الثورة /
ذكر موقع ”ريسبونسيبل ستايت كرافت” الأمريكي، أنّ “واشنطن أدّت دوراً كبيراً في الحرب على اليمن، وكانت جزءاً أساسياً في إطالة أمدها، لكنّها كانت، إلى حد كبير، على الهامش خلال المحادثات الناجحة حتى الآن”.
وأضاف الموقع، في تقرير، إنّ “التدخل العسكري للولايات المتحدة في اليمن، من خلال 3 إدارات، على مدى الأعوام الثمانية الماضية، وضعها بقوة في دور صُنّاع الحرب”، لكن “على الرغم من النفوذ الأمريكي، الذي حدث مع بدء الحرب، فإنه يبدو أنّ اليمن على استعداد لسلام حقيقي”.
وأشار الموقع إلى أنّ مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اليمن، تيم ليندركينغ، سافر في مارس إلى السعودية وسلطنة عُمان، بينما تحدّث مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، إلى “مهندس الحرب”، محمد بن سلمان، و”رحّب بجهود السعودية غير العادية” لخريطة طريق لإنهاء الحرب..
وبينما يبدو أنّ هذه الجهود تشير إلى “اهتمام واشنطن بإقحام نفسها في المفاوضات”، إلّا أنها تذكّر “بمن كانت الولايات المتحدة تقف إلى جانبه طوال الأعوام الثمانية الماضية”، وفق ريسبونسيبل ستايت كرافت.
وأوضح الموقع أنّ تسريبات البنتاغون الأخيرة بشأن موافقة السعوديين على مطالب حكومة صنعاء “تكشف يأس الرياض للخروج من حرب لم تتمكن من الفوز فيها، وتكشف دور إدارة بايدن غير الفعال على نحو متزايد، والذي أدّى إلى نتائج عكسية، في نواحٍ كثيرة في هذه العملية”.
وتحدّث الموقع عن تاريخ التدخل الأمريكي في اليمن، قائلاً إنّ الرئيس الأسبق، باراك أوباما، “سارع، منذ اللحظات الأولى للصراع، إلى إعلان دعم إدارته للحلفاء السعوديين”.
وفي الأعوام التي تلت ذلك، باعَ الرئيسان أوباما ودونالد ترامب ما مجموعه “54.6 مليار دولار على الأقل من الدعم العسكري للسعودية والإمارات، منذ عام 2015 حتى عام 2021م، وفقاً لمكتب محاسبة الحكومة الأمريكية.
وبينما ادّعى الرئيس بايدن إنهاء الدعم للحرب في أوائل عام 2021، وجد تقرير مكتب المساءلة الحكومية أنّ التمييز بين العمليات “الهجومية” و”الدفاعية” لم يحدده مسؤولو الدولة أبداً، وواصلت الإدارة الأمريكية الحالية دعم التحالف.
وذهب الدعم العسكري للحرب إلى ما هو أبعد من مبيعات الأسلحة، إذ قدّمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي على مرّ أعوام الحرب، واختارت أهدافاً من غرفة القيادة، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وتزويد الطائرات بالوقود في الجو، وتدريب الطيارين والقوات البرية، وتوفير قطع الغيار، والمعدات والطائرات، وتوفير الغطاء الدبلوماسي للحرب والحصار، وحتى نشر القوات الخاصة الأمريكية سراً عند الحدود السعودية اليمنية.
وأضاف الموقع أنّ ذلك “كان في منزلة حرب غير قانونية وغير دستورية، ورّطت الولايات المتحدة كطرف في الحرب، ودفعت الكونغرس إلى إصدار أول قرار له بشأن صلاحيات الحرب في أبريل 2019”.
وتطّرق الموقع، في تقريره، إلى الحديث عن معايير السلام الدائم في اليمن، مؤكداً وجوب أن تضمن خريطة الطريق “استعادة سيادة اليمن من خلال رفع الحصار بالكامل، وإنهاء احتلال الإمارات لمناطق، مثل جزيرة سقطرى واحتلال السعودية لمحافظة المهرة”.
ولفتت إلى أنّ “هذا الخروج يمكن أن يمهد الطريق للسلام بين اليمنيين، الذين لديهم مصلحة راسخة في التعايش، وهم قادرون على التوصل إلى تسوية تفاوضية”.