يترقب مئات الآلاف من أبنائنا طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية حلول الموعد الزمني لتنفيذ الاختبارات الوزارية المزمع تنفيذها خلال النصف الثاني من شهر شوال 1444هـ بحسب التقويم المدرسي والجدول الزمني المحدد لذلك وقد بذلوا جل طاقاتهم في المذاكرة واسترجاع دروسهم ليتمكنوا من تجاوز اختباراتهم بكل ثقة واقتدار، في ظل النظام الاختباري الجديد الذي منح كل طالب نموذجاً اختبارياً خاصاً به، لا مجال خلاله سوى الاعتماد على الذات ومنح أنفسهم الثقة المطلقة بقدراتهم وتحصيلهم العلمي والمعرفي واستبعاد أي وسيلة أخرى دون ذلك.
ومن الطبيعي أن يكون قد سبق الاعداد والتجهيزات الإدارية والفنية والميدانية لكل ما يتعلق بتنفيذ الاختبارات بكل جوانبها من قبل وزارة التربية والتعليم.
يجب على الجميع حكومة ومجتمعاً العمل على خلق تهيئة توعوية مسبقة لإيجاد أجواء إيجابية تساعد أبناءنا الطلبة على تجاوز عملية الاختبارات بكل سلاسة ويسر، بعيـداً عن أجواء التعقيدات والضغوطات النفسية التي قد ترافقهم قبل وأثناء تأدية الاختبارات.
وهنا لا بــد أن يتحمل أولياء الأمور المسؤولية تجاه فلذات أكبادهم بالقرب منهم وتطمينهم وحثهم على الثقة بالله وكذا بقدراتهم العلمية وبأن عملية الاختبارات ماهي إلا وسيلة طبيعية لقياس مستوى تحصيلهم العلمي الذي تعلموه وذاكروه، وانه يجب عليهم التعاطي مع كافة التعليمات التي تساعدهم على استيعاب وفهم أسئلة الاختبارات بنظامها الجديد «الاتمتة» كالتمعن والتركيز والهدوء داخل قاعات الاختبارات وعدم الالتفات لشائعات المهبطين والفاشلين الذين جعلوا من أساليب الغش وسيلة سهلة لفشلهم.
كمــا نتمنى على السلطات المحلية والشخصيات الاعتبارية والخطباء في كل منطقة استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية وتحديدا في المرحلة الصعبة التي يعيشها الوطن والعمل على التهيئة المسبقة للاختبارات بتوعية المجتمع بأهمية التعاون البناء مع فلذات أكبادنا وعدم تكدير أجواء اختباراتهم من خلال إثارة الفوضى أو خلق الضوضاء والتجمهر بالقرب من المراكز الاختبارية كون ذلك سيؤثر سلبا على أبنائنا الطلبة.
ويجب على وزارة التربية التعميم باقتصار الزيارات للمراكز الاختبارية للمشمولين بخطتها المركزية أو الفرعية فقط وبحسب البلاغات الرسمية عبر غرفة العمليات المركزية والفرعية شرط بقاء مرافقيهم وحراستهم الشخصية خارج الحرم الاختباري.
ونأمل من القائمين على العملية الاختبارية التعامل بشكل عاجل مع التقارير الميدانية اليومية وإحالة كل من يحاول إثارة السكينة في الحرم الاختباري للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه تكدير أجواء الاختبارات مستقبلا، وكذا تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وإصدار قائمة سوداء بكل من تساهل أو تهاون في أداء واجبه أثناء عملية الاختبارات.
ولأن تنفيذ عملية الاختبارات عملية تكاملية، فنأمل من قيادة وزارة الإعلام التوجيه لكافة الوسائل الإعلامية بالتعاطي الفعال مع عملية الاختبارات بكل مراحلها لخلق ثقافة توعوية تساهم بكل فعالية في إنجاح عملية الاختبارات.
ختاما نتمنى على أبنائنا الطلبة استغلال ما تبقى من الوقت بالمراجعة والاستذكار والعمل على خلق أجواء نفسية تزيد من الطمأنينة والثقة بقدراتهم والنظر للعملية الاختبارية بأنها جزء طبيعي من برنامجهم التعليمي لعام دراسي وليست حدثا طارئاً يستدعي خلق جانب من الخوف والقلق والإرباك وتشتيت المعلومات.