في البدء كانت الأنثى


السينما الأميركية كانت خليطا من الكحول والأنثى والانتحار وفي هذا العصر المؤقت ليس لمسلماتنا سوى قيمة الأحداث اليومية ولكن ماهي المسلمات ..¿ الأمر الإيجابي في المواضيع المثيرة بالنسبة للكاتب هو إمكانية أن يقول أي شيء يتبادر إلى الذهن في العدد السابق تحدثت عن الأنثى السينما لكني لم أدرك أنني كنت خارجا أتحدث بمسلماتنا نحن وأقول أي شيء يتبادر إلى الذهن .
تقول الممثلة ”لارافلين بويل” التي اشتهرت من خلال فيلم “twin peas” “: “مشاهد الإغراء في السينما أقل متعة بالنسبة لنا مما يعتقد المشاهدون” وكأن لارافلين تقول ذلك أقصد أن المرأة وجدت نفسها محصورة تماما في هذه الزاوية لا يمكن أن تقول أكثر أو أن تفعل ما يمكن اعتباره حدثا خارج الجسد .
المشاهدون أصبحوا مولعين بهذا الدور وبعيدا عن كون الممثلة في الحياة الحقيقية هي آخر ما يمكن احتماله فالمشاهد يؤمن بـ ” مارلين” التي تلمع الآن وراء هذه الشاشة وليس ” مارلين” التي تفكر بالانتحار كلما أمسكت بكأس فارغ من الحياة ” أنا غير راضية عن هذه الأدوار التي لا تعكس شخصيتي الحقيقية أعرف أنني أصبحت قدوة سيئة للمراهقات هذا يجعلني أفكر كل يوم بالنهاية ” قالت ميشيل ويليامز التي عرفت بأدوارها المصحوبة بالكثير من الملابس المتطايرة .
ولإن السينما قد تعكس مفاهيم البنى الفكرية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع لماذا لا يمكن القول أن المشهد كان الصورة الحقيقية لمكانة المرأة في هذا العالم الذكوري والذي حول المرأة إلى دمية لا يمكن أن تخرج بمسميات أكثر جدية لا يمكن أن تغادر المسرح دون أن ترتجف الكراسي لذلك كان هناك صوفيا لورين وجينا لولو وليف أولمان وكل هؤلاء الصاحبات لشباك التذاكر مع هيثر جراهام التي قدمت العديد من الأدوار الفاتنة كان آخرها فيلم “The Guru” ترى أن المرأة نفسها ساهمت في حصر مهمتها على تقديم هذا الدور الباحث عن توفير كل سبل الإغراء ترى أن المرأة مع بدايات القرن لم تكن تملك غير جسدها لتخرج به ربما تغير الأمر الآن لكن لقد تجذرت هذه الرؤية في العقل السينمائي إلى الأبد وأصبحت هناك تلك المواصفات للممثلة المثالية المرأة النحيلة ذات الملامح المغرية مثل ” جوليا روبرتس” قد لا تمتلك موهبة مدهشة لكنها تملك الكثير لتقدمه بطريقة أو بأخرى ” ماري كاري” و ” ديمي مور” و ” باميلا أندرسون ” مواليد عمليات التجميل والتي أصبحت ظاهرة مسيطرة بين الفتيات الباحثات عن مقومات الأنوثة التي تمتلكها فتاة ما داخل غرفة مغلقة هناك في هوليود ” لقد تعرضت للذل والإهانة لقد بكيت ” هكذا تحدثت ” روبي بيريز” عن عبثية المخرج ” سبايك لي ” وهو يخترع مشهدا مثيرا في فيلم ” افعل الشيء الصحيح” هذه هي الفتاة التي يحاولن تقليدها .
بعد كل هذه الثورة لا أقول أبدا أن الصورة تماما بهذا الشكل من التوحش هناك تلك الأفلام الجيدة عندما تشاهد أفلاما مثل ” بوني ووكلايد” لآرثرين مثلا أو ” كيف كنا” و ” ممتلكات محرمه” لسيدني بولاك و” أليس لم تعد تعيش هنا ” لمارتن سكورسيز أو فيلم ” امرأة غير متزوجة ” الذي قامت ببطولته جيل كلايبورغ في كل هذه الأفلام تبدو صورة المرأة أكثر نقاء أكثر احتراما وتفهما لقيمتها الإنسانية لقد ظهرت كما لم تفعل من قبل .
في السينما الأوروبية كان ظهور المرأة مثاليا إلى حد يجعل هوليود تعيش أزمة حقيقية كل تلك الصور الساحرة في أفلام ترونو مثل ” جول وجيم ” أو أفلام بيرغمان ” الصمت ” و ” بيرسونا” و ” صرخات وهمسات” الأفلام الإيطالية لانتوييوني وفيليني وفسكونتي وبولنيتي وذلك التقديم المشابه للتجارب الفرنسية لروبير بريسون أو غوادر.
المشكلة وقد ظهرت المرأة بكل هذا النقاء أن المشهد لم يتجاوز فكرة المخرج نفسه إنها وجهة نظر فردية قد لا يكون للمجتمع علاقة بها حتى المرأة وقد أصبحت هكذا فلم تتجاوز المرأة التعبير عن المرأة إلى سياقات أكثر عمقا هذا العمق النادر الذي لم نشاهده سوى في أفلام قليلة جدا أبرزها (الطلقة 41) للمخرج غريغوري تشوكراي حيث المرأة هي البطلة هي الانتماء هي الوطن .
في البدء كانت المرأة . في البدء كانت الأنثى

قد يعجبك ايضا