمعاملات الربوية.
تبقى سنن الله هي العليا ولا يمكن الخروج عنها والتمرد عليها (يمحق الله الربا) (لا يقومون) ستظل عقبة كبيرة أمام المستكبرين الرافضين لتوجيهات الله والتسليم له، وعلى مر التاريخ يخسر كل من يتعامل بالربا لأنه يقوم على الظلم والحرمان والإفقار للسواد الأعظم من الخلق، في ظل بقاء الثروة والنعم التي سخرها الله للخلق “دولة بين الأغنياء» وهم نسبة قليلة لا تتجاوز 1 % من الناس.
أرقام الخلاصة والخاتمة المؤلمة
بلغت الإحصائيات الإجمالية لضحايا حروب الدولار الأمريكي أكثر من 860 مليون قتيل من البشر وأكثر من مليار ومائتي مليون (موتى من البشر) (متأثرين بالأسلحة البيولوجية والفيروسات الأمريكية ومن قضى في ظروف التشرد والهروب من الحروب).لقد حدث ذلك خلال 236 حرباً قامت بها أمريكا أما آن لأحرار العالم إيقاف ومحاكمة هذا المجرم الأمريكي السفاح والقصاص للمظلومين الضحايا.
هوامش ومراجع
[1] – جنوة [Geomagic]: مدينة إيطالية.
[2] -“Bretton Woods”: مدينة أمريكية في ولاية ( نيوهامبشر) وفيها عُــقِدَ واشتُهر بها مؤتمر النقد الدولي من 1 إلى 22 يوليو 1944م.
[3] – الأونصة الذهب تعادل 28 جراماً.
[4] – الدول التي حضرت المؤتمر 44 لكن روسيا رفضت التوقيع بعد حصولها على تسريب معلومات من أحد المسؤولين الأمريكيين كشف من خلالها حقيقة المؤامرة الأمريكية، والذي قدم هذه المعلومات للروس هو الاقتصادي الأمريكي (هاري وايت) وقد لقي مصرعه بعد فترة قصيرة في ظروف غامضة.
[5] – “جاماكيا”: هي دولة جزرية في الكاريبي مستقلة عن بريطانيا.
*نقلاِ عن موقع المسيرة نت