شددت مصر على ضرورة الوقف الفوري والعام والشامل لإطلاق النار في السودان، وضمان الالتزام به، وبما لا يقتصر على الأغراض الإنسانية، حقنا للدماء.
وأكد مندوب مصر في مجلس الأمن الدولي في جلسته حول السودان أمس الأربعاء، أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية واستقلال وسيادة السودان، وهو الأمر الذي يمثل عمقا استراتيجيا للأمن القومي للمصري.
وحذر من أي تدخل خارجي في السودان أيا كانت طبيعته أو مصدره، بما من شأنه أن يؤجج الصراع، مؤكدا أن النزاع في السودان هو شأن داخلي خالص.
وجاء نص كلمة مصر أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول السودان كالتالي:
تعرب مصر عن تضامنها التام والكامل مع الشعب السوداني الشقيق في أزمته الحالية، والتي تفاقم الأزمات المركبة والمتتالية التي يعاني منها السودان على مدار سنوات عدة، وتؤكد مصر استعدادها الدائم لتقديم كافة أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمي حقنًا لدماء الشعب السوداني.
كما تعرب مصر عن بالغ أسفها لسقوط ما يتجاوز المئات من الضحايا والمصابين جراء الاشتباكات المسلحة في السودان، وأكثرهم من المدنيين من الشعب السوداني الشقيق.
إن استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف إطلاق النار المتتالية مدعاة للقلق العميق، حيث يعرض ذلك حياة المدنيين السودانيين ومواطني الدول الأجنبية المقيمين في السودان إلى الخطر، ويؤدي إلى تدهور متسارع للأوضاع المعيشية الصعبة في السودان.
وإذ تعرب مصر عن أملها في أن يتم الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار المعلن أمس، وأن يتسم بالاستدامة، فإنها تؤكد أهمية السعي الحثيث لإعلاء صوت الحكمة ووقف العدائيات واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات التي ساهمت في اندلاع الاشتباكات.
كما أفاد طارق أبو شورى – مراسل العالم من العاصمة السودانية الخرطوم – باستمرار الاشتباكات المسلحة حتى هذه اللحظة حول محيط القصر الرئاسي وبقصف متقطع في منطقه أم درمان وتحت جسر ما يسمى بجسر البشير ما يعد خرقا لليوم الثاني من الهدنة.
وأشار إلى وجود قصف للطيران في منطقه كافوري.. مشيرا إلى قصف للطيران على منطقه يوجد فيها معسكر كبير كان موجودا فيها الدعم السريع وهي المرة الأولى التي يتم فيها قصف هذا المعسكر ما يدل على أن هنالك عمليات كر وفر بين قوات الجيش السوداني وقوى الدعم السريع وهي مجمل الأوضاع حتى هذه اللحظة.
ولفت إلى أن المواطنين السودانيين يتخوفون من انتهاء اجل هذه المدة التي يمكن وصفها بالهشه وأن تتطور الأوضاع ويكون هنالك قصف مكثف وكل طرف يريد أن ينتصر على الآخر في اسرع وقت ممكن ولكن يبدو أن أمد هذه الحرب سيطول وتصل إلى ما يسمى بحرب المدن وتعم الفوضى في السودان بسبب نقص المرافق الحياتية كالمياه والدواء والكهرباء في وقت يحاول فيه السودانيون الفرار من مناطق الصراع وعمدت عدة دول أجنبية إلى إجلاء رعاياها من البلد قبل انتهاء هدنة 72 ساعة يومنا الخميس.
وتتواصل عمليات إجلاء رعايا الدول والدبلوماسيين الأجانب من السودان مع اقتراب انتهاء الهدنة بين طرفي الصراع يوم الخميس.
كما يشهد السودان عمليات اقتتال عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة والحليف السابق لبرهان محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.