المصالحة الوطنية

 - ما الذي يقود إليه الوضع الحالي في اليمن وهل هناك أمل في الوصول لنقطة ضوء في نهاية النفق¿ أم ستظل اليمن داخل التيه لا تستطيع الخروج منه¿
لا يب
محمد السهماني –
ما الذي يقود إليه الوضع الحالي في اليمن وهل هناك أمل في الوصول لنقطة ضوء في نهاية النفق¿ أم ستظل اليمن داخل التيه لا تستطيع الخروج منه¿
لا يبدو في الأفق ما يدعو للتفاؤل رغم ما قد يظهر هنا أو هناك من بوادر تفاؤلية في ملامح مخرجات الحوار الوطني … فبعض القوى مازالت تصادم وتشكك في نجاعة مخرجات الحوار …وأيا تكن أبعاد ومصالح هذه القوى في تعاملها مع مخرجات الحوار لما قد تبطنه من جلب منفعة أو دفع مضرة فإن الوضع الحالي تتحكم في إصلاحه وتجاوز عثراته الإرادات الصادقة والنوايا المخلصة من مختلف القوى دون استثناء لكن النوايا المخلصة والإرادات الصادقة تحتاج إلى أفعال وتحركات مجسدة في السلوكيات والتعامل وهذا ما يمكن أن يتألق في المصالحة الوطنية بمصطلحها العصري الحديث وهي نفسها مبدأ الأخوة الإسلامية التي نفتقر إليها اليوم أفرادا وجماعات دون استثناء وأيا تكن الجهود المبذولة في إصلاح الوضع على غرار التغييرات والقرارات وإنشاء أنظمة وإجراءات للحكم الرشيد وغيرها فإنها لا تكفي لأن هذه الجهود ستظل جامدة في جسد بلا روح فالروح النابضة بالخير (المصالحة الوطنية – الإخوة الإيمانية) هي حجر الأساس في نجاح كل الجهود المبذولة .
واقع الأمر أن الوضع أصبح في غاية الخطورة فالعديد من الأطراف السياسية في اليمن الآن يخوض مباراة صفرية سوف تكون نتيجتها الدمار والفناء لجميع الأطراف ما لم يتمسك الجميع بأهمية الالتزام بدعم وإنجاح مخرجات الحوار الوطني لتجنيب البلاد والعباد شر ما نحن مقدمون عليه وقبل فوات الأوان.
ولا نريد فريقين يتمنى كل منهما دمار الآخر لكي يخلو له الجو ويلعب المباراة منفردا … وفي الواقع فهذه النتيجة لن تتحقق لأي منهما فالأفكار لا تموت بالحديد والنار وإنما لابد من دحض الفكرة بالفكرة فإما أن تدحض إحداهما الأخرى وإما أن تتلاقحا لكي تنتجا فكرة أخرى جديدة أما محاربة الأفكار بالسلاح فهذا ما لم يكن مجديا على مر التاريخ الأمر الآن في غاية الصعوبة فالشباب الذي يشكل عماد الكتلة البشرية وصلبها في اليمن لا يرى على الأقل خلال المرحلة الراهنة ما يدعو للتفاؤل في القادم المنشود والإحباط قد يخيم على الشباب وعلى غيرهم ..وهذا مايحتم سرعة العمل على مواجهة ماقد تحدثه موجات الإحباط المتكررة كما أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة ومن ورائها قوى المصالح الحزبية والسياسية الضيقة لا ترى هي الأخرى أي جدوى من الحوار مع القوى الحاكمة كحل نحو الخروج من الأزمة. وهي بذلك تفرض على القوى الحاكمة الركون إلى القوة والسيطرة على الوضع بقبضة أمنية قد تكون مفرطة ومكلفة …وكل هذه مازالت تجهل إلى حد اللحظة تجاهل الحلول السياسية كأفضل علاج للوضع الذي نعيشه الآن! وهذا ما يعني استمرار الوضع الراهن بكل ما يعنيه ذلك من استنزاف للقوى البشرية والجهود والطاقات والموارد لمدة لا يعلم مداها إلا الله.
لذلك لابد من تحكيم العقل حتى ننجو جميعا من مصير مظلم يحدق بنا جميعا … لابد من مبادرات حقيقية تعبر عن رؤى واقعية كما أنه لابد من تقديم تنازلات فعلية من جميع الأطراف حتى نخرج من هذا المأزق … على الجميع أن يدرك خطورة استمرار الوضع الراهن وأننا أصبحنا لا نملك ترف تضييع مزيد من الوقت وعلى الجميع أن يتيقن من استحالة تحقيق النتيجة الصفرية على أرض الواقع … فالمباراة لن تسفر عن فائز واحد يسعد بانتصاراته بأي حال من الأحوال … بل ستسفر عن مجموعة من المنهزمين وستظل البلد هي الوحيدة التي ستتحمل أعباء وجراح كل هذا الدمار.
مازلنا نشهد صراعات سياسية ومذهبية مخزية تزيد من وقت لآخر وتتسع من مكان لآخر نجني معها مزيدا من الانقسام والفرقة واتساع دائرة العنف .
mohsahman@gmail.com

قد يعجبك ايضا