الثورة / عادل حويس
خلال الفترة الماضية وما شهدته عموم محافظات اليمن من أمطار غزيرة نجمت عنها فيضانات وسيول عارمة وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وكما هو الحال مع كل موسم أمطار، تظهر حاجة البلاد الماسة والملحة لبناء السدود والحواجز المائية لتحقيق أعلى درجات الاستفادة من كميات هائلة من هذه السيول التي تذهب سدى سواء في مياه البحر أو إلى الصحاري خاصة في بلد يُصنف بأنه من أكثر البلدان شحة في المياه.
قامت حضارات اليمن القديمة على السدود لكنها اليوم أصبحت تفتقر إلى هذه الوسائل بالرغم من تدفق الفيضانات الكبيرة سنويا وذهابها هدرا.
توجهات القيادة السياسية للتوسع في الجانب الزراعي لن تحقق النجاح المأمول بدون أن تكون هناك استراتيجيات وخطط عملية لإقامة السدود على نطاق واسع وفي كافة مناطق البلاد، باعتبار ذلك من أهم العوامل لازدهار الحياة الزراعية وما يترتب عليها من توسيع المساحات المزروعة والتهيئة لتنفيذ مشاريع زراعية ضخمة.
ويؤكد مختصون أن إقامة السدود والحواجز المائية لها فوائد عديدة إذ تبقى أحد عوامل تلطيف المناخ وحفظ التربة من الانجراف وكذلك إحداث نمو حقيقي في زيادة الثروة الحيوانية، كما أنها تساهم في تغذية المياه الجوفية وغير ذلك من الفوائد والمنافع الجمة التي تعود خيرا ورخاء على الوطن وشعبه.
لم يحظ هذا الجانب خلال العقود الماضية بالاهتمام الذي يستحق فدفعت البلاد ولا تزال ثمنا باهظا، وما نأمله حاليا التوجه الجاد نحو إقامة سدود حقيقية في بلد كان منذ الأزل بلدا زراعيا من الطراز الأول.