ألمحت دراسة علمية حديثة إلى أنه قد يكون للأحلام دور في التخفيف من تأثير الذكريات المؤلمة عند الأشخاص. وأفادت الدراسة التي نشرتها دورية “علم الأحياء الحالي” بأنه يجري تعطيل كيمياء التوتر خلال مرحلة الأحلام أثناء ساعات النوم والتي تعرف كذلك بمرحلة حركة العين السريعة كما يعمل الدماغ في تلك الأثناء على معالجة الخبرات العاطفية والتخفيف من الذكريات الصعبة.
وأجرى باحثون من جامعة “كاليفورنيا- بيركلي” الأميركية دراسة على عدد من الأشخاص والذين عرض لهم 150 “صورة عاطفية” مرتين يوميا وبالتحديد كل 12 ساعة.
وجرى توزيع المشاركين في مجموعتين حيث تم عرض الصور على أفراد المجموعة الأولى في فترة صباحية وأخرى مسائية ودون أن يحصل الفرد منهم على قسط من النوم بينهما. فيما تم عرض الصور ذاتها على الأشخاص من المجموعة الثانية في فترة مسائية وأخرى صباحية كان يفصل بينهما ساعات النوم الاعتيادية.
كما أخضع المشاركون لفحوص التصوير الشعاعي بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي لقياس نشاط الدماغ. وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين كانت تفصل ساعات من النوم بين فترتي عرض الصور أفادوا بانخفاض تفاعلهم العاطفي تجاه ما عرض لهم كما تم رصد انخفاض في تفاعل الجزء الدماغي لديهم والمسؤول عن “معالجة” العواطف.
وأوضح كبير الباحثين الدكتور ماثيو والكر وهو استاذ مشارك في علم النفس والعلوم العصبية من جامعة كاليفورنيا- بيركلي الأميركية أن مرحلة الأحلام في فترة النوم بمكوناتها العصبية الكيمائية الفريدة قد تقدم لنا شكلا من أشكال العلاج خلال فترة قصيرة فهي تخفف من الذكريات الصعبة للتجارب العاطفية التي وقعت في اليوم السابق.
وأشار والكر إلى أنه يتم إعادة معالجة الخبرات العاطفية السابقة خلال مرحلة حركة العين السريعة وضمن بيئة آمنة من الناحية العصبية الكيميائية فهي تمتاز بانخفاض كبير في مستويات هرمون الأدرينالين المرتبط بالتوتر لذا فإن الفرد يشعر بالتحسن عند الاستيقاظ في اليوم التالي وذلك بعد أن تم التخفيف من قوة الانفعالات المصاحبة لتلك الخبرات.
من ناحية أخرى يرى الباحث أن أثر الأحلام أو مرحلة حركة العين السريعة في التخفيف من الذكريات المؤلمة قد لا يكون فعالا عند المصابين باضطراب الشدة بعد الصدمة حيث يمكن لهؤلاء استعادة تلك الذكريات والخبرات المؤلمة عند وجود محفز ما إذ لم يتم التخفيف من قوة الانفعالات المصاحبة لها خلال تلك الفترة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا